الحراك إلى أين؟
} حسن عباس*
بعد التطورات الأخيرة لمشهد الحراك في الشارع أين أصبحت المطالب المحقة والمتعلقة بقضايا الناس الحياتية والمعيشية والاقتصادية ومكافحة الفساد وتأمين الضمانات الصحية وتوفير فرص العمل وتبني سياسات اقتصادية إنتاجية، والوحدة الوطنية ومغادرة الخطابات الطائفية والمذهبية والمناطقية.. واين أصبحت المسؤولية الشعبية ودورها الفاعل والتغييري في العمل على تكوين قوة الضغط على الحركة السياسية في مرحلة حساسة وشديدة التعقيد على المستوى السياسي بعد ان باتت الخطابات في الشارع لا ترتقي إلى ما تصبو اليه أغلبية اللبنانيين.
في اعقاب تكليف الدكتور حسان دياب تشكيل حكومة تلبّي المطالب المحقة، شاهدنا حراكاً في الشوارع من لون سياسي محدّد يهتف مذهبياً، علماً انّ الحراك كان يقول إننا تجاوزنا الخطاب الطائفي، كما سمعنا تأييداً لشخص وتمسّك به بالرغم من أنه جزء أساسي من الطبقة السياسية، لا بل انه المسؤول الأول فيها عما وصلت إليه الأمور في البلاد من أزمات اقتصادية ومالية وخدماتية واجتماعية، واستفحال وتفشي للفساد… كما أنّ الحراك كان يقول «كلن يعني كلن»، كما شاهدنا أعمال شغب وقطع طرق ورشق للجيش اللبناني والأجهزة الأمنية بالحجارة رغم عمل القوى العسكرية الأمنية لحمايتهم..
لكن من المستغرب، انه على الرغم من انّ الرئيس المكلف، هو دكتور مستقلّ ويعلن عن تبنّي مطالب الحراك وأنه سيعمل على تشكيل حكومة اختصاصيين، ومع ذلك لم نشهد من عموم الحراك مواقف متقدّمة، ميّزت نفسها وقادرة على التأثير في الحراك نفسه، إلا من بعض المجموعات التي طالبت بإعطائه فرصة..
من هنا لا بدّ من طرح السؤال التالي: ماذا بقي من الحراك؟ والى أين يتجه؟ وأين هي المطالب المحقة والمشروعة؟
البلد لا يحتمل كلّ الذي يحصل الآن، فالمطلوب اليوم إعطاء فرصة للرئيس المكلف لتشكيل الحكومة ومعرفة وزرائها وبرنامج عملها ومراقبة تنفيذه، وبعد ذلك يستطيع الحراك تحديد موقفه والخطوة المطلوبة دعماً أو تصويباً… أما الآن فقد أصبح البقاء في الشارع مسألة لا بدّ من إعادة النظر فيها حرصاً على وطننا الغالي وعلى فقرائه وعماله وشعبه والتأكيد على خيار الوحدة الوطنية ومواجهة التحديات الخارجية.
*رئيس نقابة العمال الزراعيين في لبنان