موسكو تأسف لاحتمال فشل مشروع قرارها الخاص بسورية في مجلس الأمن.. والجيش يصدّ هجمات واسعة من قبل المسلحين في إدلب روحاني: قلقون من استمرار التمركز الأميركي..ويدعو لإخراج الجماعات الارهابية من إدلب
التقى الرئيس الإيراني حسن روحاني نظيره التركي رجب طيب أردوغان على هامش قمة «كوالالمبور 2019» الإسلامية المصغرة التي تستضيفها العاصمة الماليزية، بين 18 و 21 ديسمبر الحالي.
وعبر روحاني خلال اللقاء عن قلقه من استمرار التمركز العسكري الأميركي في سورية وسيطرته على آبار النفط السورية. هذا ودعا روحاني أردوغان إلى التعاون مع الحكومة السورية لإخراج الجماعات الإرهابية من مدينة إدلب.
إلى ذلك، أعربت موسكو عن أسفها للرفض الذي يُتوقع أن يقابل به مجلس الأمن الدولي مشروعها لقرار إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى سورية، والذي يصوّت عليه المجلس اليوم الخميس.
وكتب دميتري بوليانسكي، نائب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة، عبر «تويتر» الأربعاء: «تقدّمت روسيا بمشروع قرار توفيقي خاص بالمساعدة الإنسانية عابرة الحدود في سورية، وعدم تأييده من قبل شركائنا في مجلس الأمن سيظهر أن الأمر كان بالنسبة لهم عبارة عن لعبة سياسية أكثر من الرغبة في مساعدة سكان سورية».
والثلاثاء أعرب مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة فاسيلي نيبينزيا عن أمله في أن يوافق مجلس الأمن على مشروع القرار الروسي، مؤكداً أن المشروع الثلاثي الذي طرحته ألمانيا وبلجيكا والكويت، غير مقبول روسيّاً.
وشدد نيبينزيا على أن المشروع الروسي يدعو لزيادة الرقابة على المساعدات التي يجري إيصالها، «علماً بأنه كانت هناك مشاكل في هذا الصدد في الماضي»، كما أشار المندوب الروسي إلى عدم جواز نقل المساعدات الإنسانية إلى سورية من دون موافقة الحكومة السورية.
وينصّ مشروع القرار الروسي على تمديد عمل الآلية الحالية لنقل المساعدات الإنسانية لمدة نصف عام، وليس لمدة عام، كما يقضي به مشروع ألمانيا وبلجيكا والكويت. كما يوصي المشروع الروسي بالإبقاء على معبرين، واحد عبر العراق والآخر عبر الأردن، من أصل المعابر الأربعة لنقل المساعدات.
وحسب مصادر، فإن ألمانيا وبلجيكا والكويت عدلت في وقت لاحق مشروعها لينص على خفض عدد المعابر إلى ثلاثة (اثنان عبر تركيا وواحد عبر العراق) أي بإلغاء معبر الرمثا الحدودي مع الأردن والذي «قلّما يستخدم حالياً لإدخال المساعدات»، لكن مع إمكانية إعادة فتح هذا المعبر بعد ستة أشهر إذا ما أوصى بذلك تقرير يُعدّ بطلب من الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش.
وإذا رفض مجلس الأمن المشروع الروسي، واستخدمت موسكو حق النقض ضد المشروع الثلاثي، كما تتوقع مصادر دبلوماسية، فإن ذلك سيعني عدم تمديد آلية إيصال المساعدات التي ينتهي مفعولها يوم 10 يناير المقبل.
ميدانياً، كثف الطيران السوري غاراته على مواقع المسلحين في محافظة إدلب وكبّدهم خسائر فادحة، وسط أنباء عن حشد تعزيزات كبيرة للجيش، تمهيداً على ما يبدو لمعركة إدلب الكبرى.
وذكرت المصادر الرسمية السورية، أن الجيش يمهّد نارياً لمعركة إدلب الكبرى، التي اقتربت كما يبدو ساعتها بعدما حشد لها ما حشد من عديد وعتاد قبل أيام لتكون معركته حاسمة لتحرير هذه المحافظة وأريافها من تنظيم «جبهة النصرة» وحلفائه.
ونُقل عن مصدر ميداني قوله إن «الجيش بدأ تمهيده الناري، باستهداف الطيران الحربي السوري والروسي بغارات مكثفة على نقاط انتشار الإرهابيين في سراقب ومعرة النعمان، فيما أصلى الإرهابيين بمدفعيته الثقيلة والصواريخ ناراً حامية، وخصوصاً المتمركزين بمحاذاة الطريق الدولي بين حلب وحماة ومدن سراقب ومعرة النعمان وأريافها».
وأوضح المصدر، أن «الجيش مستعدّ لتحرير إدلب وأريافها من قطعان الإرهابيين، لافتاً إلى أن الطيران المروحي استهدف مواقع المجموعات الإرهابية المسلحة في تلمنس والتح والرفة وقطرة والغدقة ومعر شمشة ومعر شورين ودير الغربي ومعرة النعمان وأطرافها»، مكبداً المسلحين خسائر فادحة بالأفراد والعتاد.
ولفت المصدر إلى أن «الطيران الحربي الروسي شنّ غارات مكثفة على مواقع الإرهابيين ونقاط تمركزهم وانتشارهم بمختلف محاور ريف إدلب، وخصوصاً في الحراكي والدير شرقي وأطراف معرة النعمان والهلبة وبابولين وتل مرديخ».
وأوضح أن الطيران السوري استهدف الإرهابيين في تلمنس والغدقة وبابيلا وأطراف خان السبل وجرجناز معرة النعمان والغدقة ومحيط سراقب ومعر شورين، ما أسفر عن مقتل العديد منهم وجرح آخرين وتدمير عتادهم الحربي، مبيناً أن العملية البرية واسعة النطاق باتجاه المعرة وسراقب بريف إدلب، قد تبدأ بأي لحظة تقررها القيادة العسكرية.
وفي سياق متصل، أعلنت وزارة الدفاع الروسية أن قوات الجيش السوري صدّت، 3 هجمات على مواقعها في منطقة إدلب من قبل المسلحين.
وأفاد مدير مركــز حميميم لمصالحة الأطراف المتناحرة في ســـورية والتابع لوزارة الدفاع الروسية، اللواء يــوري بورينكوف، في بيان أصدره مساء الأربــعـــاء، بأن «عناصر تنظيمات هيئة تحرير الشام وحراس الدين والجيش الوطني السوري حاولوا مراراً، خلال الساعات الـ 24 الماضية، مهاجمة مواقع القوات السورية الحكومية».
وأوضح بورينكوف أن «مجموعة مسلحين شملت نحو 40 عنصراً بدعم من دبابتين وناقلة جنود مدرعة هاجمت، مواقع وحدات الجيش السوري في منطقة بلدة التمانعة في محافظة إدلب».
وتابع: و»حاول 60 عنصراً من التشكيلات المسلحة غير الشرعية بدعم من دبابة وناقلتي جنود مدرعتين الاستيلاء على تل شمالي بلدة الزيتونة بمحافظة إدلب بعد إحداثهم ممراً في حاجز من الألغام».
وشدد مدير مركــــز حميمـــيم على أن «قوات الجيش السوري صدّت كلاً الهجومين ودمّرت دبابة وناقلة جنود مدرعة للإرهابيين».
وأما العملية الأوسع فجاءت لاحقاً، حيث «هاجمت بعد قصف مكثف لمواقع القوات الحكومية من راجمات الصواريخ والمدفعية، مجموعة تضمنت نحو 200 مسلح مدعومين بـ 10 سيارات رباعية الدفع محملة بأسلحة من العيار الثقيل، نقاط الجيش السوري في منطقة بلدتي أم خلاخيل والزرزور في محافظة إدلب».
وأوضح البيان أن «الهجوم تم التصدي له إلا أنه أســفر عن إصابـــة 12 عســكرياً سورياً بينما تمّ تدمير 3 ســـيارات رباعية الدفع». من جانبه، أعلن المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة، ستيفان دوجريك: «لا تزال الأمم المتحدة تشعر بقلق عميق على سلامة وحماية أكثر من 3 ملايين مدني في منطقة إدلب، شمال غربي البلاد، أكثر من نصفهم من النازحين داخلياً».