تظاهرات وقطع طرق وصدامات بين المحتجين
تواصل الحرك في اليومين الماضيين مع قطع العديد من الطرق لا سيما في بيروت والشمال فيما وقعت صدامات بين مجموعات من الحراك.
ومساء أمس، توافد محتجون من مناطق مختلفة إلى ساحتي الشهداء ورياض الصلح، حيث انضموا إلى المعتصمين فيهما، مرددين الهتافات المطلبية، وعمد عدد منهم إلى القرع على الجدار الحديدي في ساحة رياضة الصلح.
وتفاوتت آراء المعتصمين في الساحتين، بين من يعترض على تكليف الوزير السابق حسان دياب بتأليف الحكومة، ومن يرى ضرورة إعطائه فرصة.
كما حصل خلاف بين مجموعات وصلت إلى وسط بيروت هاتفة دعماً لرئيس حكومة تصريف الأعمال سعد الحريري، مطالبة بعودته، وآخرين يرفضون هذه العودة.
وإلى المطالب العامة، طلب عدد من المعتصمين من أي شخص يتولى رئاسة الحكومة «النظر إلى منطقة الشمال، والعمل على تنميتها».
وأقدم شبان على قطع الطريق في كورنيش المزرعة، أمام جامع عبد الناصر، بالاتجاهين، وسط انتشار كبير لوحدات من الجيش.
وفي الشمال، قطع شبان أوتوستراد المنية الدولي المؤدي إلى عكار والضنية، في عدد من المناطق هي: البداوي عند عامر أريش– محطة الأكومي البداوي، المنية صالة شهرزاد ومفرق البلدية، المحمرة وأفران البيادر، العبدة، وادي الجاموس ومفرق كوشا.
وسنع إطلاق نار في البداوي من دون الإبلاغ عن إصابات.
وفي عاليه، أفيد أن 4 أشخاص أصيبوا نتيجة إشكال وقع في خيمة الحراك في المدينة، بين المعتصمين في الخيمة وعناصر حزبية. وحضرت إلى المكان قوة من الجيش وعناصر من قوى الأمن الداخلي، طوقوا الإشكال، وفُتح تحقيق في الحادث، في حين نشطت فاعليات المدينة لتطويق ذيوله.
واستنكرت دائرة عاليه المركزية في الحزب الديمقراطي اللبناني، في بيان، «الإعتداءات المتكررة على خيمة الحراك المدني في عاليه»، مشددةً على «أن حرية الرأي والتعبير مكفولة بالدستور وصونها واجب».
ودعت «الأجهزة الأمنية والقضائية المختصة، إلى اتخاذ كل الإجراءات التي من شأنها حماية المعتصمين في الخيمة، وملاحقة الفاعلين ومحاسبتهم منعاً لتكرار مثل هذا الفعل المرفوض».
وانطلقت مسيرة من ساحة العلم في صور، جابت شوارع المدينة، ثم توقفت أمام فرع مصرف لبنان، حيث رفع المشاركون فيها لافتات ضد «سياسة المصرف»، وضد الضرائب، وللمطالبة بحق المرأة اللبنانية في منح الجنسية لأبنائها. ورددوا هتافات تطالب بـ: إعادة الأموال المنهوبة، محاسبة الفاسدين، وتشكيل حكومة تكنوقراط تهتم بالشؤون الاقتصادية والاجتماعية. وعادوا بعد ذلك إلى نقطة الانطلاق.
وواكب الجيش والقوى الأمنية، المسيرة، بالتدابير اللازمة للحفاظ على سلامة المشاركين فيها.
ووزع شبان وشابات «حراك بعلبك»، الورود على عناصر الجيش، المنتشرين في ساحة الشاعر خليل مطران في المدينة، تقديراً لدورهم في حماية الحراك طيلة 67 يوماً.
وخصوا قيادة اللواء السادس بباقة زهور، كتبوا عليها «أنتم درع الوطن، تحية حب وإجلال للقيادة العسكرية أفرادا وضباطا».
الجيش
من جهة أخرى، صدر عن قيادة الجيش – مديرية التوجيه، بيان أوضحت أنه خلافاً لما تردد عبر بعض وسائل الإعلام ومنصات التواصل الإجتماعي، فإن ما حصل على حاجز جسر المدفون أمس هو مجرد عمليات تفتيش مشددة تندرج في إطار إجراءات حفظ الأمن التي تقوم بها وحدات الجيش، كما نفت ما تردد عن منع أي من الباصات من العبور، مشيرةً إلى أن عدداً من الأشخاص حاولوا الإعتراض على عملية التفتيش رافضين الإمتثال لتعليمات الحاجز وأوامره، فتم توقيفهم لفترة وجيزة ثم أطلق سراحهم. وضبط عدد من العصي وقناع غاز وكمامات داخل الباصات.
نقابتا المحررين والمصورين
إلى ذلك، حذرت نقابة محرري الصحافة اللبنانية من التعرض للإعلاميين والصحافيين خلال مزاولتهم أعمالهم. وقالت في بيان «رصدت نقابة المحررين خلال اليومين الماضيين حالات من التعرض والإعتداء على عدد من الإعلاميين الذين يقومون بتغطية الاحداث والتظاهرات في أكثر من منطقة. إن نقابة المحررين تكرر التحذير من التعرض للإعلاميين والصحافيين الى أي وسيلة إعلامية انتموا، والاعتداء عليهم خلال مزاولتهم أعمالهم، وتعلن أن المرصد الإعلامي يتابع بدقة هذه الممارسات من أي جهة أتت، ويجمع المعلومات الدقيقة لإقامة دعاوى قضائية ضد أصحابها، سواء كانوا أفرادا أو مجموعات، وكذلك رفع الشكوى إلى المؤسسات الدولية المهتمة بحقوق الانسان والدفاع عن الصحافيين والإعلاميين».
كما طلبت النقابة من السلطات العسكرية والأمنية تأمين أفضل الظروف لقيام الإعلاميين بمهامهم، والدفاع عنهم وحمايتهم في حالات التعرض لهم أو الاعتداء عليهم.
بدورها، استنكرت نقابة المصوّرين الصحافيين، «الإعتداء على المصورين والإعلاميين الذين يغطون الأحداث الراهنة، وينقلون ساعة بساعة وجع الناس والأهالي في المناطق كافة، وتحمل المشقات في سبيل عملها النبيل بنقل الحقيقة الى الرأي العام».وتمنّت، في بيان «عدم التعرض للإعلاميين والصحافيين إلى أي جهة انتموا وعدم الإعتداء عليهم خلال عملهم»، مؤكدةً أن «المصورين الصحافيين هم عين المواطن وضميره الحي في نقل الحقائق عبر الصورة لكل ما يجري في وطننا»، وشجبت ما تعرض له الزملاء من «إهانات وتحطيم لآلات التصوير»، وناشدت القوى الأمنية والجيش حمايتهم.