أولى

في لقاءات الرئيس المكلّف

تمارس بعض المجموعات المتسلّقة على وجع الناس، وقد نصّبت نفسها وصيّة على حراكهم وناطقاً بلسانهم إرهاب الشتيمة والبذاءة، بحق كل مجموعة إصلاحية نظيفة تلتقي الرئيس المكلّف بتشكيل الحكومة وتتهمها فوراً بانتحال صفة الحراك والسعي لنيل مراكز وزارية باسمه.

هذا الاتهام قد يصحّ في حالات من هذه المجموعات نفسها وشأنها بين بعضها لا نتدخل فيه، لكن التمادي والتطاول صار محاولة لفرض حظر على كل جماعة تريد إيصال صوتها إلى الرئيس المكلف وممارسة حقها باستكشاف أفكاره وسماع تصوراته من موقعها الناشط في الشأن العام. وصارت هذه المجموعات المنظمة والناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي تقوم بمصادرة حقوق الغير المشروعة بترهيب الشتيمة.

آخر الذين أصابتهم حملة ممنهجة ومبرمجة كان ملتقى حوار وعطاء بلا حدود الذي يضمّ عشرات الشخصيات الوطنية والعلمية والاجتماعية والناشطين الإصلاحيين التي التقت بالرئيس المكلف بعدما زارت الكثير من الشخصيات والجماعات الناشطة في الحراك من الباب ذاته وهو الوقوف على الآراء والتداول بمستقبل البلد. والملتقى جدير بالاحترام في مسعاه ويعبر عن نبض وطني وشعبي وتنوّع فكري وثقافي وسياسي يجعله من أكثر المنابر التي تُعنى بالشأن العام وتضمن التعددية والحرية والمسؤولية.

الحملة الشعواء التي أصابت الملتقى تعبّر عن الطابع الديكتاتوري لمنظّميها بصفتهم صورة نيكاتيف عن النظام الذي يدّعون محاربته، ولا يجب أن تؤثر في معنويات العاملين والناشطين في الملتقى رغم بذاءة الكلام بحقهم، ولا يجب أن تنجح في ترهيب أحد من ممارسة حقه باللقاء بالرئيس المكلف وتكريس منطق البلطجة الإعلامية كعامل مقرّر للنشاط في الشأن العام يرسم حدود المسموح والممنوع.

التعليق السياسي

مقالات ذات صلة

شاهد أيضاً
إغلاق
زر الذهاب إلى الأعلى