قوات الاحتلال تهدّد بأنها لن نقف متفرّجة على إجراءات تعرّض حياة جنودها للخطر.. وائتلاف المالكي يتهم واشنطن بالسعي لإعادة العراق للبند السابع «حزب الله» العراقي: انسحبنا مقابل تعهّد بتشريع قانون لإخراج القوات الأميركية والأجنبية من البلاد
هل جاء انسحاب المتظاهرين من محيط السفارة الأميركية في بغداد، تلبية لمطلب رئيس حكومة تصريف الأعمال، القائد العام عادل عبد المهدي؟
فبحسب المحلل السياسي العراقي، نجم القصاب: فقد «سبق إرسال وزيري الداخلية والدفاع ومعاون نائب رئيس أركان الجيش، ولم ينسحب أحد، بل بالعكس تزايدت الأعداد».
وقال القصاب: «يبدو أن الجماهير كانت ترغب في إيصال رسالة وقد وصلت بالفعل إلى الجانب الأميركي ومفادها أن المحتجين قادرون على نصب الخيام في الشارع المقابل للسفارة وأن دخول هذه الجماهير للمنطقة الخضراء بما فيها من سفارات وقصور رئاسية يؤكد أن هذه الفصائل تمتلك القوة الحقيقية في الشارع العراقي خاصة مع تواجد عدد من الشخصيات السياسية البارزة».
وتابع: «هي رسالة سياسية بأنهم يستطيعون أن يمرروا أي شخص يقتنعون به ليكلف ويصبح رئيس الوزراء، ورسالة عسكرية بأنهم الأقوى في الشارع»، مضيفاً: «جاء هذا الانسحاب لقناعتهم بأن قطعهم للمنطقة الخضراء وبقائهم فيها ينعكس سلباً عليهم أمام الشارع»، بحسب قوله.
وقالت كتائب «حزب الله» العراقي، إن مقاتليها «انسحبوا من محيط السفارة الأميركية ببغداد مقابل تعهد رئيس حكومة تصريف الأعمال عادل عبد المهدي بالعمل الجاد على تشريع قانون لإخراج القوات الأميركية والأجنبية الأخرى من البلاد».
وأوضحت الكتائب، في بيان لها، أول أمس الأربعاء: «لبينا دعوة عبد المهدي بتغيير مكان الاعتصام، مقابل العمل الجاد لإقرار قانون إخراج القوات الأجنبية»، وذلك حسب وكالة «روداو» الكردية العراقية.
وأضافت: «سنراقب عمل البرلمان الأسبوع المقبل، للمباشرة بتشريع قانون إخراج القوات الأجنبية وفاء لدماء الشهداء».
وأعلنت قيادة العمليات المشتركة العراقية، الأربعاء، انسحاب جميع المحتجين من محيط السفارة الأميركية في بغداد، بعدما حاول العشرات منهم، الثلاثاء الماضي اقتحام مبنى السفارة، وأضرموا النيران في بوابتين وأبراج للمراقبة، قبل أن تتمكن قوات «مكافحة الشغب» من إبعادهم.
إلى ذلك، قالت الولايات المتحدة إن الضربات التي وجهتها ضد «كتائب حزب الله» في العراق، تؤكد أنها لن تقف متفرّجة على تعرّض حياة الأميركيين للخطر، بحسب تعبيرها.
وحول الأنباء التي ترددت بشأن هروب السفير خوفاً من تكرار سيناريو نظيره في ليبيا، رفضت واشنطن الربط بين غياب رئيس بعثتها في العراق وبين اقتحام السفارة، وقالت «كان السفير الأميركي إلى العراق ماثيو تولر في رحلة شخصية مجدولة سابقاً منذ أكثر من أسبوع والتقارير التي تحدثت عن اختفائه غير صحيحة. سيعود إلى السفارة».
ونقلت «إندبندنت عربية» عن المتحدثة الرسمية باسم وزارة الخارجية الأميركية إيريكا تشوسانو، قولها: «لقد هددت الهجمات التي وقعت ضد منشأة عراقية القوات الأميركية، وهذا ما استمر بالحدوث منذ أسابيع. لم تكن هذه المجموعة الأولى من الهجمات ضد هذه المنشأة العراقية بالذات ومنشآت أخرى، مما أدى إلى تعريض حياة أميركيين للخطر. كانت الضربات التي وجهناها رداً حاسماً يوضح ما يقوله الرئيس دونالد ترامب منذ أشهر، وهو أننا لن نقف متفرجين على إيران وهي تتخذ إجراءات تعرض حياة الشعب الأميركي للخطر، بحسب تعبيرها. يجب على كتائب حزب الله، الكف عن الهجمات على الولايات المتحدة وقوات التحالف لتجنب أي أعمال دفاعية إضافية من قبل القوات الأميركية».
وفي سياق متصل، حذّر «ائتلاف دولة القانون» في العراق بزعامة نوري المالكي، أمس، من سعي الولايات المتحدة الأميركية إلى إعادة العراق تحت طائلة البند السابع.
وقال النائب عن الائتلاف علي البعيجي في بيان صحافي، إن «إعادة العراق تحت طائلة البند السابع، هو ما تسعى إليه أميركا في الوقت الحالي، وهذا هو مشروعها لأنها أدركت جيداً فشل جميع مخططاتها السابقة، لذلك على جميع القوى السياسية الوطنية أن تقف في خندق واحد لإفشال هذا المخطط الأميركي الخطير».
وأضاف «بعد أن أفشل الحشد الشعبي والقوات المسلحة العراقية مشروع داعش الأميركي في البلد، تعمل اليوم بشتى الطرق لإنشاء مشروع تآمري خطير يهدف إلى تدمير العراق».
وأشار إلى أن «أميركا التي فشلت فشلاً ذريعاً في إنجاح مشروعها الخبيث، تعمل اليوم بكل ما تملك من قوة على تدمير العراق مستخدمة كافة أساليبها لأنها لا تريد للعراق أن ينهض ويمارس دوره الريادي في المنطقة بعد أن راهنت على تدميره».وختم البعيجي بيانه «يجب تدارك هذا المخطط الخطر لأن إعادة العراق تحت طائلة البند السابع الذي تسعى أميركا جاهدة إليه هو تضحية بدماء الشهداء والعملية السياسية، لذلك يجب أن تتوحد الصفوف وتشكيل حكومة انتقالية سريعة تلبي مطالب الشعب من أجل إفشال هذا المشروع الخبيث كما أفشلنا مشاريعها السابقة».