استشارات التأليف: لحكومة اختصاصيين تضمّ الحراك دياب: تشكيلة مصغّرة في أسرع وقت ولن أعتذر
بمواكبة، أمنية مشددة، أجرى الرئيس المكلّف تأليف الحكومة الدكتور حسّان دياب الاستشارات النيابية غير الملزمة في المجلس النيابي أول من أمس، لاستمزاج آراء النوّاب في صيغة الحكومة العتيدة.
واستهلّ دياب الإستشارات بلقاء مع رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي قال، في بيان أصدره بعد اللقاء، «بحثت مع الرئيس المكلف الإطار الحكومي، من حيث الماهية والعدد وتوزّع الحقائب، وأكدت برنامجها، خصوصاً لجهة محاربة الفساد والنهوض الاقتصادي والمالي».
وشدّد على أنّ «تشكيل الحكومة يجب أن يكون مناسبة للمّ الشمل وتالياً الإصرار على تمثيل جميع الشرائح البرلمانية، بدءاً من الحراك والمستقبل وانتهاء بالقوات، مروراً بالإشتراكي».
كذلك، التقى دياب رئيس الحكومة المستقيل سعد الحريري، الذي دعا أنصاره الذين تظاهروا في عدد من المناطق البيروتية احتجاجاً على تكليف دياب إلى الحفاظ على الطابع السلمي لتحركاتهم الإعتراضية.
وبعد لقائه الرئيس المكلف وقبيل اجتماعه بالرئيس بري، أوضح الحريري «أن كتلة المستقبل ستعبّر عن موقفها من الحكومة».
وتوجّه إلى أنصاره المتظاهرين في عدد من معاقل تيار «المستقبل» داعياً إياهم، إلى «التعبير عن مشاعرهم وغضبهم بطريقة سلمية، لأن الجيش جيشنا كذلك قوى الأمن الداخلي وهما جهازان لجميع اللبنانيين».
وبحث دياب مسار التأليف الحكومي مع الرئيس تمام سلام، الذي شدد على أن ليس لديه مطلب شخصي.
ثم التقى دياب نائب رئيس مجلس النواب إيلي الفرزلي الذي أكد «أننا بحكومة مصغّرة تنفّذ الاصلاحات وتحارب الفساد» معتبراً أن الحكومة الفاعلة التي تحدّث عنها المجتمع الدولي هي التي تنال الدعم الكامل من المجلس النيابي».
وتمنى أن يتم التأليف في أسرع وقت من دون عقبات شكلية، وقال «أصرّيت على تعميق الحوار مع الرئيس سعد الحريري لاخذ الامور في الاتجاه السليم»، لافتاً إلى «أننا «نتطلّع الى حكومة اختصاصيين فاعلة».
وأضاف «قرأت بارتياح تصريحات مساعد وزير الخارجية الاميركي ديفيد هيل ومن الواضح أن هناك غطاء أميركياً لإنتاج حكومة تنفذ الإصلاحات المطلوبة كذلك الفرنسيون تحدثوا عن حكومة فاعلة والمرحلة المقبلة لن تكون إلاّ مرحلة تنفيذ الإصلاحات».
ثم تشاور الرئيس المكلّف مع وفد كتلة التنمية والتحرير التي تحدث باسمها على الأثر النائب انور الخليل، مشيراً إلى أن «مطالبنا عامة، لا خاصة».
ثم كان لقاء بين دياب وكتلة المستقبل التي تحدث باسمها النائب سمير الجسر، فأعلن «أننا أبلغنا الرئيس المكلف قرار «المستقبل» عدم المشاركة في الحكومة لا بطريقة مباشرة ولا بطريقة غير مباشرة وتمنينا عليه تشكيل حكومة من اختصاصيين مستقلين».
والتقى دياب كتلة الوفاء للمقاومة. وبعد اللقاء، أشار رئيس الكتلة النائب محمد رعد إلى أن «لا شيء جديداً اليوم لكننا تحدثنا مع الرئيس المكلف عما نعتبره عناصر نجاح في التشكيل»، مشدداً على أن «بقدر ما تكون الحكومة أكثر تمثيلاً تكون ناجحة»، ومطمئناً إلى «أن ليس في ذهن أحد تشكيل حكومة لون واحد أو حكومة مواجهة».
وشدّد على «ضرورة وضع منظومة توصل لمكافحة الفاسدين بجدية»، منبهاً إلى «أننا في حاجة إلى حكومة تحفظ ما أنجزه اللبنانيون من إصلاحات وتصون ثرواتنا وتمنع إسرائيل من التطاول على السيادة والكرامة الوطنية».
ودعا إلى «ان تضمّ الحكومة كفاءات علمية وذات حسّ وطني لتتمكن من التكيف وتصحح الأمور ولا أحد في هذا البلد فوق الغربال وجميعنا أمام اختبار النجاح»، مشدداً على أن لا أحد يستطيع ليّ ذراع اللبنانيين».
وفيما غاب الرئيس ميقاتي بداعي سفر، شاركت كتلته، «الوسط المستقل»، في الاستشارات وبعد الاجتماع، مع دياب، اعتبرالنائب نقولا نحاس «أن المرحلة تتطلّب إجراءات استثنائية وحكومة مصغرة من أصحاب الاختصاص المستقلين».
وحضرت كتلة الكتائب للمشاركة في الاستشارات، علماً أنها لم تسمّ دياب في الاستشارات الملزمة في بعبدا.
والتقى دياب أعضاء اللقاء التشاوري الذي تحدث بإسمه النائب جهاد الصمد، بعد الاجتماع قائلاً «إن «التشاوري» لن يعطي ثقته لحكومة تستنسخ التجارب الحكومية السابقة»، موضحاً «أننا سمّينا حسان دياب لأننا مقتنعون بأنه يلاقي مطالب الانتفاضة وطالبناه بتشكيل حكومة إنقاذ تعيد الثقة إلى فكرة الدولة».
وأكد الصمد أن «مشكلة تيار المستقبل ليست معنا وإنما مع القوات اللبنانية في عدم تكليفه».
ثم حضر تكتل الجمهورية القوية للمشاركة في الاستشارات. وبعد الإجتماع، تحدث النائب جورج عدوان، فأعلن «أننا أكدنا بكل وضوح أن لا مطالب لنا كحزب، وأننا لا نريد أن نتمثل ولا أن نختار أشخاصاً ولا أن نبدي رأينا».
والتقى دياب «تكتل لبنان القوي» الذي تحدث باسمه رئيس التيار الوطني الحرّ وزير الخارجية جبران باسيل، الذي أكد أن «مطلبنا واحد، وهو يكمن في أن يكون هناك رؤية واضحة لتكون الحكومة فاعلة، وعلى هذا الاساس، يقرر الرئيس المكلف كيف ندعمه في الحكومة سواء بمشاركة مباشرة أو بطريقة غير مباشرة بمساهمتنا في اختيار اشخاص او بعدم مشاركتنا»، موضحا أن «الهدف ليس مشاركتنا في الحكومة بقدر اختيار وزراء غير سياسيين لوضع مقاربة غير سياسية للملفات المعيشية والمطلبية والاقتصادية والمالية».
وأكد «اننا نريد وزراء «نضاف وأوادم» واصحاب جدارة واختصاص».
وجزم باسيل بأنّ «هذه ليست حكومة حزب الله بل حكومة جميع اللبنانيين وهي ليست ضدّ احد ونرفض إبعاد أحد عنها كما نرفض أن يُبعدنا أحد ونريد للحراك أن يتمثّل».
والتقى الرئيس المكلف كتلة نواب الأرمن التي تحدث باسمها النائب آغوب بقرادونيان، فأشار إلى «أننا تمنينا تشكيل الحكومة بشكل سريع والبدء في إيجاد حلول لإنهاض لبنان من هذا المأزق الاقتصادي الاجتماعي والمالي».
من جانبها أعلنت كتلة ضمانة الجبل بعد لقائها دياب أنه «تمنينا أن يفرض الظرف الوحدة الوطنية لأن المأزق الاقتصادي والمالي ليس ظرفياً وليس على فريق من اللبنانيين دون الآخر». وقالت إننا «مستعدون للمساعدة في إنجاح مهام الرئيس المكلّف ضمن الأطر السياسية والاقتصادية والمالية الشفافة التي تلاقي طموحات الشعب اللبناني بجميع فئاته».
وأشار النائب ميشال معوض بعد اجتماعه بدياب، إلى أن «من مسؤولية الرئيس المكلف بالتشاور مع رئيس الجمهورية تشكيل حكومة انقاذ».
ونقل النائب طوني فرنجية الذي تحدث باسم «التكتل الوطني»، عن دياب قوله أن «الحكومة ستتماهى مع ما تتطلبه هذه المرحلة، وطبعاً العبرة في التنفيذ وليس الكلام»، وتمنى «أن نرى أفعالاً منبثقة عن هذه الحكومة مختلفة عن أفعال الحكومات السابقة والناس تنتظر ولن ترحم».
وقال النائب إدي ديميرجيان عقب لقاء دياب «نحن نعوّل على حكمته الاتيان باختصاصيين ولا خلاص للبنان إلاّ بتطبيق القوانين».
وقالت النائبة بولا يعقوبيان «جئت لأذكر الرئيس المكلف بمطالب الثوار، وسمعت منه تأكيداً وإصراراً على تأليف حكومة من المستقلين فقط لا غير وإلّا سيعتذر عن تأليفها».
من جهته أوضح النائب فؤاد مخزومي أنّ «سبب اعتراضنا كان أننا لم نسمع بمشروع واضح وصريح قبل الاستشارات التي جرت ولذلك لم نطرح إسماً آنذاك».
وأضاف «رئيس الحكومة المكلف يملك استقلالية، ولكن هذه الخطوة الأولى في طريق الألف ميل، ولقد طلبنا منه عملية إيقاف الفساد وطالبنا بـ 7 قضاة لمكافحة الفساد، وانطلاقاً من هذا المبدأ يمكن استعادة الأموال المنهوبة». ووجه مخزومي رسالة للحراك، قائلاً «لا يمكن أن نقول «لا» على كل شيء خاصة بعد مرور 66 يوماً».
ونقل النائب أسامة سعد عن دياب تأكيده «أنّه اختصاصي، ويريد تشكيل حكومة من الاختصاصيّين».
وأضاف سعد «نعرف أنّ هناك ملفات استراتيجيّة حسّاسة في البلد، كالملف الفلسطيني، العلاقات بين لبنان وسورية وقضية النازحين السوريين، ترسيم الحدود، الغاز والنفط والاستراتيجية الدفاعية»، سائلاً «كيف ستتعاطى حكومة الاختصاصيين مع هذه الملفات؟».
أما النائب شامل روكز، فرأى أن «العدو الرئيسي بالنسبة للحكومة الجديدة هو الوقت في ظل الوضع الراهن والأزمات الاقتصادية والنقدية والمالية» وتمنى على دياب «أن يؤلف حكومة لون واحد من الاختصاصيين المستقلين الذين لا يسيرون على «الريموت كنترول».
وقال النائب نعمة افرام «دار بيننا حديث تقني عميق وفهمت ان النية بتشكيل حكومة تحصل على ثقة الشعب اللبناني والمجتمع الدولي بأسرع وقت ممكن، كما ان المطلوب وضع خطة لهذا الفريق وأيضاً رأس مال يدخل إلى البلد».
وكان اللقاء الديموقراطي أعلن في بيان مقاطعته استشارات التكليف وبقاءه خارج الحكومة العتيدة.
دياب
وفي ختام الاستشارات أعلن دياب أنه سيعمل على «تشكيل حكومة مصغرة مؤلفة من مستقلين»، وقال «من يشكل الحكومة هو رئيس الحكومة ولن أعتذر».
أضاف «حسان دياب هو مواطن لبناني يحب بلده ولا يريد شيئاً لنفسه، ويريد أن يلعب دوراً في هذه المرحلة الصعبة بمشاركة جميع الأطراف التي أبدت استعدادها للتعاون»، معتبراً أنه «حان وقت العمل، وفي هذه المرحلة الدقيقة والحساسة نحن بحاجة الى كل جهد ممكن، وفي ضوء النصائح المفيدة التي سمعتها من الكتل والنواب، سنعمل على تشكيل حكومة في أسرع وقت ممكن».
وردا على سؤال، قال «أنا أوافق على كلّ ما يُقال في الحراك الشعبي لجهة تشكيل حكومة من المستقلين والإختصاصيين والنظيفي الكفّ، الذين يعملون بجدية على الملفات الملحة، لا سيما الاقتصادية منها».
وعن زيارته إلى دار الفتوى، أعلن أنها «ستكون في الوقت المناسب»، ثم حدّد «بعد التأليف».
والتقى دياب في منزله في تلة الخياط مجموعة من الحراك واستمع إلى مطالبهم. من جهة أخرى، غرّد دياب عبر «تويتر» نافيا تعيينه فريق عمل أو مستشارين. وكتب «لم يصدر عني أيّ موقف مباشرة أو غير مباشرة وليس هناك من يتحدث بإسمي كما أنه لم يتمّ تعيين فريق العمل والمستشارين».