بينما كنتُ
بينما كنت غارقةً في ضجيج أفكاري التي تخفف عني ملل زحمة السير.. انتشلتني امرأةٌ خمسينية تقف على رصيف فقرها وتتأمل انشغال المارة بالعيد.. إلى أن استوقفها صمتي وشرودي فحاوَلَت أن تبحثَ في ملامحي عن شيء ما، لم أعرف ما هو..
نظرت إليها باستغراب فابتسَمَت لي وبادلتها الابتسامة بحبّ..
اقتربَت من نافذة السيارة فأنزلتُ الزجاج ومددتُ يدي لها قابضة على بعض العملات النقدية لكنها أمسَكَت يدي وشدت عليها بقوة وقالت:
«أرجوك يا ابنتي احتفظي بهذا المال لأمّك… وصدقيني.. رضا الأم من رضا الله»..
فاجأتني بهذا الكلام فسألتها:
ولكن لماذا ترفضين ما يمكنك أن تشتري به بعضاً من الدفء في هذا العيد البارد..
أجابتني:
يكفيني ما أضرمته ابتسامتك من حب يا صغيرتي…
حينها أجابتني عيناها على جميع تساؤلاتي فتمنيت لو أنني أستطيع أن أنزل من سيارتي لأحضنها بقوة متجاهلة ردة فعل الناس الذين بالتأكيد سيقولون عني مجنونة..
إلى أن صرخ شرطي السير وقال لي:
«قرّب يا كيا!»
ثم اقترب مني وأكمل:
«معقول مسكرة الطريق عالعالم مش سامعة كل هالزمامير وراكي».
ناريمان علوش