بعد اغتيال سليماني.. الإعلام «الإسرائيلي» يترقّب بحذر ويعلّق: السعوديون قلقون أكثر منّا وما سيعرفونه سيكون ذا أهمية لنا
قال معلّق الشؤون العربية في «القناة 12 الإسرائيلية» إيهود يعري، إن «السعوديين يشعرون بالقلق أكثر بكثير من إسرائيل»، على خلفية اغتيال قائد قوة القدس في حرس الثورة الفريق قاسم سليماني.
وأضاف يعري في مقال، أن «الرياض أرسلت خالد بن سلمان نائب وزير الدفاع وشقيق ولي العهد محمد بن سلمان، على عجلٍ إلى واشنطن، لمحاولة معرفة ما إذا كان واضحاً لترامب بالفعل ماذا ينوي».
وتابع: «ما سيعرفه خالد بن سلمان في واشنطن سيكون له أهمية كبيرة بالنسبة لإسرائيل».
ونقلت وسائل إعلام سعودية عن مصادر، أن «إبن سلمان سيلتقي في الولايات المتحدة بكبار المسؤولين في البيت الأبيض ووزارتي الخارجية والدفاع، وذلك في إطار سعي المملكة إلى بذل كل الجهود الرامية إلى التهدئة وضبط النفس».
وتترقب «إسرائيل» بحذر الردّ الإيراني على اغتيال الفريق سليماني، وفق ما ذكره الإعلام «الإسرائيلي».
من جانبه أكد رئيس الحكومة «الإسرائيلية» بنيامين نتنياهو، وقوف «إسرائيل بشكل كامل إلى جانب الولايات المتحدة في كفاحها العادل الذي يهدف إلى تحقيق الأمان والسلام وممارسة حق الدفاع عن النفس».
وتترقب «إسرائيل» بحذرٍ الردّ الإيراني على اغتيال الفريق قاسم سليماني؛ وترجمت الصحف «الإسرائيلية» مخاوفها منذ لحظة الاغتيال الأولى، بالرغم من منع الرقابة العسكرية «الإسرائيلية» نشر الأخبار المرتبطة بالاغتيال، «من أجل إبعاد إسرائيل عن أي صلة بالحدث»، على حد تعبير الخبير في الشؤون العربية يوني بن مناحم.
وهذا لا يطابق ما يقوم به رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو الذي يبدو أنه يغرد خارج السرب.. حيث قال في مستهل جلسة الحكومة الأسبوعية، «الرئيس الأميركي دونالد ترامب يستحق كل التقدير على عمله الحازم والقوي والسريع»، بحسب ما نشر على حسابه على «تويتر»، مجدداً «وقوف إسرائيل بشكل كامل إلى جانب الولايات المتحدة في كفاحها العادل الذي يهدف إلى تحقيق الأمان والسلام وممارسة حق الدفاع عن النفس»، على حد زعمه.
وتحت عنوان «مقاطعة ترامب، خطأ سليماني، ومكسب نتنياهو: 3 خلاصات من الاغتيال»، رأى الكاتب، ألوف بن، في صحيفة «هآرتس» أن «الرابح الأكبر من تصفية الفريق سليماني هو رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو».
ووفق الكاتب فإن «هذا الأسبوع كان بالنسبة لنتنياهو أسبوعاً ناجحاً، بدأ بقمع تمرّد جدعون ساعر، واستمرّ بارتداع المحكمة العليا عن بحث أهلية متهم جنائي في تأليف حكومة، ثم بطلب الحصانة الذي علّق لوائح الاتهام لمدة طويلة، وانتهى بعملية أميركية حافلة بمخاطر أعادت الوضع الأمني إلى العناوين وأقصت ملفات الفساد».
وتابع الكاتب «إذا وقع تصعيدٌ أمني، محلّي أو إقليمي، سيزداد الضغط على بني غانتس ويائير لابيد للدخول في وزارتي الأمن والخارجية تحت قيادة نتنياهو».
كما رأى «ألوف بن» أن «تحذيرات الحرب من رئيس الأركان أفيف كوخافي، التي بدت قليلاً منفصلة عن جدول الأعمال الإسرائيلي الذي ركّز على مصير نتنياهو، حازت فجأة معنىً حاسماً»، وتابع «صحيحٌ أن كوخافي خسر من سمّاه (عدوه الأكبر، سليماني)، وسيكون عليه أن يجد لنفسه منافساً جديداً، لكن من الآن سيُصغون إليه أكثر، ومطالبه المتعلقة بالميزانية ستكون أسلس في حلقوم مسؤولي المالية».
أما الصحافي العبري، ناحوم برنياع، فاعتبر في مقال كتبه في صحيفة «يديعوت أحرونوت» أن «التصفية كانت رصاصة بدء مواجهة، في نهايتها قد تغادر القوات الأميركية العراق. وخطة ترامب – لشديد السخرية – كانت أيضاً خطة سليماني»، على حد قوله.
وقال برنياع إن «إسرائيل، طبعاً، لديها خطط أخرى. في ذروة الحرب الإيرانية – العراقية اقتُبس عن رئيس الحكومة إسحاق شامير قوله: أتمنى التوفيق للطرفين. هذه المرّة إسرائيل تتمنى التوفيق لطرف واحد فقط، لكن كما حينها، تأمل أن تشاهد المواجهة من أعلى المدرّجات».
وفي مقال آخر في الصحيفة ذاتها كتب أليكس فيشمان تحت عنوان «ضربة ترامب، معضلة إيران»، «في الوقت الذي اجتمعوا فيه في طهران من أجل الاستعداد لمواجهة مع الولايات المتحدة، جمع وزير الأمن نفتالي بينيت مسؤولي المؤسسة الأمنية لعقد مشاورات في وزارة الأمن، التقدير هو أن الإيرانيين يُدركون أن ليس لإسرائيل أي دخلٍ بالتصفية في العراق. مع هذا، هناك زيادة معينة لمستوى الاستنفار في إسرائيل في التشكيلات الاستخبارية والجوية».ولفت الكاتب إلى أن «قصفاً من هذا النوع سبق وحصل في الماضي، حيث يمكن أن يقوم الجهاد الإسلامي في غزة بقصفٍ رمزي كفعل تضامن مع إيران».