الشهيد القائد قاسم سليماني
لم يكن من حلم يراود القائد قاسم سليماني أكبر من أن ينال الشهادة بقرار صادر عن الرئيس الأميركي دونالد ترامب اعترافاً صريحاً بحجم الأذى الذي ألحقه بالسياسات الأميركية العدوانية في المنطقة، إلا إذا وضعنا في المقدمة الحلم الأصلي بدخول القدس فاتحاً ومحرراً في ظل رايات المقاومة.
فوق مشاعر التباهي الأميركي بادعاء الإنجاز ولحظة النشوة المتعالية بالقدرة على القتل، والمقامرة بتخريب المعادلات، وفتح المنطقة على المجهول، يجب أن يعرف الأميركيون أنهم حققوا حلماً لسليماني وفتحوا باباً واسعاً لتحقيق حلمه الأصلي نحو تحرير القدس.
على المستوى التقني ليست العملية إنجازاً استخبارياً يعتد به. والأميركيون يمسكون مطار العراق وعندما يأتي سليماني عن طريق المطار يبلغ السلطات العراقية رسمياً بقدومه كدبلوماسي منتدَب بصفة مستشار عسكري لرئيس الحكومة العراقية، ويتمّ إبلاغ سلطات المطار بكيفية استقباله والأميركيون جزء من سلطات المطار الأمنية.
يعرف الأميركيون أن الحساب فُتح ولن يُغلق. كما يجب أن يعرفوا أن محور المقاومة وإيران من ورائه وفي قلبه يعرفون أن أصل ومحور الصراع هو أمن كيان الاحتلال وأن اغيتال القائد سليماني أراد جعل فلسطين أبعد منالاً ومنح “إسرائيل” مزيداً من الأمن وأن التحدّي هو بجعل الاستشهاد فرصة لتصير فلسطين أقرب ويصير كيان الاحتلال أقلّ أمناً.
حرب استنزاف طويلة فُتحت، والمسار متعرّج، لكنه موصل حكماً إلى فلسطين.
التعيق السياسي