القنصل حسن يحفوفي رئيساً بالإجماع في المؤتمر التاسع المجلس القاري الأفريقي: المسيرة مستمرة!
} علي بدر الدين
يعقد المجلس القاري الأفريقي في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم مؤتمره القاري التاسع في مقرّه في بيروت في موعده المقرّر. وكان المؤتمر الثامن عُقد منذ سنتين، في مثل هذا التوقيت وتحديداً في أواخر تشرين الثاني، لكن الأحداث التي استجدّت في لبنان في الشهر الماضي حالت دون حضور المدعوّين إلى بيروت للمشاركة في المؤتمر. وعند انتفائها، عُقد المؤتمر التزاماً بالأنظمة والقوانين المعمول بها في الجامعة والمجلس. وهذا يبطل ادّعاء البعض أنّ المجلس أجّل مؤتمره لاعتبارات وغايات خاصة، في محاولة تسويقية باطلة من بعض الذين راهنوا على فشل المجلس وتفاجأوا بما حققه من نجاحات وإنجازات.
إنّ انعقاد المؤتمر في هذه المرحلة بالذات، يشكل محطة مفصلية مهمة جداً، وخاصة أنّ الوطن يعاني كثيراً من أزمات ومشكلات خانقة وضاغطة بقوّة على أوضاعه الاقتصادية والمالية والسياسية، وعواقبها ستكون مدمّرة وقد تفتح الطريق أمام انزلاقه إلى الانهيار الكلي حيث يصعب الإنقاذ. ولتدارك هذه الأخطار وإنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان، فإنّ لبنان أحوج ما يكون إلى تضافر جهود أبنائه من المقيمين والمغتربين، وكلّ من موقعه ووفق قدرته، من دون التطلع الى الوراء وتحميل المسؤوليات وتوجيه الاتهامات، لأنه لا جدوى منها ولا قيمة لها أمام ما يحصل من خطر قائم وداهم.
إنّ المجلس القاري الذي لم يتخلّ عن مسؤولياته منذ تأسيسيه عام 1984 تجاه الوطن والمغتربين في أفريقيا، يواجه تحدّيات وأمامه مهام كثيرة إنْ لجهة استحداث وتنظيم وتفعيل المجالس الوطنية، وقد باشر فيها من خلال زيارات قام بها الرئيس القاري عباس فواز الى العديد من الدول الأفريقية، أو لجهة دعمه للاقتصاد اللبناني للنهوض به. والمجلس سيتطرّق في مؤتمره إلى هذا الجانب وسيستفيض النقاش حول كيفية الآلية التي يمكن انتهاجها في ظلّ الصعوبات والتعقيدات والأنظمة المتسجدة حول تحويل الأموال الاغترابية التي تراوحت بين 7 و8 مليارات دولار سنوياً.
وبالتأكيد فإنّ المؤتمرين سيتصدّون بشجاعة لما يواجههم وهم قادرون على خلق هذه الآلية بفعل انتمائهم الوطني للوقوف إلى جانب أهلهم في هذا الظرف الاستثنائي العصيب.
لن أفيض كثيراً عن الإنجازات التي حققها المجلس القاري الأفريقي، وهي تتكلم عن نفسها ويتحدّث عنها المغتربون في أفريقيا بكلّ فخر واعتزاز ومن دون خجل أو خشية من الذين يحاولون التصويب على المجلس والتقليل من دوره وما حققه.
العبدالله: المغتربون ثروة هائلة
وفي هذا السياق، قال عميد الجالية اللبنانية في الكونغو برازافيل ورئيس اتحاد الأدباء والمثقفين المغتربين طلعت العبدالله إنّ المغتربين ثروة هائلة لوطنهم، والأموال التي يحوّلونها اليه رسمياً تقدر بثمانية مليارات دولار، فضلاً عن الأموال التي يجلبونها معهم نقداً عند زيارتهم لوطنهم، وقد لا تقلّ عنها، ولولا هذه الاأوال بالعملة الصعبة لاستحال على الدولة أن تستورد خبزها لتطعم شعبها فقط.
يضيف العبدالله أنّ الكيدية والانقسام اللذين شهدتهما الجامعة الثقافية أدّيا الى شرذمة العمل الاغترابي وإضعاف دور المغتربين الرائد من خلال التضحيات والتقديمات المالية والمعنوية لوطنهم، وهذا الوطن المريض الذي يعيش على شفير انفجار أهلي في ظلّ حكومة معطلة واقتصاد منهار، من دون دعم المغتربين لبقي مترنّحاً تحت ضربات الانقسام الطائفي والمذهبي، ويؤسفني ويحزنني أنّ أقول إنها دولة منتهكة وفاسدة، وإنّ سياسيّي هذا الوطن منقسمون ولا يفكرون في مستقبله ولا في ناسه بل في مصالحهم الفردية وكيف يستفيدون من مناصبهم في الدولة، وليس في بناء وطن ودولة!
غندور: متفائل بالمسار التوحيدي
ويعبّر الأمين العام المساعد السابق في الجامعة حسن عيسى غندور عن تفاؤله بالمسار التوحيدي الذي بدأ به من في قمة هرم الرئاسة وقد أثبت الجميع أنهم حرصاء على الجامعة وحدة ودوراً وتفعيلاً، آملاً أن تنتهي المشاورات واللقاءات إلى الخواتيم السعيدة، وهذا ما نتوقعه في ظلّ مؤشرات إيجابية باتت حاضرة بقوة.
وتمنّى غندور للرئيس الجديد للمجلس القاري استكمال رسالة أسلافه، ونحن نعي تماماً أنه على قدر المسؤولية وسيقود المجلس بجدارة واقتدار.
حمدان: لإعادة وزارة المغتربين
من جهته، ناشد رئيس لجنة المغتربين وعضو هيئة التحكيم في الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم مهدي حمدان رئيسي الجمهورية ومجلس النواب والرئيس المكلف بإعادة استحداث وزارة المغتربين القادرة على جمع الطاقات لخدمة الوطن والاغتراب والتعاون مع المؤسسة الاغترابية الأمّ الجامعة اللبنانية الثقافية في العالم.
وقال: كلنا للوطن وأوفياء له دائماً، ولن نؤيّد أيّ حكومة لا تضمّ وزيراً للمغتربين الذين لديهم ما يكفي من الكفاءة والنزاهة والطاقات.
يحفوفي رئيساً خلفاً لفواز
إلى ذلك توقع مصدر اغترابي مطلع أن يتمّ انتخاب القنصل حسن يحفوفي رئيساً للمجلس القاري الأفريقي بالتزكية خلفاً للرئيس الحالي عباس فواز الذي انتخب رئيساً عالمياً للجامعة اللبنانية الثقافية في العالم. كما سيتمّ التجديد بالتزكية للهيئة الادارية الحالية مع انتخاب عضوين جديدين بدلاً من عضوي الهيئة عاطف ياسين وعلي النسر اللذين تمّ انتخابهما كنائبين لرئيس الجامعة.وأشار المصدر الى أنّ التوصيات والقرارات التي ستصدر عن المؤتمر ستكون في غاية الأهمية وتحاكي المستجدات داخلياً وعلى مستوى الاغتراب.