اللغة العربية… حلّت ضيفاً على فيينا بيومها
} طلال مرتضى*
في يومها العالمي ـ اللغة العربية ـ الذي يصادف في الثامن عشر من كل عام، «البيت العربي النمساوي للثقافة والفنون» في فيينا احتفى بهذا اليوم وكرّم اللغة العربية من خلال الذين اشتغلوا وخلال موسم السنة (2019) في مجالات الثقافة والأدب والفنون ضمن سياق خطط البيت العربي الهادفة إلى الترابط في اكتساب المعارف الجديدة من البلد المضيف وتطعيمه بما يكتنز المبدع من ثقافة البلاد الأساس والتي يعدها كل واحد منهم كمخزون وذاكرة أولية يبني من خلالها أفق الطريق الجديدة نحو مدن الضوء..
هذا وقد طالت التكريمات أكثر من جنسية عربية من خلال سفراء تلك الدول من الكتاب والمبدعين، وكذلك عدد من المشتغلين في الشأن الثقافي في النمسا، بالإضافة لهذا فقد أوسم البيت عدداً من الكتاب والفنانين النمساويين الذين ساهموا بفعاليات تشاركية مع مبدعين عرب من خلال فعاليات البيت خلال هذا العام.
الأمسية التي أقامها البيت العربي النمساوي للثقافة والفنون، وذلك في ختام أنشطته للسنة (2019) والتي تجلت بتكريم اللغة العربية بيومها العالمي، كانت في إحدى قاعات المنظمة العمالية النمساوية (vida) والتي مثلتها حضوراً بان السواعد ومن الجانب الرسمي العربي فقط اقتصر الحضور على مدير المركز الثقافي المصري في مدينة فيينا الدكتور عمرو الأتربي.
القاعة التي اكتظت بحضور دافئ وجميل، حيث كان عدد الواقفين أكثر من الجالسين على المقاعد وهذا إن دلّ بالمعنى الفصيح فهو يدل على أن المحتفى بها حاضرة وجداناً لدى كل عربي مغترب.
افتتح الاحتفال الأديب السوري نبيل جديد الذي قدم بدوره الأديب والتشكيلي المصري محمد عزام رئيس البيت العربي النمساوي للثقافة والفنون والذي استهلّ كلمته مرحباً بالضيوف وأعضاء البيت، هذا وقد قدم لمحة سريعة عن نشاطات البيت خلال هذه السنة. وبالتأكيد ولكون الحضور لا يقتصر على العرب بادرت رئيسة اللجنة الأدبية في البيت الدكتورة إشراقة مصطفى حامد بالترجمة إلى اللغة الألمانية، وكذلك بعض الزميلات ساهمن بالترجمة الفورية أثناء التقديمات.
وانتهز رئيس البيت وقفته في الحضور لينقل لهم خبر وقرار التكريم الذي صدر عن رئاسة مدينة فيينا لتكريم الدكتورة إشراقة للمجهودات التي بذلتها من خلال أنشطتها على صعيد العمل الإنساني والمنظماتي.. ونقل بدوره عبر الخبر الذي أكد على تكريمها في حفل يقام في البرلمان النمساوي بداية العام (2020).
الأستاذ أحمد مرعوه المصري قدم بكلمة مقتضبة، شارحاً أهمية هذه اللغة بين اللغات العالمية الأخرى ومنوهاً لما يطالها من تعديات.
في سياق الاحتفالية المقامة قدّم فريق فني تقني من أعضاء البيت فيلماً قصيراً عن اللغة العربية كمساهمة تكريمية للغة، اشتغل على إنتاجه عدد من الزملاء منهم تصويراً السوري عدنان الديبو وإخراجاً الفلسطيني نزار الحصان. هذا وقد جسّدت فكرة الفيلم القصير جماليات اللغة العربية وفتنة خطها.
بعد هذا كان للشعر العربي وقفة لها خصوصيتها عبر منبر الشاعر العربي الكبير محمود درويش الذي استعادته قرائياً السورية رونزا النوري باللغة العربية والسورية ليلى قبلان باللغة الألمانية بمرافقة الفنانين العازف ياسر الشيخ على آلة العود والعازف حميد حمي على البزق.
وزعت إدارة البيت أكثر من (50) وسماً تقديراً للمشاركين قبل نهاية الفعالية التي انفرط عقد حضورها عند دعوة (غروب سيدات البيت العربي)؛ وهو إحدى لجانه الفاعلة بدعوة الوقوف على ما أنجزته السيدات مما لذ وطاب من منتج المطبخ العربي من المأكولات والحلويات.*كاتب عربي/ فيينا