…على خطى الرئيس الحصّ
خالد الداعوق*
لا شكّ في أنّ مهمة الرئيس المكلف تشكيل الحكومة الجديدة الدكتور حسّان دياب مهمة صعبة جداً، حيث أمامه الكثير من التحديات التي عليه مواجهتها والتصدّي لها، إذا أراد النجاح في مهمّته الوطنية الكبرى… أولاً في تشكيل الحكومة، ثم في وضع برنامج عملها في البيان الوزاري الذي يُفترض أن تنال الحكومة الثقة على أساسه من المجلس النيابي.
على أنّ الناحية الأصعب في هذه المهمة هي كيفية التعامل مع العامل المستجدّ في لبنان وهو الحراك الشعبي الكبير الذي ملأ الشوارع والساحات مطالباً بالمحاسبة والمساءلة وكشف الفاسدين الذين أوصلوا البلد إلى ما وصل إليه من أزمات معقدة على مختلف الصعد المالية والاجتماعية والاقتصادية والحياتية…
من الطبيعي القول إنّ إرضاء كلّ مجموعات الحراك بمجرد تشكيل الحكومة هو أمر شبه مستحيل، نظراً لتعدّد هذه المجموعات وتعدّد خلفياتها ومنطلقاتها وأهدافها، لكن ما هو موضع إجماع لدى الحراك هو أن تأتي حكومة توحي بالثقة للناس وليس فقط للمجلس النيابي، وتكون مؤلفة من اختصاصيين وخبراء قادرين على وضع الرؤى والخطط الإنقاذية اللازمة، كلّ في مجاله، وبالتالي متابعة تنفيذها بشكل حثيث ودقيق، لكي ننطلق في رحلة الألف ميل على طريق إنقاذ بلدنا من هذه الأزمات الاقتصادية والمالية والاجتماعية المعقدة والتي تكاد تكون مستعصية.
ورغم التطورات السياسية المتسارعة وتصاعد المواقف المتقابلة بين الكتل النيابية، فقد أعطت خطوة تكليف الدكتور دياب فسحة من الأمل لدى شرائح واسعة من اللبنانيين ولدى مجموعات واسعة من الحراك أيضاً، لكون الرجل يحمل المواصفات المطلوبة ويلبّي أحد أهمّ شروط الحراك؛ فهو مستقلّ وصاحب اختصاص وقادر على تولي قيادة فريق العمل الإنقاذي المنشود.
ولعلّ النقطة الأبرز في جعل نسبة كبيرة من الرأي العام تمحض ثقتها للرئيس دياب، هي قوله إنّ مثاله الأعلى في العمل السياسي والوطني هو «ضمير لبنان» الرئيس الدكتور سليم الحص، الذي يحظى بثقة تكاد تلامس الإجماع لدى اللبنانيين كافة، ولسان حالهم بعد 17 تشرين الأول يقول «يا ليت لو تسمح ظروفه الصحية بأن يتولى رئاسة الحكومة في هذه المرحلة الدقيقة والحساسة في تاريخ لبنان».
كذلك حرص الرئيس المكلف بعد انتهاء الاستشارات في مجلس النواب على التذكير بقول شهير للرئيس الحص الذي كان يردّد دائماً أنّ المسؤول يظلّ قوياً إلى أن يطلب شيئاً لنفسه… مشدّداً على أنه لم ولن يطلب شيئاً لنفسه.
وعليه من المهمّ جداً أن يعطي الرئيس المكلف انطباعاً بأنه يشبه الرئيس الحص… أولاً لأنه لن يطلب شيئاً لنفسه، وثانياً لأنّ ذلك يبقيه قوياً وصامداً وثابتاً في وجه كلّ الصعوبات والعراقيل السياسية والاقتصادية والطائفية والمذهبية…
من هذا المنطلق، فإننا في «منبر الوحدة الوطنية» وهو الكيان السياسي والوطني الذي أسّسه وقاده الرئيس الدكتور سليم الحص، نؤكد ثقتنا بالرئيس المكلف، ونستبشر به خيراً، خاصة من خلال تعاونه مع كلّ القوى الحريصة على البلد، وفي المقدّمة رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الذي أكدنا مراراً ونعيد التأكيد اليوم ثقتنا الكبيرة به وبإصراره على تطبيق القوانين ومكافحة الفساد وملاحقة كلّ المرتكبين والمخالفين مهما علا شأنهم…المطلوبالآنوبإلحاحشديدتشكيلالحكومةالجديدةوإطلاقعجلةعملالمؤسّساتوالبدءبورشةالإصلاحالشاملاقتصادياًومالياًوإدارياً،علىأنتكونالأولويةالأولىلإصلاحالقضاءوإقرارقانوناستقلاليةالسلطةالقضائية،حيثلابدّأنيعلوسيفالعدللجعلكلّمايتعلقبالعملالعامتحتسقفالقانون،وكذلكلمحاسبةكلّمخلّأومتلاعببالمالالعام،طبعاًمعإقرارالقوانينوالتشريعاتاللازمةلرفعالحصاناتوكشفالحساباتتمهيداًلاستعادةالأموالالمنهوبة،سواءالتيهرّبتإلىالخارجأوالتيلاتزالفيالداخل،وهيبمئاتالملياراتمنالدولاراتالتيتظهرعلاماتهابوضوحفيطريقةعيشعددكبيرمنالذينتولوامسؤوليةعامةفيالبلد… وجلّهمتقريباًمعروفونمنكلّاللبنانيين.