استنكار واسع لاغتيال أميركا لسليماني والمهندس بعملية وحشية غادرة في بغداد وتوعّد بالردّ القاسي على القتلة من كلّ محور المقاومة في العالم
أثارت جريمة الإغتيال الأميركية الغادرة لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس ورفاقهم في بغداد فجر أمس، موجة تنديد واستنكار في لبنان مؤكدةً أنها لن تمرّ من دون ردّ مزلزل من محور المقاومة.
عون وبرّي
وفي هذا السياق، أبرق رئيس الجمهورية العماد ميشال عون إلى نظيره الإيراني حسن روحاني معزياً ومديناً جريمة اغتيال اللواء سليماني وصحبه. وجاء في البرقية “تلقيت بألم نبأ اغتيال قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني ومجموعة من المسؤولين والمرافقين، في توقيت بالغ الدقة في منطقة الشرق الأوسط، وبما يمكن أن يرفع حجم التحديات التي تواجهها دول المنطقة ومنسوب التوتر والتهديدات الأمنية. في هذه المناسبة الأليمة، أتوجَّه اليكم وإلى الشعب الايراني الصديق بتعزيتي القلبية، مؤكداً إدانة لبنان للجريمة التي أدَّت إلى مقتل اللواء سليماني وصحبه، سائلا الله تعالى أن يتغمد الفقيد برحمته، ويمنحكم الصحة والحكمة لمواجهة تداعيات هذه الحادثة، وتثبيت الاستقرار والسلام في ربوع بلادكم وتحقيق الأمن والإزدهار لشعبكم”.
كما وجه عون برقية مماثلة إلى نظيره العراقي برهم صالح، معزياً ومديناً الجريمة التي أدت إلى اغتيال المهندس “والتي أتت فيما تسعون إلى تثبيت الإستقرار في بلادكم ومواجهة التحديات السياسية والاقتصادية والأمنية”.
بدوره أبرق رئيس مجلس النوّاب نبيه برّي إلى قائد الثورة الإسلامية في إيران السيد علي الخامنئي والرئيس روحاني ورئيس مجلس الشورى علي لاريجاني معزياً بإستشهاد سليماني.
وجاء في نص البرقية للسيد خامنئي “هو قدر المقاومين. إمّا النصر أو الشهادة. فمن عظيم النعم التي من بها الباري عز وجل على الثورة الإسلامية في إيران وعلى أمتنا الإسلامية وعلى المقاومين الأحرار في العالم… إننا في مقام رحيل واحد ممن حازوا الحسنيين النصر والشهادة عنيت به الشهيد الحاج قاسم سليماني الذي نحتسبه شهيداً من شهداء الجنة الميامين.
نسأل الله العلي القدير، أن يسكن الشهيد الراحل الفسيح من جنانه ويلهمنا وإياكم الصبر والسلوان».
وجاء في نص برقية التعزية للرئيس روحاني “بمزيد من الفخر والإعتزاز والصبر والسلوان تلقينا نبأ إستشهاد الحاج قاسم سليماني، نفتقده إبناً وفياً من أبناء الثورة الإسلامية الإيرانية المباركة وقائداً طليعياً في مقاومة الإحتلال أينما حل ونذر نفسه من أجل تحرير فلسطين ومسرى الأنبياء في القدس الشريف”.
وجاء برقية التعزية إلى لاريجاني”وحدهم الشهداء يصنعون التاريخ ويكتبون صفحات المجد لهذه الأمة بأبهى ما يمكن أن تكتب. هو الشهيد الحاج قاسم سليماني واحد من القلة الذين أعاروا جماجمهم لله نصرة لقضايا الحق والعدالة وتحرير الارض والإنسان. إننا اذ نتقدم من دولتكم ومن سائر أعضاء مجلس الشورى ومن الشعب الإيراني العظيم بأسمى آيات التبريك، نسأل الله العزيز القدير ان يسكن الشهيد الراحل الفسيح من جنانه ويلهمنا وإياكم عظيم الأجر والثواب. وتفضلوا بقبول أحر التعازي والتبريكات”.
نصرالله وقبلان
ونعى الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله اللواء سليماني مشيراً إلى أنّه “وصل إلى غاية آماله وتحققت له أغلى أمنياته ونال وسام الشهادة الرفيع ليكون بحق سيد شهداء محور المقاومة”، وتقدّم من السيد الخامنئي “ومن مراجعنا العظام ومن الإخوة الأعزاء مسؤولي الجمهورية الإسلامية في إيران لا سيما قيادة حرس الثورة الاسلامية ومن الشعب الإيراني الكبير والمقاوم وبالخصوص من عائلة الحاج قاسم الشريفة والمجاهدة فرداً فرداً بأسمى آيات التبريك بالشهادة وأسمى آيات العزاء بفقد هذا القائد الشجاع والمقدام والنموذج والقدوة والأب الحنون لكل المقاومين والمجاهدين في منطقتنا”.
وأضاف في بيان “هنيئاً له الشهادة، أنا أغبطه على هذه الشهادة العظيمة وعلى هذه العاقبة الحسنة (…) هكذا نرى المشهد والموقف، أما نحن الذين بقينا بعده، فسنكمل طريقه وسنعمل في الليل والنهار لنحقق أهدافه، وسنحمل رايته في كل الساحات والميادين والجبهات، وستتعاظم انتصارات محور المقاومة ببركة دمائه الزكية كما كبرت بحضوره الدائم وجهاده الدؤوب، كما أن القصاص العادل من قتلته المجرمين الذين هم أسوأ أشرار هذا العالم سيكون مسؤولية وأمانة وفعل كل المقاومين والمجاهدين على امتداد العالم”.
وأكد أن القتلة الاميركيين “لن يستطيعوا أن يحققوا اياً من أهدافهم بجريمتهم الكبيرة هذه، بل ستتحقق كل أهداف الحاج قاسم بفعل عظمة روحه ودمه وعلى أيدي إخوانه وأبنائه وتلامذته المقاومين والمجاهدين من كل شعوب أمتنا التي ترفض الذل والخضوع للمستكبرين والمستبدين”.
كما نعى السيد نصرالله “القائد أبو مهدي المهندس وثلة من إخوانه من مجاهدي الحشد الشعبي الذين استشهدوا في العراق”، وتقدم من السيد الخامنئي والمرجعية الدينية في النجف “ومن القيادات العراقية والشعب العراقي المظلوم والصابر والمجاهد وخصوصاً من قادة ومسؤولي ومجاهدي الحشد الشعبي وفصائل المقاومة العراقية المجاهدة ومن عائلة الشهيد أبو مهدي المهندس وعوائل الشهداء معه بأسمى آيات التبريك لنيلهم الوسام الإلهي الرفيع وأسمى آيات العزاء والمواساة».
وقال “أبارك لهم وأعزيهم بشهادة القائد قاسم سليماني الذي بذل آخر سني عمره في نصرة العراق وشعبه وفي تحريره من الاحتلال والإرهاب حتى سفكت دماؤه الزكية على أرض العراق”.
أضاف “سيثبت الشعب العراقي العزيز وفصائله المقاومة وفاءهم الكبير والصادق لهؤلاء القادة الشهداء وكل الشهداء ولأهدافهم النبيلة، ولن يسمحوا لهذه الدماء الطاهرة التي سفكت ظلماً وجوراً أن تذهب هدراً وإنما ستشكل كل ذكريات الجهاد والتضحيات مع هذين القائدين العظيمين وحافزاً قوياً لهم من أجل مواصلة المسير وحمل الراية وتحقيق الأهداف والآمال في عراق حر، عزيز، مستقل، قوي، مزدهر وخال من الإحتلال والإرهاب».
ويتحدث السيد نصر الله عند الساعة الثانية والنصف من بعظ ظهر غد في حفل يُقيمه حزب الله في مجمع سيد الشهداء في الضاحية الجنوبية لبيروت، لتأبين سليماني والمهندس ورفقاهما.
كما عزى رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الشيخ عبد الأمير قبلان الإمام السيد الخامنئي والسيد علي السيستاني والشعبين العراقي والإيراني وكل الشعوب الإسلامية باستشهاد سليماني والمهندس ورفاقهما، مديناً العملية الإرهابية ومحملاً الإدارة الأميركية مسؤولية تداعياتها الخطيرة “إذ نعتبرها بمثابة إعلان حرب يريدها (الرئيس الأميركي دونالد) تر امب للهروب من فضائحه وأزماته”. وأكد أن “الاحتلال الأميركي لدولة العراق محكوم بالإندحار”.
وزراء ونوّاب
من جهته، عرض وزير الدولة لشؤون رئاسة الجمهورية في حكومة تصريف الأعمال سليم جريصاتي مع الممثل الشخصي للامين العام للأمم المتحدة في بيروت يان كوبيش، التطورات ولا سيما منها اغتيال اللواء سليماني والمعطيات المرتقبة المتعلقة بجريمة الاغتيال على الوضع العام في المنطقة. وتمنى كوبيش من “الأطراف المعنية ضبط النفس وعدم التصعيد».
وتلقى جريصاتي اتصالاً هاتفيا من السفيرة الأميركية في لبنان اليزابيث ريتشارد تناولت فيه موقف بلادها من جريمة اغتيال اللواء سليماني.
من ناحيتها، أعلنت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان أنها تنظر بقلق إلى ما حصل في بغداد فجر أمس وتدين عملية الاغتيال التي ذهب ضحيتها اللواء قاسم سليماني والحاج أبو مهدي ورفاقهما، وتعتبرها انتهاكاً لسيادة العراق وتصعيداً خطيراً ضدّ إيران من شأنه زيادة التوتر في المنطقة.
وأكدت أنّ “لبنان يشجع دوماً تغليب منطق الحوار وضبط النفس والحكمة لحل المشاكل بدلاً من استعمال القوة والعنف في العلاقات الإقليمية والدولية”، كما دعت “إلى تجنيب المنطقة تداعيات الإغتيال وإبعاد لبنان عن انعكاسات هذا الحادث الخطير لأنه أحوج ما يكون إلى الاستقرار الأمني والسياسي لتأمين خروجه من الأزمة الاقتصادية والمالية الخانقة» وتقدمت بالتعزية من الجمهورية الإسلامية في إيران ومن الجمهورية العراقية.-
وفي ردود الفعل أيضاً، وصف رئيس تيّار “المردة” النائب السابق سليمان فرنجية، عبر حسابه على “تويتر”، سليماني بأنه “رجل عظيم دافع عن قناعاته حتى الرمق الأخير. ناصر الحق وانتصر للحقيقة”. وتقدم بالعزاء إلى إيران والسيد الخامنئي ولحزب الله والسيد نصرالله وفصائل المقاومة في منطقتنا.
واعتبر رئيس الحزب الديمقراطي اللبناني النائب طلال أرسلان في تغريدة له على “تويتر” أن استشهاد سليماني “خسارة جسيمة لقوى التحرر في العالم أجمع، وهو استفزاز كان من الأفضل عدم الإقدام عليه”.
أضاف “فما من عاقل في العالم إلاّ ويعرف اليوم أن ما بعد هذه الجريمة الفظيعة يختلف عما قبلها”، معزياً المسؤولين الإيرانيين.
وقال عضو كتلة التنمية والتحرير النائب الدكتور قاسم هاشم على “تويتر” “مرة جديدة تثبت الإدارة الأميركية أنها سيدة الإرهاب والإجرام في هذا العالم، وسيُكتب تاريخ انعتاق العالم من الظلم والعبودية الأميركية بدماء الشهداء. فأمة قادتها شهداوءها هي أمة منتصرة مهما كان حجم المؤامرات وأيا كانت ادوات وآلات الإجرام، وستثبت الأيام ان الدماء ستنتصر على السيف والظلم والإرهاب».
ورأى الأمين العام للتنظيم الشعبي الناصري النائب الدكتور أسامة سعد “أن الجريمة تصعيد خطير للعدوان الأميركي والإسرائيلي على المنطقة”، داعياً “لبناء قواعد التعاون بين شعوب المنطقة بما يؤمن مصالحها ويحفظ استقلالها، ويعزز قدرتها على مواجهة العدوان».
ورأى أن “هذه الجريمة إمعان من قبل أميركا في العربدة داخل العراق، وفي مواصلة العدوان ضد الشعب العراقي”، داعياً “إلى مواصلة الكفاح من أجل استكمال تحرير العراق من الإحتلال الأميركي وأعوانه”.
وإعتبر النائب جهاد الصمد، أن استشهاد سليماني ورفاقه “هو خسارة كبيرة لمحور المقاومة، وأن الجريمة التي ارتكبها الأميركيون لن يجنوا منها النجاح المطلوب، لأن روح المقاومة المتجذرة في هذه الأرض، والتي كان سليماني أحد من أسهموا في زرعها فيها، لن يستطيع أحد أن يقتلعها».
وأشار رئيس “الحركة الشعبية اللبنانية” النائب مصطفى حسين، إلى “أن الاسلوب الأميركي لم يتغير لجهة اعتماده القتل والعنف”، محذراً من “ان المنطقة لن تستقر طالما أن الأميركيين يعبثون فيها لتحقيق مكاسبهم ومصالحهم».
وتوجه النائب السابق إميل إميل لحود بالتعزية في بيان “إلى الشعوب المقاومة والحرة في العالم على خسارة قائد تاريخي هو اللواء قاسم سليماني ومن كان معه في الضربة الأميركية الغادرة».
وقال في بيان “مرة جديدة يؤكد لنا الأميركي أنه الرمز الأول للإرهاب في العالم عبر قتله أشخاصاً في دول تبعد آلاف الكيلومترات عن أرضه، وذلك بحجة محاربة الإرهاب، في حين أطلقت الولايات المتحدة الأميركية وشريكها الإسرائيلي وبعض شركائهما العرب يد الإرهاب في أكثر من بلد، خصوصاً للتآمر على المنطقة التي لولا سليماني والحشد الشعبي والجيش السوري الباسل والمقاومة اللبنانية الصامدة وروسيا الداعمة الأولى، لكان أبو بكر البغدادي وأشباهه يحكمونها ويرفعون رؤوس ضحاياهم على السهام”.
أضاف “يجب ألّا ننسى أبدًا أنه لولا مواجهة إرهاب داعش وأخواتها في المنطقة لكان عجز المسيحيون في أكثر من دولة، خصوصاً في العراق، من الإحتفال بعيد الميلاد، في حين كان يفاخر من طردهم من أراضيهم وذبحهم وسبى نساءهم بحمله السلاح الأميركي الصنع”.
أحزاب وتيّارات
وندّد المؤتمر العام للأحزاب العربية، في بيان، لأمينه العام قاسم صالح، بـ»الجريمة النكراء التي نفذها إرهاب الدولة الأميركي والتي تشكل عدواناً سافراً على أرض العراق وانتهاكاً فاضحاً لسيادتها ما أدى إلى استشهاد قائد فيلق القدس الجنرال قاسم سليماني، ونائب قوات الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس، في تطور يحمل دلالات سياسية وعسكرية خطيرة تؤكد أن الولايات المتحدة الأميركية انتقلت من الاعتماد على وكلائها من عصابات إرهابية تكفيرية لتدخل مباشرة في المواجهة، وتقوم باغتيال أهم شخصية أدت دوراً مهماً جداً في محاربة الإرهاب وإنهاء وجود تنظيم «داعش» في سوريا والعراق».
ورأى أن «الإنجازات التي حققها محور المقاومة في محاربة الإرهاب التكفيري، من جهة، والاستمرار في جبه الوجه الآخر للإرهاب ومقاومته: الكيان الصهيوني الغاصب، وجعلت الولايات الأميركية التي طردت مهزومة من العراق وانهيار مشروعها في سورية تسعى إلى الانتقام ولكنها سقطت في بحر غرورها لترتكب خطأ جسيماً من خلال عملية الاغتيال هذه».
وأكد التمسك «بما نص عليه ميثاق المؤتمر الذي يؤكد احترام سيادة الأقطار العربية ورفض أي تدخل خارجي في الشؤون الداخلية للدول ورفضنا لأي اعتداء على أي دولة»، مشدداً على “حق الشعوب في مقاومة الإحتلال بالوسائل الممكنة كافة وخصوصاً المقاومة العسكرية”.
ولفت إلى ان “محور المقاومة فقد قائداً عظيماً ارتبط اسمه بفلسطين وبمحاربة الإرهاب، لكن دماءه ستزيد ذلك المحور قوة وتماسكاً وتجعله يدرك أنه يسير بخطى واضحة هزمت الأعداء وحققت الانتصارات”، داعياً إلى “رص الصفوف وتوحيد جهود الشعوب العربية والإسلامية لإطلاق المقاومة الشعبية العارمة ضد الاحتلال الصهيو– أميركي في فلسطين ولبنان وسورية والعراق”.
وتوجه بـ”التبريك إلى قائد الثورة الإيرانية وإلى محور المقاومة والشعب الإيراني والعراقي وعائلات الشهداء الأبرار”، مؤكداً أن “جذوة المقاومة متقدة ما دام قادتنا هم الشهداء
وعقب نبأ استشهاد سليماني والمهندس صدر عن لقاء الأحزاب والقوى الوطنية والقومية في البقاع بيان اعتبر فيه أنّ “قدر الفرسان المجاهدين أن يترجلوا حيث يجب أن يكونوا في سوح الشرف ومطارح النزال وسط خطوط النار الملتهبة على درب القضية الكبرى”.
وقال “قضية حرية الإنسان أنّى كان والذود عن الأرض والسيادة الوطنية والكرامة وحق الشعوب في دفع الظلم والقهر و مقارعة الاستعمار، كذا قضى حيث تمنّى قائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني اللواء قاسم سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي أبو مهدي المهندس ورفاقهما على طريق بغداد الذي هو عينه طريق القدس وفق المنهج الصراعي المفتوح لمحور المقاومة”.
وأكد أن “هذه الجريمة النكراء التي ارتكبها ترامب بالتكافل والتضامن مع المنظومة الصهيو – رجعية تمثل أعلى درجات الهوس الأخرق، والجنون الترامبي المندرج في خانة إرهاب الدولة المنظم سيترتب عليه ادغام تلقائي للإقليم والعالم في دوامة احتراب وفوضى، يعرف مبتداها ولا تحصى نتائجها وخواتيمها وستضع حتماً المصالح الاميركية في عين العاصفة ودائرة الإستهداف”.
وشدّدت على أن دماء سليماني والمهندس ورفاقهما “أمانة في أعناق أحرار الأمتين العربية والإسلامية ولن يزيد محور المقاومة الا منعة واقتداراً وثباتاً وسيقسم ظهر المشروع الأميركي الصهيوني وإفرازاته التكفيرية في المنطقة الذي كان الشهيد سليماني طليعة المتصدين له في طول الإقليم وعرضه من اليمن إلى العراق وسورية وفلسطين وسيتحقق المشتهى في النصر والتحرير على درب القدس السليبة بألوية سليمانية ظافرة ستخرج المستعمر الأميركي من أرضنا العربية ومعه قطعان الصهاينة مدحوراً ذليلاً ومن يعش ير”.
وختم اللقاء “إن الأحزاب والقوى الوطنية والقومية في البقاع اذ تنعي الشهداء القادة طليعة النصر الآتي تتقدم بخالص التعزية والمواساة للقيادتين الايرانية والعراقية وأحرار العالم”.
ورأت “رابطة الشغيلة” أن “إقدام الإدارة الأميركية في واشنطن على هذا العدوان الغادر، هو محاولة يائسة لإرهاب محور المقاومة”، معتبرةً أن “الرد على هذه الجريمة الإرهابية، إنما هو حق على أبناء الأمة وشرفاء العالم والمقاومة الشاملة”.
ورأى أمين الهيئة القيادية في “حركة الناصريين المستقلين – المرابطون” العميد مصطفى حمدان “أن السائرين في الطريق إلى القدس بإستشهاد اللواء قاسم سليماني قد خسروا قائداً مقاتلاً باسلاً من أجل فلسطين، ولكن المسيرة مستمرة والخزي والعار لأميركا والموت لليهود التلموديين والموت لصفقة العصر والنصر لفلسطين الحرة”. فيما أكد حزب “التوحيد العربي” أن “هذه الشهادة العظيمة ستكون لعنة على الإدارة الأميركية، وستؤسس لفصل جديد من تعزيز دور محور المقاومة”.
واعتبر الأمين العام لـ”التيار الأسعدي” المحامي معن الاسعد، في تصريح “أن الاعتداء الاميركي الصهيوني السافر “تجاوز لكل الخطوط الحمر وسيفتح الباب على تطورات ومشاهد تصعيدية لا يستطيع أحد ضبط تداعياتها”.
ورأى “ان الجريمة الاميركية التي نفذت بأمر من ترامب من دون العودة إلى الإدارة الأميركية لانه يعاني من ازمة سياسية داخلية بسبب قرار عزله وهو بالتالي يحتاج الى الحرب”. وقال “إن الأميركي من جريمته النكراء يريد إبلاغ رسالة بأنه لن يسكت على هزائمه التي تزداد في المنطقة وهو لن يخرج منها إلاّ بعد إشعال الحروب والدمار وتعميم الفتن».
وحذّر أي “فريق لبناني من الإنجرار والتورط في المشروع الأميركي وأخذ لبنان إلى ما لا يحمد عقباه ولا قدرة له على التحمل”، مطالباً “بمراجعة الحسابات والعلاقات مع أميركا التي اعتادت على الغدر بحلفائها”، مؤكداً “انتصار محور العروبة والمقاومة مهما كان الثمن باهظاً والرد سيكون قاسياً على الأميركي والصهيوني».
وتوجه العلامة الشيخ عفيف النابلسي ببيان تعزية بسليماني والمهندس ورفاقهما، الشهداء، وقال “الآن فإن كل الأحرار ينتظرون الرد الآتي. ينتظرون أن تلتهب الأرض، تحت أقدام الغزاة خصوصا في العراق، فهذا البلد يجب أن لا يبقى فيه اميركي محتل، بإرادة المجاهدين من أبناء هذا البلد الغيور”.
وأعرب”تجمع العلماء المسلمين” في بيان، عن اقتناعه أن تهديد السيد الخامنئي “ليس مجرد كلام، بل سنرى آثاره قريبا وسيكون الرد مزلزلاً ولن ينتهي إلاّ بخروج قوات الاحتلال الأميركي من العراق وسورية”. ودعا “البرلمان العراقي إلى صدار قرار سريع بإنهاء وجود القوات الأميركية على الأراضي العراقية وفرض الانسحاب عليها فوراً، وإلا فإنها ستعتبر بحسب القانون الدولي والدستور العراقي، قوات احتلال خارج إرادة الشعب العراقي”.
واعتبر الشيخ الدكتور صادق النابلسي أن اغتيال سليماني مغامرة مجنونة وتصعيد غير مسبوق يستدعي الحرب ويضع الأصابع على زناد النار.
أضاف “تنطوي العملية على قرار كبير ينذر بتفجير الأوضاع في المنطقة بأسرها خصوصاً أننا نواجه مأزومين أحدهما ترامب الذي يعاني للهرب من العزل ونتنياهو الذي يحاول جهده للفرار من السجن . وكلاهما يريد الحرب لاعتبارات شخصية، ما يعني أن من اتخذ قرار اغتيال اللواء سليماني غير آبه بالمخاطر التي تسببها النتائج عنها، أو أنه غير مقدر لمخاطرها على الأمن في المنطقة والعالم”.
ورأى “أن الثمن الذي ستدفعه أميركا في العراق كبير وكبيراً جداً ، وأقل ما يمكن أن نتوقعه هو ضربة مؤلمة ، وأكثر ما نأمله هو أن يبدأ مسار ترحيل الجنود الأميركين في توابيت خشبية”. وختم “الآن نحن في مرحلة جديدة و”طابخ السم آكله”، ولا شك أن واشنطن التي اندفعت إلى أبشع أنواع الإجرام الدولي في منطقتنا ستدفع الثمن هذه المرة دماء من جنودها وتدميراً وتفكيكياً لقواعدها”.
واعتبرت لجنة أصدقاء عميد الأسرى في السجون “الإسرائيلية” يحيى سكاف، أن “استشهاد سليماني ورفاقه سيزيد من تمسك قوى المقاومة والشعوب الحرة بالنضال ضد العدو الصهيوني والإدارة الأميركية”.
وأكدت أن “الأحرار في سائر أنحاء العالم والقوى المؤمنة بالصراع مع العدو الصهيوني والرافضة للهيمنة الأميركية، ستبقى إلى جانب الشعب الفلسطيني وقضيته، وستسانده كما كان الشهيد سليماني، الذي بفضله تم تطوير قدرات المقاومين في لبنان وفلسطين وتحققت الإنتصارات المتتالية على جيش العدو الإسرائيلي”.كما ندّدت شخصيات وأحزاب سياسية وفصائل فلسطينية وجمعيات عديدة بالجريمة الأميركية النكراء.