لافروف يعتبر انسحاب واشنطن من الاتفاق «خطّاً هدّاماً» وظريف يصف العلاقة مع روسيا بالاستراتيجية
اعتبر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف أنّ «الولايات المتحدة تستخدم خطّاً هدّاماً يضع خطة العمل الشاملة والمشتركة أمام التهديد بالانهيار» باعتبارها «تخالف كل القواعد الدولية خصوصاً بانسحابها من الاتفاق النووي».
وأشار لافروف إلى أنّ «الموافقة على مشروع خطة العمل المشتركة تمّت بقرار من مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، لكن الولايات المتحدة خرجت من المشروع بطريقة فيها الكثير من الغطرسة».
وخلال مؤتمر صحافي جمعه بنظيره الإيراني محمد جواد ظريف أمس، في موسكو، أعرب لافروف عن قلقه من «توجهات بعض الدول وخروج عدد منها عن المبادئ الدولية».
كما لفت لافروف إلى أنّه «بحث مع ظريف التسوية السورية ومواصلة مكافحة الإرهاب إلى جانب المهام المطلوبة من بلاده في مرحلة ما بعد الأزمة».
بدوره، أكّد ظريف أنّهما ناقشا «واقع العلاقات بين إيران وروسيا، بالإضافة إلى الأجندة الإقليمية والدولية»، متمنّياً «التوصل إلى اتفاق شامل للتسوية السورية في ظلّ الجهود الكبيرة التي تبذلها روسيا وإيران وتركيا».
ووصف ظريف المباحثات بين الطرفين بالـ «مثمرة جداّ»، مشيراً إلى «امتلاك إيران خيارات مستقبلية جيّدة وواعدة مع روسيا في مختلف المجالات».
وتطرّق الدبلوماسي الإيراني إلى المناورات البحرية المشتركة مع روسيا والصين، مؤكداً أنها «أثبتت استعداد إيران للتعاون من أجل صون أمن وحرية الملاحة في مضيق هرمز، وعدم مواكـــبة قوى عالمــية هامة مع سياسة إثارة التوتر في المنطقة».
وقال ظريف إن «هذه المناورات تثبت حقيقة وهي أن إيران مستعدة للتعاون من أجل صون أمن وحرية الملاحة للجميع في ممر هرمز المائي الدولي، وأن هناك قوى عالمية هامة لا تواكب سياسة إثارة التوتر في هذه المنطقة».
وزير الخارجية الإيراني أشار إلى أنّ علاقة بلاده مع روسيا استراتيجية «لذا فإننا بحاجة مستمرة إلى التنسيق والتشاور وتبادل الأفكار بشأن مختلف قضايا المنطقة والقضايا الدولية وآخر تطورات المنطقة والعالم».
كما اعتبر ظريف أنّ زيارته هذه إلى موسكو والتي هي الـ28 خلال السنوات الست والنصف الماضية، مؤشر على العلاقات الوثيقة بين البلدين.
من جهته، ذكر وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، خلال لقائه ظريف، أن «روسيا تشعر بالقلق إزاء التوتر المتزايد في منطقة الخليج، والذي يزيد من حدته الغرب بشكل مصطنع».
وعلّق ظريف قائلاً «اليوم نعمل على تبادل الأفكار والآراء التي تمكننا من العمل على منع انهيار هذا المشروع».
وتناول لافروف الملف الليبي، ورأى أنّ «فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا خطوة سيئة»، معتبراً أنّ «الأعضاء في حلف الناتو فقدوا مصداقيتهم واستفادوا من هذا القرار للبدء بقصف الأراضي الليبية».وزير الخارجية الروسي اعتبر أنّ «مصلحة الشعب الليبي تقتضي إعلان وقف إطلاق النار وبدء حوار للتوصل إلى اتفاقيات قابلة للتطبيق».