الوطن

دياب رئيساً مكلفاً بالتشكيل بـ 69 صوتاً والاستشارات غداً: لا حكومة مواجهة والمرحلة تتطلب وحدة وطنية تحصّن البلد وتعطي دفعاً لعملية الإنقاذ

شكر الوزير السابق الدكتور حسان دياب، بعد استدعائه مساء أمس إلى قصر بعبدا لتكليفه بتأليف الحكومة الجديدة، رئيس الجمهورية العماد ميشال عون والنواب على الثقة التي منحوه إياها، آملاً «تشكيل حكومة تحاكي هواجس اللبنانيين وتنقل البلد إلى مرحلة الاستقرار عبر خطة لا تبقى حبراً على الورق».

وقال في لقاء مع الإعلاميين «سأعمل جاهداً لتشكيل الحكومة في أسرع وقت ممكن، فالمرحلة دقيقة جداً وحساسة وتتطلب جهداً ونحتاج إلى وحدة وطنية تحصّن البلد وتعطي دفعاً لعملية الإنقاذ وتعيد الثقة للبنانيين بوطنهم».

وأضاف «أتوجه إليكم كمستقل، وأقول لكم إنه على مدى 64 يوماً استمعت إلى وجعكم، وشعرت بأنّ انتفاضتكم تمثلني لنصل إلى دولة القانون التي يحلم بها الجميع، وهذا الصوت يجب أن يظل جرس إنذار».

وأكد أنّ «التمسك بالحريات العامة هو صمّام أمان وأيّ سلطة منفصلة عن الواقع والشعب لا تستطيع حماية البلد. لذا، أدعو اللبنانيين في كلّ المناطق إلى المشاركة في عملية إنقاذ البلد».

واعتبر أنّ «الاستقرار السياسي والاقتصادي ضرورة قصوى. واليوم، نحن في صدد العمل وليس الكلام وأنا شخص اختصاصي والأولوية للإختصاصيين وطلبت بدء الاستشارات يوم السبت».

ولدى وصوله إلى منزله في تلة الخياط قال دياب، رداً على أسئلة الصحافيين «إنّ المعترضين على تكليفي المتواجدين في الشوارع يحق لهم إبداء رأيهم، لا سيما أنهم منذ 60 يوماً متواجدون في الشارع، رفضاً للأوضاع المعيشية السيئة»، مؤكداً أنّ حكومته «لن تكون حكومة مواجهة أبداً».

وكان دياب قد حصل على أصوات 69 نائباً في الاستشارات النيابية الملزمة التي أجراها الرئيس عون في قصر بعبدا، مقابل حصول السفير نواف سلام على 13 صوتاً، الدكتورة حليمة قعقور صوت واحد، فيما امتنع 42 عن التسمية.

واستهلّ عون الإستشارات الساعة العاشرة والنصف صباحاً باستقبال الرئيس سعد الحريري الذي اكتفى بعد اللقاء بالقول «كلّ عام وأنتم بخير والله يوفق الجميع».

ثم استقبل الرئيس نجيب ميقاتي الذي قال بعد اللقاء «في كتلة الوسط المستقلّ التي ستشارك بعد قليل في الاستشارات، بحثنا هذا الصباح في موضوع التسمية ووضعنا معايير لرئيس الوزراء المستعدّ والذي أبدى استعداده لتولي هذه المهمة الصعبة. والمعايير هي قدرات هذا الشخص وحضوره وصفته التمثيلية، وبصراحة رغم احترامي الشخصي للمطروحين لم نجد أحداً لديه هذه المواصفات وبالتالي لم نسمّ أحداً واحتجبت عن التسمية».

ثم التقى رئيس الجمهورية الرئيس تمّام سلام الذي أعلن أنه لم يسمّ أحداً.

بعد ذلك، التقى الرئيس عون نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الذي صرح بعد اللقاء «كل العمل السابق لإجراء هذه الاستشارات النيابية والمفاوضات التي جرت تركزت بصورة مركزية وبطموح ورغبة واضحة كما كنت أعمل جاهداً لكي يكون الرئيس الحريري هو المرشح لهذا الموقع، كممثل للمكون الذي ينتمي اليه. أما وقد شاء ما شاء بألاّ يكون، فأصبح من الأهمية بمكان أن يكون هناك رئيس مكلف وحكومة في أسرع وقت ممكن لمعالجة القضايا الحياتية والمعيشية والاقتصادية الأساسية في البلد، الذي لم يعد يتحمّل المواطن اللبناني فيه أن يرزح تحت عبء حالة الفراغ، لذلك كانت تسمية الدكتور حسان دياب، تسمية تأخذ في الاعتبار بعض المعطيات الأساسية التي شاءها الناس بشكل واضح، سواء كأستاذ في الجامعة الأميركية، أو كصاحب نظافة كف وقصد أو كرجل علم أو كإبن هذه العائلة اللبنانية ويفهم المجتمع اللبناني تماماً، وشخصية حوارية من طراز رفيع يستطيع ان يلعب دوراً إيجابياً أيضاً في مد الخطوط حتى مع الشخصيات الأساسية التي قد لا تمنحه الثقة».

ثم التقى الرئيس عون كتلة «تيار المستقبل» التي تحدث باسمها بعد اللقاء النائب سمير الجسر معلناً أنّ الكتلة لم تسمّ أحداً لرئاسة الحكومة.

وعُلم أنّ عون قال لكتلة «المستقبل» «نتمنّى أن نتعاون جميعاً لتشكيل حكومة والذهاب إلى معالجة المشكلة سريعاً»، مضيفاً «إذا نجحنا في الحكومة سننجح جميعاً وإذا فشلنا نفشل جميعاً» فردّ الجسر «الله يلطف بالبلد».

والتقى رئيس الجمهورية كتلة «الوفاء للمقاومة» التي تحدث باسمها النائب محمد رعد، متمنياً «أن ينهض لبنان من الأزمة التي نحن فيها». وأعلن أن الكتلة سمّت الدكتور حسان دياب لترؤس الحكومة المقبلة»، وأكد «أننا نمدّ يد التعاون بشكل كامل من أجل مصلحة البلد وحفظ الأمن والاستقرار والنهوض الاقتصادي، ومعالجة الأزمات المعيشية والتنموية، والتحديات المصيرية للبلاد». ودعا «كل الأفرقاء والمكونات والقوى لإبداء مثل هذا التعاون».

بعد ذلك، التقى الرئيس عون كتلة «التكتل الوطني» التي صرح بإسمها النائب فريد الخازن قائلاً « لدينا قناعة راسخة كتكتل أنّ البلد في هذا الظرف العصيب لا يمكن أن يستمرّ من دون حكومة، وارتأينا ان نختار شخصية نظيفة الكف وتاريخها مشرّف، تكنوقراطية ودكتور في الجامعة الأميركية، اسمه الدكتور حسان دياب».

ورداً على سؤال، أوضح الخازن «أنّ النائب طوني فرنجية اعتذر عن عدم الحضور بداعي السفر، وقد كلّفنا نحن وأرسل كتاباً بذلك إلى القصر الجمهوري، وكذك الأمر بالنسبة إلى زميلنا الأستاذ فايز غصن الذي هو في المستشفى وقد اعتذر عن عدم الحضور وأرسل كتاباً إلى القصر الجمهوري للغاية نفسها».

ثم التقى رئيس الجمهورية كتلة «اللقاء الديمقراطي» التي أعلن باسمها النائب تيمور جنبلاط، أنها سمّت الدكتور نواف سلام لرئاسة الحكومة، متمنياً «أن تتشكل الحكومة بأسرع وقت ممكن لحلّ الأزمتين الاقتصادية والاجتماعية التي يمرّ بهما البلد».

ثم التقى رئيس الجمهورية الكتلة الوسطية المستقلة التي تحدث باسمها النائب جان عبيد فقال «إنّ الرئيس ميقاتي أبلغ الموقف بالامتناع عن التسمية إلا أنّ الإمتناع عن التسمية لا يعني الإمتناع عن التعاون لا سيما أنّ هذه الظروف تتطلب أوسع تعاون واوسع مشاركة».

بعد ذلك، التقى الرئيس عون الكتلة القومية الاجتماعية، التي تحدث باسمها رئيس المجلس الأعلى في الحزب السوري القومي الإجتماعي النائب أسعد حردان فقال «كنا عند فخامة الرئيس في موضوع الاستشارات الملزمة، واستمعنا منه إلى موقفه من الأوضاع، وسمّينا الإسم الذي سنذكره لكم. لكننا تكلمنا أيضاً مع فخامته في ما يقلق اللبنانيين ويقلقنا أيضاً. ونحن نريد أن نؤكد أمام الرأي العام اللبناني أننا من دعاة تعزيز السلم الأهلي والوحدة الوطنية في لبنان، باذلين كل جهدنا ومطالبين كل القوى السياسية في أن تتحمل مسؤولياتها من أجل تخفيض هذا المنسوب من المواقف السياسية المتشنجة في البلد».

أضاف «إنّ لبنان يجب أن يُحفظ ويُصان بانخفاض منسوب الخطاب الطائفي والمذهبي. وحتى يتمكّن من الخروج من هذا المأزق الاجتماعي والمالي والمعيشي والاقتصادي، فإنّ الأمر يبدأ بالإصلاح السياسي الذي ينتظره جميع اللبنانيين في المرحلة المقبلة. ونحن ككتلة قد سمينا الدكتور حسان دياب ونأمل في أن يوفق في مهمته في تشكيل الحكومة».

وفي ختام الجولة الأولى من الاستشارات النيابية الملزمة، التقى رئيس الجمهورية كتلة نواب حزب الكتائب، التي سمّت السفير سلام.

وتابع عون عند الثالثة بعد الظهر الجولة الثانية من الاستشارات وبدأها باستقبال كتلة اللقاء التشاوري. وأعلن باسمها النائب فيصل كرامي أنّ «دياب نظيف الكف ويلبّي مطالب الانتفاضة وكلقاء تشاوري أبلغنا الرئيس أننا نسمّي دياب لتأليف حكومة إنقاذ وطني».

أما «كتلة الجمهورية القوية»، فقد امتنعت عن التسمية.

وقال النائب فؤاد مخزومي، بعد لقائه عون «مطالب الشعب كانت واضحة منذ البدء وهي برنامج متكامل وخطة إنقاذية ونحن ندعم من يسير بهما وبما أني لم أرَ أياً من الخطة الإنقاذية ولا البرنامج مع المرشحين، فأنا لم أسمّ أحداً».

من جانبه، قال النائب جميل السيّد «سمّيت حسان دياب لرئاسة الحكومة فهو رجل أكاديمي من خارج حلقة رؤساء الحكومات التقليديين ومن التكنوقراط وأشبه ما يكون من المواصفات التي يطلبها الناس»، موضحاً أنّ «التسمية شيء والثقة شيء آخر لا سيما إذا كان تركيب الحكومة لا يتلاءم مع متطلبات الناس».

أما النائب أسامة سعد فقال «وصلنا إلى الإنهيارات الكبرى خلال 30 سنة والإنفجار الاجتماعي قد تزداد فرصه في الأيام المقبلة وهذه مسألة خطيرة تهدّد الأمن الوطني». وأضاف «الانتفاضة لديها مطالب محقّة تتعلق بالحقوق وإدانة المرحلة السابقة ومحاسبة كلّ من تداول السلطة خلال هذه المرحلة كما تطالب بالتغيير ونحن نطالب بتغيير الصيغة التي تمسكت بالسلطة على مدى سنوات طويلة». وتابع «السياسات التي اعتمدتها السلطة مستمرّة ولم تتغيّر ولم أرَ أيّ سياسة جديدة أو أيّ شخص يريد تغيير السياسات ومعالجة مخاطر الانفجار الاجتماعي الوشيك لذلك لم أسمِّ أحداً لرئاسة الحكومة».

من جانبه، أعلن النائب أدي دمرجيان أنه لن يشارك في الإستشارات.

وأعلنت النائبة بولا يعقوبيان أنها سمّت الدكتورة حليمة قعقور لرئاسة الحكومة.

من جهته لم يسمّ النائب شامل روكز أحداً لتشكيل الحكومة وقال: «لا أعرف حسان دياب شخصياً لذلك لم أعطه صوتي لكن الأمور مفتوحة»، آملاً «تشكيل حكومة إخصاصيين لأنها تنقذ البلد وغير ذلك تكون حكومة تناحر». فيما سمّى النائب نهاد المشنوق السفير سلام.

كما لم يسمّ النائب نعمة افرام أحداً.

ثم التقى عون كتلة التنمية والتحرير التي أعلن باسهما النائب ابراهيم عازار عن تسميتها دياب «تجنباً للفراغ».

ولفت رئيس تكتل «​لبنان القوي​« وزير الخارجيةجبران باسيل​ «أننا جميعاً نعرف أنّ الحكومة بعد الإستقالة التي حصلت هي المدخل للحلّ ومدخل تأليف الحكومة هو التكليف، ونحن ككتلة تيار وتكتل، هنا لنمارس واجبتنا».

وأعلن «أننا واقفنا على إسمحسان ديابوسميناه في الإستشارات الملزمة وهو مستقلّ سياسياً وصاحب اختصاص وكفاءة وعمله في الشأن العام أظهر أنه نظيف الكف وهذه المواصفات التي طلبناها في السابق لتسمية رئيس حكومة»، مشيراً إلى أنّ «التشاور المسبق أظهر أن لا ممانعة على الإسم وعبّرنا عن رغتنا في ان يجري ترشيح أو تبنّ للترشيح ونتمنى الاستعجال بتأليف الحكومة لأنّ البلد ذاهب من سيّئ إلى أسوأ من دون حكومة».

وأعلن رئيس كتلة ضمانة الجبل النائبطلال أرسلان، بعد لقاءالرئيس عون​ «أيّدناحسان ديابلتوليرئاسة الحكومةونأمل أن ترضي هذه الحكومة التي سيعمل على تأليفها طموح اللبنانيين والحراك النظيف في لبنان».

وأعلن النائب هاغوب بقردونيان، أنّكتلة نواب الأرمنقرّرت تسمية ديابلرئاسة الحكومة​.

ولفت الى أنّ «هذا المنبر هو لتسمية رئيس الوزراء لا منبر أو موقع لإطلاق مواقف سياسية أو لنتحدث عن حجم الحكومة ومن هذا المنطلق وإيماناً منا بضرورة تأليف الحكومة في وقت سريع نحن نسمّي الوزير السابق حسان دياب»، مضيفاً «أنا أعرف حسان من قبل واجتمعت معه وتربطنا علاقات اجتماعية وعائلية وأعتقد أنه علينا أن نعطي فرصة لشخصية قادرة على العمل. كما أنه وزير أكاديمي و تقني ووزير ليس عليه شبهات».

من جهته، سمّى النائب ميشال معوض السفير سلام.

وبعد انتهاء الاستشارات اجتمع عون برئيس مجلس النواب نبيه بري في فصر بعبدا وأطلعه على نتائجها التي اسفرت عن فوز دياب بـ 69 صوتاً. ثم استدعى عون الأخير وكلفه بتأليف الحكومة الجديدة.

 وفي وقت لاحق، أعلنت الأمانة العامة لرئاسة مجلس النواب أن الرئيس المكلّف سيجري استشارات التأليف يوم غد السبت.

نبذة عن الرئيس المكلّف

في ما يلي نبذة عن رئيس الحكومة المكلّف الدكتور حسان دياب: من مواليد بيروت 1 حزيران 1959. متزوج من نوّار رضوان المولوي ولهما ثلاثة أولاد، بنت وولدان.

دكتور في هندسه الكمبيوتر من جامعة «باث» في إنكلترا. التحق بالجامعة الأميركية في بيروت في العام 1985 وشغل منصب نائب الرئيس للبرامج الخارجية الإقليمية لمدة 13 عاماً. عُيّن وزيراً للتربية والتعليم العالي في حكومة الرئيس نجيب ميقاتي في العام 2011.لديه أكثر من 150 منشوراً في مجلات ومؤتمرات التحكيم دولياً. حصل على أكثر من 20 جائزة دراسية دولية وإقليمية. وقد شغل منصب العميد المؤسس لكلية الهندسة والرئيس المؤسس خلال 2004 – 2006 في جامعة ظفار في عُمان. وهو عضو مؤسّس في الجمعية العربية لعلوم الكمبيوتر.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى