مدسوسون في فريق الحراسة وعملية الاغتيال لم تكن أميركية فقط!
تقرير اخباري
كشف مسؤول وصف بالهام في الحرس الثوري الإيراني، عن «احتمال أن يكون هناك مدسوسون في فريق حراسة قائد فيلق القدس قاسم سليماني، وأن التحقيق في الأمر بدأ».
وجاء هذا التصريح أثناء اجتماع عقدته معه لجنة برلمانية أمس، حسبما كشف رئيس كتلة المستقلين في البرلمان الإيراني غلام علي جعفر زادة أيمن آبادي.
وأضاف أيمن آبادي أن «سليماني تعرّض ثلاث مرات على الأقل لمحاولات اغتيال على الأراضي الإيرانية، وأنه تمّ اعتقال أشخاص على صلة بذلك».
وأوضح أن «إحدى تلك المحاولات كانت على يد منظمة مجاهدي خلق»، مضيفاً أن «العديد من محاولات اغتياله في الخارج قد فشلت أيضاً».
وذكر آبادي أن «قاسم سليماني كان في مطار بغداد من دون مرافقة أو حماية»، مؤكداً أن «اللجنة طالبت بتقديم خطط مستقبلية لحماية المسؤولين».
وفي العودة إلى عملية الاغتيال والتي تمّت بطائرة مسيّرة ولا تستخدم القواعد العسكرية في العراق طائرات من دون طيار من طراز تلك التي تمّ استخدامها في تنفيذ اغتيال الجنرال قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس. في حين تصرّ «الصنداي ميل» البريطانية ومعها صحف أميركية على أن الطائرة انطلقت من قاعدة «العُديد» القطرية. فيما يبدو الترويج لهذا التفصيل ليس بريئاً خاصة إذا ما كانت معرفة مكان انطلاق الطائرة القاتلة أمراً ذا رمزية بالنسبة لحسابات الرد.
وتبدو الرواية البريطانية – الأميركية صعبة التصديق، فهناك ثلاث قواعد أميركية في المنطقة يجري فيها تشغيل طائرات «ام كيو 9 ريبر»: قاعدة «علي السالم» في الكويت، قاعدة «العُديد» في قطر وقاعدة «الظفرة» الجوية في الإمارات. وأقرب قاعدة عسكرية أميركية إلى مطار بغداد هي «علي السالم» في الكويت. والمسافة تقريباً بين المطار العراقي والقاعدة الأميركية هي 570 كيلومتراً. وباستطاعة طائرة «ام كيو 9 ريبر» قطع مسافة تصل حتى 1800 كيلومتر بسرعة قصوى 480 كيلومتراً في الساعة، أي أن الطائرة اضطرت للتحليق في أجواء مطار بغداد لما لا يقل عن 11 دقيقة، بالحد الأدنى، قبل وصول الهدف.
ما يعني أيضاً أن العملية برمّتها لم تكن لتنجح لولا وجود معلومات استخبارية على الأرض عبر عمــلاء كانوا ينسقون لحظة بلحظة مع غرفة العمليات، ومع حلفاء واشنطن الذين كانوا على علم بالعملية.
وهذا أيضاً يفترض، نظراً لآلية تشغيل وعمل الطائرة، أن المُخبر الميداني ليس شخصاً عادياً، لأن التحكم بهذه الطائرة، التي يقارب حجمها حجم طائرة تجارية خاصة صغيرة، يتم عبر فريق من جنديين، على الأقل، في استخبارات سلاح الجو الأميركي، أو من جهاز نظير له وبكفاءته، كان موجوداً في محيط مطار بغداد طوال الوقت.
وبما أننا نتحدث عن أكثر من طائرة من هذا الطراز كانت تحلق بالتأكيد أثناء تنفيذ العملية، فهذا يعني أن الطاقم الاستخباري الذي كان موجوداً على الأرض كان كبيراً، ويحتاج إلى تنسيق غير اعتيادي. فهل كانت العملية أميركية فقط؟