وليم حسواني شاويش الفنّ والشهم في مواقفه… قد رحل
} جهاد أيوب
ضمن لحظات موجعة في قلب الوطن صمت قلب وليم حسواني… في مرحلة حرجة من تشتّت الإنسان في الوطن غابت شمس الشاويش وليم حسواني. رغم كل مصائب ومصاعب الوطن أصرّ المتواضع وليم حسواني أن يزيد برحيله مصيبة الفراق، وما أصعب فراق من تحبّ وتحترم؟!
عرفته منذ الصغر عبر أعمال الأخوين رحباني شاويشاً ومغنياً وشعلة من الهضامة، والرشاقة، وخفة الدم، والحضور الرائع.
كبرنا، واستمرّ هو صغيراً في ذاكرة لم يكبر فيها سوى بقيمته الفنّية، وذات شمس الأسطورة صباح في مسرحية «وادي شمسين» للفنان الياس الرحباني التقيته شخصياً يؤدي دوره أمام صباح، كان كل التواضع، وكل التهذيب، وكل الاندفاع، وكل الشياكة، وكل الذاكرة… ودام التواصل مصحوباً بالاحترام والمحبة.
إنه كبير من هذا الوطن، من مداميك فن المسرح الرحباني، ومن عمالقة الفنّ، الدور الذاكرة.
وليم حسواني لم تنقطع الاتصالات معاً، يجيب بكل الحبّ والاحترام، وذات أمسيات بلدة كفر رمان في صيف 2018 كرّمنا معاً، ألقى كلمة اختزلت الوطن، وألقى شعراً وطنياً صبّ فيه جمال العنفوان، والمراجل، وبطولات أهل الجنوب، ومن ثم تحدث بكلمة اخجلنا بكمية الحبّ التي فاض بها علينا.
في 5 نيسان 2019 كان اللقاء في منزله بالحدث، تسامرنا، فتحنا نوافذ الذاكرة، رسم حدود المحبة عند الأخوين رحباني «عمالقة، يدرسون كل تفاصيل أعمالهم»، وعند فيروز «قيمة رائعة»، وعند صباح» اعتز بوقوفي إلى جانبها، هذه خُلقت للمسرح وللنجومية»، وحينما طلبت الحديث عن نصري شمس الدين – سبب الزيارة شهادة من وليم لحلقة خاصة عن نصري – صرخ بعفوية وقال: «يا الله لوين أنت ماخذني… نصري شريك الفن والمسرح والمشوار، والأسرار، واللغة العربية، والقصائد، والثقافة، والغرفة الواحدة في المسرح وفي السفر»!
وتابع البوح عن نصري: شريكي في كل ما حقّقناه، هو كبير بأخلاقه، كما صوته، كما فنّه.
هذا هو وليم حسواني شريك الكبار، رفيق الإبداع، صانع الأحلام في وطن يقتل الحالمين، ويسرق الأحلام. وليم قيمة مشرقة في الفن اللبناني، وبصمة مشعة في الملعب الرحباني، وإضافة في كل عمل يشارك فيه.
وليم حسواني صافي النية، عميق في الشعر، ونفيس في الفنّ، وثاقب في الإخراج، وذهب في الصداقة، وأصيل في مواقفه، ورب أسرة أنجح من النجاح سرقه الموت خلسة في أوقات وطنيّة صعبة، وقد يسقط وسقط الوطن جراء زعامات سياسية لكنه مشرق بفنون وإبداعات أمثال وليم!
سرقه الموت بينما أبناء الوطن يلملمون بقايا وجودهم في الزمن المخملي والذهبي صنعه وليم!وليم حسواني… ذاك الفارس الشهم غاب عن مراحلنا المؤلمة لربما وجد في فردوس الخالق ذاك الوطن الحلم الذي يشبه!