يازجي: القيود المذهبية والطائفية تعيق تقدّم لبنان وصونه من الأزمات
شدّد بطريرك أنطاكية وسائر المشرق للروم الأرثوذكس يوحنا العاشر يازجي، على «ضرورة التعالي عن الجدل والتجاذبات والمصالح الشخصية، لتسريع تأليف حكومة إنقاذ استثنائية تحاكي تطلعات اللبنانيين»، معتبراً أن القيود المذهبية والطائفية عائق أمام التقدّم بلبنان وصونه من العثرات الكبرى والأزمات.
جاء ذلك في عظة قداس رأس السنة الميلادية، التي ترأسها يازجي في الكاتدرائية المريمية في العاصمة السورية دمشق، وقال فيها “نصلي اليوم من أجل سلام سورية التي نراها ونريدها واحدة موحّدة، من أقصى شمالها إلى جولانها المحتل، ومن أقصى شرقها إلى غربها”، لافتاً إلى أنها “مصمّمة بسواعد أبنائها أن تعيد السلام إلى كل شبر من أراضيها”.
وأضاف “إن إرادة الحياة في هذا البلد لم تمت ولن تموت. لقد قاسى السوريون التهجير والقتل والعنف والإرهاب وغيره من التبعات التي أرخت بظلها حرباً ما انطفأت نارها منذ أكثر من ثماني سنوات. ونحن كمسيحيين قد دفعنا أيضاً من دم أبنائنا ليبقى قنديل حضورنا وهاجاً في هذا الشرق، ولنبقى ههنا ثابتين في أرضنا”.
ورأى أن “خير ما يفعله العالم، بدلاً من التغني بمنطق الأقليات والأكثريات، هو رفع الحصار الاقتصادي الخانق الذي يستهدف بلادنا وشعبها من كل الأطياف بما فيها سورية ولبنان، وعدم الكيل بمكيالين من خلال إصدار قوانين لا تعتبر كرامات الشعوب كقانون “قيصر” الأخير”.
وصلّ كي تُزاح عن “لبنان الجريح وطأة ما يعيشه من أزمات اقتصادية ومالية وسياسية واجتماعية خانقة، ويهدد وحدة أبنائه وسيادته وحقوقه في ثرواته الوطنية، ويُلهم مسؤوليه إلى ما يحقق أمنيات شبابه في وطن مفرح جامع لأبنائه محرّر من أسر المصالح السياسية الشخصية الضيقة له، ومن القيود المذهبية والطائفية التي لطالما كانت عائقاً أمام ما يتقدّم بلبنان ويصونه من التشنجات والعثرات الكبرى والأزمات”.
وأكد “ضرورة تآزر الجميع للعبور بلبنان إلى مرسى الأمان وتحقيق أماني اللبنانيين في أبسط مقومات حكم الأوطان والنهوض من الضائقة الاقتصادية وضمان مقتضيات العيش الكريم وإدانة الفساد والهدر العام”، مذكّراً “بضرورة التعالي عن الجدل والتجاذبات والمصالح الشخصية لتسريع تأليف حكومة إنقاذ استثنائية تحاكي تطلعات اللبنانيين، وتكون قادرة على الاستجابة لرغبة فخامة رئيس الجمهورية بمحاربة الفساد وانتشال الوطن وأبنائه من الضائقة الحالية، وعلى وضع خطة للنهوض به وصوغ رؤية لمستقبله ودوره في العالم».وتابع “نصلّي من أجل المخطوفين، كل المخطوفين ومنهم أخوانا مطرانا حلب يوحنا إبراهيم وبولس يازجي جرح كنيسة أنطاكية النازف، المخطوفان منذ ما يقارب سبعة أعوام. صلاتنا من دمشق من أجل الجولان المحتل. صلاتنا من أجل أهلنا الصامدين فيه في ظل الاحتلال وفي كل أرض محتلة. صلاتنا من أجل فلسطين وشعب فلسطين. صلاتنا من أجل بيت لحم والقدس التي كانت وستبقى عاصمة فلسطين. صلاتنا من أجل العراق، ومن أجل كل بقعة من هذا الشرق ودعاؤنا نرفعه من أجل السلام في العالم أجمع”.