بغداد تُشيّع الشهداء وتشكو واشنطن إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة.. وعبد المهدي يكشف أن سليماني كان حامل رسائل بين إيران والسعودية البرلمان العراقي يفوّض الحكومة بإنهاء تمركز القوات الأجنبية
فوّض البرلمان العراقي الحكومة بإنهاء تمركز القوات الأجنبية في البلاد ومنع استخدام أراضيها وأجوائها كمنصة لاستهداف أي دولة أخرى.
وقال مصدر في بغداد، إن البرلمان العراقي صوّت على 5 فقرات منها إلغاء طلب المساعدة من التحالف الدولي لمحاربة «داعش».
وأضاف أن النواب صوّتوا على قرار نيابي يلزم الحكومة بالعمل على إنهاء تمركز أي قوات أجنبية في البلاد ومنعها من استخدام الأجواء العراقية لأي سبب كان بالإضافة إلى حصر السلاح بيد الدولة.
وأشار إلى أن مجلس النواب صوّت أيضاً على إلزام الحكومة تقديم شكوى لمجلس الأمن ضد الولايات المتحدة عبر وزارة الخارجية.
وعقد مجلس النواب العراقي جلسته الاستثنائية برئاسة رئيس المجلس محمد الحلبوسي، وحضور رئيس الوزراء عادل عبد المهدي.
وكان رجل الدين، مقتدى الصدر، بعث رسالة عاجلة إلى البرلمان العراقي يطالب بغلق المقار العسكرية الأميركية والسفارة الأميركية وإلغاء الاتفاقية الأمنية..
وشدد الصدر، عبر حسابه في «تويتر»: على تجريم التواصل مع الحكومة الأميركية والمعاقبة عليه.
وأكد الصدر على ضرورة إسناد الجيش العراقي والقوات الأمنية بالمقاومة الوطنية المنضبطة لحماية سيادة العراق وحدوده وسمائه.
وطالب الصدر بمقاطعة المنتوجات الأميركية، داعياً الفصائل العراقية والمقاومة بالخصوص والفصائل خارج العراق إلى اجتماع فوري للإعلان عن تشكيل «أفواج المقاومة الدولية».
وأنهى زعيم التيار الصدري بالقول «وإذا لم يقم البرلمان بذلك فلنا تصرّف أكبر».
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء العراقي، أمس، إنه كان من المقرر أن يجتمع مع قائد فيلق القدس اللواء قاسم سليماني، صباح اليوم الذي استشهد فيه إثر ضربات جوية أميركية في مطار بغداد.
وأوضح عبد المهدي، خلال جلسة البرلمان العراقي لمناقشة الوجود العسكري الأميركي في المنطقة رداً على اغتيال سليماني ونائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي، أبو مهدي المهندس، إن «قاسم سليماني، كان على موعد معه ليسلّمه رسالة إيرانية رداً على رسالة سعودية أوصلتها بغداد لطهران».
وقال: «كنت على موعد مع الشهيد سليماني في الثامنة والنصف في يوم استشهاده، وكان من المقرر أن يحمل لي رسالة من الجانب الإيراني ردًا على الرسالة السعودية التي أوصلناها للجانب الإيراني للوصول إلى انفراجة في الأوضاع في المنطقة».
من جهة أخرى، وجهت وزارة الخارجية العراقية أمس، رسالتين متطابقتين إلى مجلس الأمن والأمم المتحدة تشكو فيهما الولايات المتحدة.
وقالت الخارجية في بيان، «إنها رفعت شكوى بموجب رسالتين متطابقتين إلى كل من رئيس مجلس الأمن والأمين العام للأمم المتحدة، عبر الممثلية الدائمة لجمهورية العراق في نيويورك، بشأن الهجمات والاعتداءات الأميركية ضد مواقع عسكرية عراقية، والقيام باغتيال قيادات عسكرية عراقية وصديقة رفيعة المستوى على الأراضي العراقية».
وأشارت إلى أن تلك الاعتداءات نتج عنها استشهاد نائب رئيس «هيئة الحشد الشعبي» جمال جعفر محمد (أبو مهدي المهندس)، مع ثلة من الشهداء من القيادات العراقية والصديقة، في انتهاك خطير للسيادة العراقية وبمخالفة لشروط تمركز القوات الأميركية في العراق.
وأوضحت الوزارة أن العراق طالب مجلس الأمن بإدانة عمليات القصف والاغتيال.
وكانت وزارة الخارجية العراقية، استدعت سفير الولايات المتحدة لدى بغداد ماثيو تولر، على خلفية الضربات الجوية الأميركية الأخيرة التي تعرّضت لها البلاد.
وورد في بيان الوزارة أن قرار الاستدعاء جاء «على خلفية الضربات الجوية التي تعرّضت لها القطعات العراقية في القائم، وما أسفر عنها من سقوط ضحايا بين شهيد وجريح، وكذلك الضربة الجوية التي استهدفت قيادات عسكرية عراقية وصديقة رفيعة المستوى مع مرافقيهم في الاراضي العراقية، والتي نتج عنها استشهاد نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، الشهيد جمال جعفر محمد (أبو مهدي المهندس)، مع ثلة من الشهداء من القيادات العراقية والصديقة».
وأضاف البيان أن السفير الأميركي التقى الوكيل الأقدم لوزارة الخارجية، عبد الكريم هاشم مصطفى، الذي أكد إدانة العراق «لهذا العمل الذي يمثل انتهاكاً صارخاً لسيادة العراق ولجميع الأعراف والقوانين الدولية التي تنظم العلاقات بين الدول، ومنع استخدام أراضيها في تنفيذ اعتداءات على دول الجوار».
كما شدد الوكيل على أن «ما حدث من اعتداءات يخالف ما تم الاتفاق عليه من مهام للتحالف الدولي الذي ينحصر بمحاربة تنظيم داعش الإرهابي وتدريب القوات الأمنية العراقية، بالتنسيق مع الحكومة العراقية، وإشرافها».
في هذه الأثناء، بحث عبد المهدي أمس، مع وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، تطورات الأوضاع في المنطقة والتوترات التي تشهدها.
وذكر بيان لمكتب عبد المهدي، أن «الأخير تلقي اتصالاً هاتفياً من وزير الخارجية البريطاني دومينيك راب، جرى خلاله بحث تطورات الأوضاع والتوتر الحاصل في المنطقة والتداعيات الخطيرة للمواجهة العسكرية».
ووفقاً للبيان، فإن «الوزير البريطاني أكد على أهمية إبعاد المنطقة والعالم عن مخاطر الحرب وتفادي تداعياتها وضرورة العمل من أجل خفض التصعيد واللجوء إلى الحوار للخروج من هذه الأزمة الخطيرة».
ويأتي الاتصال على خلفية مقتل نائب رئيس هيئة «الحشد الشعبي» أبو مهدي المهندس وقائد «فيلق القدس» الإيراني قاسم سليماني بضربة جوية أميركية على طريق مطار بغداد الدولي فجر الجمعة الماضي.
وشهدت العاصمة بغداد ومحافظتا كربلاء المقدسة والنجف الأشرف السبت؛ تشييعاً رسمياً وشعبياً مهيباً للقادة الشهداء، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس والفريق قاسم سليماني قائد فيلق القدس الإيراني، وبقية الشهداء الذين استهدفتهم غارة أميركية قرب مطار بغداد الدولي فجر الجمعة، وشارك في التشييع عشرات الآلاف من العراقيين يتقدمهم رئيس الوزراء والقيادات السياسية والأمنية.
وبعد إتمام المراسم في العاصمة بغداد، انتقل موكب الشهداء إلى محافظة كربلاء المقدسة، حيث أجريت مراسم تشييع كبيرة بين الحرمين الشريفين بمشاركة عشرات الآلاف، وطيف بجثامين الشهداء حول ضريحي الإمام الحسين وأخيه العباس «عليهما السلام»، وشارك في تشييع الشهداء الشيخ عبد المهدي الكربلائي ممثل المرجع الديني الأعلى السيد علي السيستاني.
ثم انتقل موكب الشهداء إلى مستقرهم الأخير في محافظة النجف الأشرف، حيث أتمت الحشود المشاركة في التشييع بمرافقة آلاف المستقبلين للمعزين زيارة ضريح أمير المؤمنين «عليه السلام»، ومن ثم جرى توديع الشهيد أبو مهدي المهندس وشهداء الحشد الشعبي حيث جرت مواراة جثامينهم الثرى في مقبرة وادي السلام في النجف الأشرف.وجرى توديع جثمان الشهيد قاسم سليماني وبعض رفاقه الإيرانيين الذين استشهدوا في الضربة الأميركية في مطار النجف الأشرف، حيث أقلتهم طائرة خاصة إلى مطار مشهد في إيران.