للمؤسسات الذكية.. فقط!!
بدلاً من فكر ٍمُجعّد يحتاج للكيّ ليستقيم أمام القلوب التي ذابت بالمحي بعد أن انعطفت بها الحياة ولوّنت المماطلات المؤسسية شكل ولون ودرجة انحراف تطلعاتها التي فاقت صبرها بصبر..
يأتينا بكل كبرياء كتاب توني آدمز كدليلٍ للمؤسسات الذكية الراكضة بفرق مسافات لا تقاس عن المترعة بالغباء فاقدة البصر والبصيرة الغارقة بمآزق عدم الإنجاز.. كمُخَلِّص.. لتحقيق الأهداف بمرونة وسرعة ورشاقة..
فيعترف الكتاب «Agile leadership “ بالفوضى التي تعيشها بعض الحكومات في العالم اليوم ومحاولات مواجهتها بتخفيض الميزانيات أو تمكين الموظفين برفع معدلات الإنتاجية والأداء والتخلص من الهدر.. ويقرّ بأن هذه الحلول العلاجية القصيرة المدى لا تعمل..
فهل يمكن إيجاد حلول تنصهر في بوتقة تمزج بين التميز التشغيلي والرشاقة الإدارية والاستثمارات البشرية وتجديد روح الثقافة المؤسسية؟؟!!.. انطلاقاً من مبدأ أن إسعاد المتعاملين أهم من إرضاء المنتفعين.. وما إسعادهم ورضا المؤثرين إلا سعادة الموظفين؟؟
هل يكفي سماع صوت العميل والإنصات لكلماته وقياس نبضه؟؟ أم امتلاك الأدوات المستخدمة في تحديد عناصر التغيير لها أهميتها أيضاً؟؟!!
متى تستخدم “شجرة المنطق» ومتى يستخدم “مخطط تدفق القيمة» لتحديد المشكلات واستيضاح ما يرتبط بها؟؟ ومتى يأتي وقت إدارة التنفيذ والمساءلة حول المقاييس الأساسية وإدارة الأداء؟؟!!
وعلى اعتبار أن الرشاقة عنصر أساسي لتحقيق الأداء العالي وبوصفك كقائد كيف تتوقع أن تنتقل بمؤسستك للبعيد وأنت تمارس التغيير البطيء؟؟
ما الذي تملكه من معرفة بالفرق بين رشاقة المدى القصير ورشاقة المدى الطويل؟؟
وعلى اعتبار أن المنظمات الرشيقة السريعة تتسم بخصائص الاستشعار التكتيكي ووجود الكوادر المتأهبة ولديها وعي بالكفاءة واستجابة مالية سريعة.. اتصالاتها متنوّعة ورشيقة.. عدا عن توفر الخطط البديلة فهل أنت جاهز لمواجهة أي ظرف استثنائي قريب؟؟
كتاب يستحقّ الوقت بكل ما ذكره وخاصة حول خصائص المنظمات التي تتبنى السياسات الرشيقة طويلة المدى..
كتاب لا يمكن اختصار مضمونه إلا بأنني.. وقبل البدء بقراءته.. شيء ما جعلني أتراجع إلى الوراء.. إلا أنه كان كالشمس.. رأيته.. قبل أن أراه!!
الكتاب مخصص للمؤسسات الذكية..
الذكية فقط!!….
ريم شيخ حمدان – سورية