رياضة

بأيدينا … ندفع كرتنا نحو الهاوية

} ابراهيم وزنه

لم تدم فرحتنا طويلاً بانجاز نادي العهد الآسيوي، العهد بطلاً لمسابقة كأس الاتحاد الاسيوي، انجاز وصلنا بموجبه إلى النقطة الأعلى في الخط البياني لمسيرة كرة القدم اللبنانية، حتى أن تعاطي الاعلام المرئي والمسموع لم يكن على مستوى المسؤولية الوطنية لجهة التغطية والمتابعة، ربما جاء انجاز العهد في زمن «الثورة»، هي ثورة على الحق والباطل في آن واحد، والأيام كشفت القناع وأماطت اللثام عن وجوه تلعب أكثر من دور في هذا الحراك المتحرك نحو الهاوية.

وبالعودة إلى «الحراك» الكروي الذي بدأ مسيرته منذ  أكثر من شهرين مستغلاً انعكاسات الوضع الضبابي القائم، فقد استهله اداريو الأندية المربكة والمتعثّرة عبر مناشداتهم وتعليقاتهم ومداخلاتهم، إلى أن ظهرت نواياهم جلية في الجمعية العمومية الأخيرة، ومن نتائجه الحتمية، الاعلان غير الرسمي عن موت الطموح عند غالبية الأندية اللبنانية.

منذ استفحال الوضع الاقتصادي، أعلن الجميع عن مقترحاتهم المناسبة لاستكمال الموسم بأقل الاكلاف المادية، البعض اقترح بالغاء الموسم والبعض الآخر اقترح بموسم ممسوخ، وآخرون توافقوا على مرحلة ذهاب ومربع ذهبي مع ابقاء اللاعبين الاجانب، ومن ثم تراجع البعض عن مقترحاته ارضاء لمجموعة على حساب أخرى، وفي الجمعية العمومية المنتظرة استمر النقاش وتشعّب الجدل البيزنطي، وكل نادٍ يرى المشهد من خلال عافية جيبته أو تمزّقها، وقد سبق هذا الاجتماع الذي عكس اختلافاً كبيراً في وجهات النظر بين الحاضرين وعلى طريقة «سمك .. لبن .. تمر هندي»، صرخات ومواقف وأحداث تؤشّر صراحة إلى هشاشة كرتنا الفارغة من هواء المنطق لتكرج متثاقلة فيعمل كثيرون على ثقبها بتسوّلهم فتقف جامدة ليسددوها نحو الهاويةبذريعة حجج واهية.

بالأمس قرأت عن نية لاعب دولي سابق بيع جزء من جسده ليكمل مسيرته معيلاً لعائلته! وقبل ذلك أوقفت ادارة أحد الأندية راتب أحد لاعبيها المصابين، وكثيرة هي الأندية التي لجأت إلى إعطاء نصف رواتب للاعبيها، ومنها من طلب من بعض اللاعبين عدم المشاركة في التمارين توفيراً لكلفة المواصلات! حيال كل ما أسلفناه يدلنا صراحة على أننا أمام أندية «كرتونية» وليس صحيحاً أن «الحراك» هو الذي كشفها على حقيقتها، بل كانت تمشي عرجاء منذ أن ولدت، فلماذا الاصرار على وجودها في مكان لا يليق الا بالطامحين ؟ اليوم، سيصدر الاتحاد اللبناني لكرة القدم مقرراته لجهة رسم الصورة النهائية لشكل ومضمون البطولة التي ولدت ميتة أصلاً والاحتذاء بالنموذج العراقي وارد جداً، وقد رثاها كثيرون ممن اعتادوا على تكرار ما قاله الشاعر التونسي أبو القاسم الشابي : «ومن يتهيّب صعود الجبال … يعش أبد الدهر بين الحفر»، في الواقع، هناك أندية تسعى وتعشق الارتقاء وأخرى استأنست بالعيش في القعر وعلى حافة دوري المظاليم… وشتّان بين نادٍ وفريق شعبي في حيّ أو قرية.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى