أسف لرشق الجيش وقوى الأمن بالحجارة الراعي: تداول السلطة من صميم الدستور وعلى جميع القوى التعاون مع الرئيس المكلّف
أكد البطريرك الماروني الكاردينال بشارة الراعي، أن رشق الجيش وقوى الأمن بالحجارة «ينتهك كرامة الجيش وكرامة المواطنين المؤمنين بالدولة اللبنانية»، داعياً «المنتفضين إلى عدم قطع الطرق الرئيسية في جميع المناطق». وأشار إلى أن تداول السلطة هو من صميم الدستور والنظام الديموقراطي، مناشداً جميع القوى السياسية التعاون مع رئيس الحكومة المكلف وتسهيل التأليف.
جاء ذلك في عظة للراعي خلال قداس الأحد في الصرح البطريركي ببكركي، قال فيها «إن ما شاهدناه منذ يومين من رشق الجيش اللبناني وقوى الأمن بالحجارة في إحدى التظاهرات الاحتجاجية، إنما ينتهك كرامة الجيش وكرامة المواطنين المؤمنين بالدولة اللبنانية. فإننا ندعو بالأحرى إلى الاحترام والتعاون». كما دعا «كل المنتفضين إلى عدم قطع الطرق الرئيسية في جميع المناطق، لكي يتنقل المواطنون بسهولة ويعيّدوا بالفرح. فلا تحرموهم إياه».
ورأى أن «لبنان، بما وصل إليه من حال شلل وفقر، لا يتحمّل أي تأجيل أو عرقلة لتأليف الحكومة الجديدة»، مضيفاً «تكفي إدانات وسلبيات وتشكيك وتنصيب الذات ديانين للغير. إن تداول السلطة هو من صميم الدستور والنظام الديموقراطي. فنناشد جميع القوى السياسية التعاون مع رئيس الحكومة المكلف وتسهيل التأليف. هذه الحكومة هي حكومة طوارئ إنقاذية، على مستوى الاقتصاد والاجتماع والإصلاحات في الهيكليات والقطاعات، وإيقاف تفاقم الدين العام وتنامي العجز. وبعد ذلك، يبدأ الحوار الوطني حول الأساسيات من مثل: السيادة الوطنية وتعدّد الولاءات، التناقض بين الأمن الوطني والأمن الذاتي، حياد لبنان عن الصراعات الإقليمية والدولية والتزامه قضايا المنطقة، وسواها من الأمور المرتبطة بالدستور والميثاق ووثيقة الوفاق الوطني».
وكان الراعي أسف خلال التأمل الذي ألقاه في صلاة تساعية الميلاد، مساء أول من أمس «للأحداث التي حصلت أخيراً في بيروت»، معتبراً أن «حق التعبير عن الرأي بطريقة سلمية، هو مقدس، لكن من غير المقبول أن يُرشق الجيش والقوى الأمنية بالحجارة». وقال «نصلّي من أجل نجاح مهمة الرئيس المكلف بتأليف الحكومة»، داعياً السياسيين إلى إزالة العراقيل والمصاعب، التي تعترض طريقه «لأن الناس تعبوا، ولم يعد باستطاعتهم سماع مطالب السياسيين، لأن مصالحهم أوصلت البلاد إلى حالة الحضيض، سياسياً واقتصادياً ومالياً ومعيشياً».