مجلس الأمن الدولي يعقد اليوم جلسة لبحث الوضع في إدلب.. وتوقّعات بانتعاش اقتصاد الجزيرة بعد انتشار الجيش السوري على طريق الحسكة – حلب الأسد يبحث مع وفد إيراني التقدّم في «الجزيرة» ويؤكد: معركة إدلب مستمرّة
أكد الرئيس السوري، بشار الأسد، خلال لقاء عقده مع كبير مساعدي وزير الخارجية الإيراني للشؤون السياسية الخاصة، علي أصغر خاجي، أن معركة إدلب لا تزال مستمرة.
وأفادت الرئاسة السورية، في بيان، بأن الأسد استمع، خلال استقباله خاجي، إلى «عرض حول آخر مستجدات اجتماع أستانا الأخير والمناقشات التي دارت خلاله حول عدد من المواضيع وعلى رأسها موضوع لجنة مناقشة الدستور والتطوّرات في منطقة الجزيرة السورية».
وأشار الأسد، حسب البيان، «إلى محاولات الطرف الآخر والدول الداعمة له وضع العراقيل والعقبات أمام عمل اللجنة تحت مسمّيات متعددة لحرفها عن مهامها وهدفها»، في إشارة إلى تركيا، التي تؤيد وفد المعارضة في المناقشات حول الدستور السوري.
كما عرض الوفد الإيراني «أهم النقاط التي تناولها لقاء جنيف الأخير بين كل من إيران وروسيا وتركيا»، كما «أشاد بتقدم» الجيش السوري في منطقة الجزيرة، مهنئاً الأسد والشعب السوري «بالانتصارات التي تحققها العملية العسكرية في إدلب حالياً».
وأوضح الأسد في هذا السياق أن «معركة إدلب هدفها القضاء على الإرهاب الذي يهدّد أمن وسلامة المواطنين السوريين في تلك المنطقة»، مشدداً على أن «عملية مكافحة الإرهاب مستمرة وتشكل أولوية بالنسبة للدولة السورية قبل أي شيء آخر».
وأضافت الرئاسة السورية أن اللقاء تطرّق إلى العلاقات الثنائية بين البلدين، حيث أكد خاجي أن «إيران كانت وستبقى مع كل ما من شأنه تحقيق مصلحة الشعب السوري والحفاظ على سيادة سورية واستقلالها ووحدة أراضيها».
تصريح المسؤول الإيراني
وكان خاجي، أعلن أن التمركز الأميركي في المنطقة «عاد بالوبال على واشنطن».
وقال المسؤول الإيراني في أعقاب لقائه وزير الخارجية السوري، وليد المعلم، في دمشق الثلاثاء، تعليقاً على الضربات الأميركية على مواقع لـ «الحشد الشعبي»، إن «هذه ليست المرة الأولى التي تمارس فيها الولايات المتحدة اعتداءاتها الآثمة على دول المنطقة وشعوبها».
وأضاف أن ما حدث مؤخراً «ما هو إلا نوع آخر من هذه الاعتداءات»، مشيراً إلى أن إيران «راسخة وثابتة في مواقفها وقد تعوّدت على مثل هذه الرسائل الدموية من قبل الولايات المتحدة من خلال اعتداءاتها العسكرية».
وجدّد خاجي التأكيد على استنكار وإدانة إيران للغارات الأميركية والصهيونية على سورية والعراق.
وأكد أن «إيران وسورية تعارضان وترفضان بشكل كامل أي وجود للقوات الأميركية على الأراضي السورية وهناك مطالبة جدية وحثيثة بخروج تلك القوات بأسرع وقت ممكن»، مضيفا أن «التمركز الأميركي في المنطقة عاد بالوبال على الولايات المتحدة إضافة إلى انعدام الأمن والاستقرار».
ورحب خاجي بانتشار الجيش السوري في المناطق الحدودية مع تركيا، قائلاً إنه من شأنه «ترسيخ الأمن والهدوء والاستقرار في ربوع سورية كافة وتكريس سيادة الدولة السورية على أراضيها».
تصريح المقداد
من جهته، أعلن نائب وزير الخارجية السوري، فيصل المقداد، أن أي تمركز أجنبي غير شرعي على الأراضي السورية سيتم التعامل معه على أنه عدوان واحتلال.
وقال المقداد للصحافيين: «نحن على استعداد دائم للتضحية دفاعاً عن وحدة أرض وشعب وسيادة سورية، وإن أي تمركز أجنبي غربي وأميركي أو غير ذلك غير مشروع على الأراضي السورية سيتم التعامل معه على أنه عدوان واحتلال غير مشروع لأراضي سورية».
ودعا المقداد الدول التي وصفها بـ «المتورطة بدعم الإرهاب»، وصنف الولايات المتحدة من بينها، إلى «التوقف عن هذا الدعم لأن العالم كشف عن وجهها القبيح وخاصة بعد العدوان الأميركي الدموي والمرفوض ضد فصائل الحشد الشعبي العراقية التي تعد إحدى أدوات الدولة العراقية في مكافحة الإرهاب». وأضاف أنه «كان يجب أن يتم دعم الحشد وليس قصفه، ولكن هذه هي السياسات الأميركية».
وفي معرض حديثه عن الموقف السوري من التمركز التركي على الأراضي السورية، قال المقداد إن «سورية تعرف النيات التركية والأردوغانية ولكنها ستتعامل مع أي تمركز تركي على الأراضي السورية على أنه احتلال، وهم يعرفون ماذا يعني الاحتلال حيث كانت لديهم تجربة في الربع الأول من القرن الماضي عندما خرجوا من المنطقة وهم يعرفون حالياً أنهم سيخرجون أيضاً».
تطهير 40 قرية بريف إدلب
وفي سياق متصل، صرّح مصدر في مجلس الأمن الدولي، بأن المجلس سيعقد، اليوم الجمعة، جلسة مشاورات مغلقة لبحث الوضع في إدلب السورية.
وأكد الجيش السوري، في 24 كانون الأول/ ديسمبر، إصراره على إتمام تطهير محافظة إدلب، في الوقت الذي أعلن فيه السيطرة على 40 قرية وبلدة في ريف المحافظة بمساحة تتجاوز 320 كيلومتراً مربعاً.
يذكر أن وحدات الجيش السوري تخوض حالياً اشتباكات عنيفة على محوري التح وجرحناز بريف معرة النعمان، وذلك في سياق محاولة هجوم معاكس ينفذه مسلحو إرهابيي «هيئة تحرير الشام/ جبهة النصرة» و»أجناد القوقاز» وبعض الفصائل الأخرى الموالية لتركيا، مؤكدا عدم حدوث أي تغير في خارطة السيطرة.
انتشار الجيش السوري
أفادت وكالة «سانا» السورية الرسمية بأن انتشار الجيش السوري على الطريق الدولي «M4» شرق الفرات بين الحسكة وحلب، يمهّد لإحياء أسواق جديدة أمام الإنتاج الزراعي لفلاحي الجزيرة.
وأوضحت «سانا» أن إنتاج القطاع الزراعي في محافظة الحسكة من مختلف المحاصيل المعتمدة زراعتها شهد خلال العامين الماضيين وفرة أدت إلى وجود عرض كبير يفوق قدرة السوق المحلية في المحافظة على تصريف هذه الكميات من الإنتاج، وعدم القدرة على الوصول إلى الأسواق في المحافظات الأخرى «بسبب الأعمال الإرهابية التي أدّت لانقطاع الطرق البرية».
وأوضح مدير الزراعة في الحسكة، رجب سلامة، في تصريح لـ «سانا»، أن المحافظة شهدت خلال العام الماضي والحالي موسمين زراعيين جيدين أدّيا إلى حدوث وفرة في إنتاج المحاصيل الاستراتيجية والثانوية كالقمح والشعير والبقوليات والمحاصيل الطبية والعطرية وغيرها.
وبين سلامة أن قسماً من محصولي القمح والشعير قامت السورية للحبوب وفرع المؤسسة العامة للأعلاف بشرائه وبقي الجزء الآخر لدى الفلاحين لم يتم تصريفه، فيما يتمّ تسويق محاصيل البقوليات والعطرية والطبية في الأسواق المحلية التي يرتفع فيها سعر الشراء وينخفض بحسب العرض والطلب.
ولفت المهندس سلامة إلى أن إعادة افتتاح طريق حلب – الحسكة الدولي أحيت آمال الفلاحين وتجار الحبوب والمنتجات الزراعية بتحسّن واقع تسويق منتجاتهم من قبل الفعاليات الاقتصادية والتجارية في باقي المحافظات، مشيراً إلى أن لدى المحافظة حالياً فائضاً من محصول الشعير يقدر بنحو 400 ألف طن ومن مادة التبن العلفي 100 ألف طن وهناك كميات كبيرة من منتجات البقوليات كالعدس والمنتجات العطرية والطبية كالكمون.من جهته، أشار رئيس دائرة الإنتاج النباتي في مديرية الزراعة بالحسكة، جلال بلال، إلى أن إعادة افتتاح الطريق ستنعش المحافظة اقتصادياً وستسهّل حركة مرور البضائع والمنتجات من الحسكة وإليها، مبيناً أن قسماً من إنتاج الفلاحين من مختلف المحاصيل التي تمّ إنتاجها خلال العام الماضي والحالي لم يتم تسويقه والمحافظة مقبلة على موسم جديد تمّت خلاله زراعة مساحات شاسعة من الأراضي الزراعية بمختلف المحاصيل المعروفة، وبالتالي فإن افتتاح الطريق أحيا آمال الفلاحين بتسويق كامل إنتاجهم بأسعار مناسبة.