استمرار التظاهرات واعتقال المئات في هونغ كونغ
اعتقلت السلطات في هونغ كونغ نحو 400 شخص خلال احتجاجات في اليوم الأول من العام الجديد، وذلك بعد أن تحوّلت مسيرة سلمية مؤيدة للديمقراطية بمشاركة عشرات الآلاف من الأشخاص إلى مشاهد فوضوية مع إطلاق الشرطة الغاز المسيل للدموع لتفريق الحشود.
وعندما اندلعت الاحتجاجات سارعت أعداد كبيرة من المحتجين المتشحين بالسواد بالتوجه إلى المكان، في حين شكّل محتجون آخرون سلاسل بشرية لتزويدهم بإمدادات مختلفة منها الحجارة مما اضطر الشرطة لإرسال تعزيزات.
وطلبت الشرطة من منظمي المسيرة إلغاءها مبكراً وتفرقت الحشود في نهاية المطاف، وذلك بعد أن استخدمت الشرطة شاحنة مدفع مياه ونشرت العشرات من قوات مكافحة الشغب في الشوارع في وقت متأخر من المساء.
وجرت اعتقالات أخرى عندما احتل محتجون لفترة وجيزة طريقاً رئيسياً في شبه جزيرة كولون لدى قيام حشود بالآلاف بالعد التنازلي على امتداد مرفأ فيكتوريا حتى منتصف الليل.
جبهة حقوق الإنسان في هونغ كونغ كانت قد نظمت مع انطلاق العام الجديد مسيرة احتجاجية شارك فيها الآلاف للمطالبة بإجراء تحقيق مستقل عن تعامل قوات الأمن الصينية مع التظاهرات والعفو عن المعتقلين.
وأكدت صحيفة «ساوث تشاينا مورنينغ» الصينية، مشاركة أكثر من 150 من أعضاء برلمان هونغ كونغ في المسيرة التي نظمتها جبهة حقوق الإنسان المدنية والتي ردد خلالها المتظاهرون هتافات تدعو إلى الثورة وللحرية لهونغ كونغ.
بالتوازي، اتخذت الشرطة الصينية تدابير أمنية مكثفة، للحد من المناوشات التي اندلعت بينها وبين المحتجين خلال الساعات الأولى من العام الجديد، كما استخدمت الغاز المسيل للدموع ورذاذ الفلفل والمياه لتفريق المتظاهرين الذين أغلقوا الطرقات وأطلقوا ألعاباً نارية في منطقة مونغ كوك.
وارتفع بذلك عدد المعتقلين إلى نحو 7000 منذ تصاعد حدة الاحتجاجات في المدينة في حزيران بسبب مشروع قانون لم يعد مطروحاً، كان سيتيح تسليم المتهمين إلى الصين. وتسلّط الاعتقالات الضوء على عدم إحراز أيّ تقدم نحو إنهاء الاضطرابات فيما يبدو. وتصاعد التوتر الأربعاء بعد حدوث بعض الاعتقالات في حي «وان تشاي» الذي كان هدفاً لغضب المحتجين في الأسابيع الماضية.
وتشهد هونغ كونغ منذ انطلاق الاحتجاجات أسوأ أزمة سياسية منذ إعادتها إلى الصين عام 1997. حيث يتظاهر الشعب ضدّ محاولة الحكومة تمرير مشروع قانون مثير للجدل، يقرّ بتسليم مطلوبين إلى الصين.