جهود رسمية لإعلان الحكومة خلال أيام تحسّباً لارتدادات التصعيد في المنطقة جبهة الجنوب ستبقى هادئة حالياً وحزب الله قد يردّ من سورية
محمد حمية
على رغم ترجيح أكثر من مصدر سياسي ولادة الحكومة الأسبوع الحالي، إلا أن المستجدات الإقليمية ومواقف الامين العام لحزب السيد حسن نصرالله طغت على مجمل المشهد الداخلي، وسط ترقب لانعكاسات خطاب السيد نصرالله على الواقع السياسي في لبنان والملف الحكومي والوضع على جبهة الجنوب مع فلسطين المحتلة.
وأشارت مصادر مطلعة لـ”البناء” الى أن لا تأثير للتصعيد الأميركي الإيراني ومواقف السيد نصرالله على ملف تأليف الحكومة، بل على العكس تماماً، إذ أن تصاعد التوتر في المنطقة يفرض الإسراع في تأليف حكومة، وعلمت “البناء” في هذا السياق أن الجهود الرسمية تنصب على مسارين: الأول الإسراع بتأليف الحكومة لتحصين الجبهة الداخلية والوضعين السياسي والاقتصادي تحسباً لأي ارتدادات للتصعيد العسكري في المنطقة على الداخل اللبناني، والثاني تجنيب لبنان هذه التداعيات لا سيما على الحدود مع فلسطين المحتلة. وهذا ما أشار اليه وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال جبران باسيل بضرورة “إبعاد لبنان عن التداعيات السلبية لهذا التصعيد، والحاجة الى التفاوض بدلاً من العنف، لأن الحوار يؤمن الحلول ويحفظ الأمن والاستقرار، وهما حاجة حيوية للبنان لخروجه من ضائقته المالية الصعبة”. ولمس باسيل خلال مروحة اتصالات تلقاها وأجراها مع نظرائه في عدد من الدول «تفهماً كاملاً للوضع اللبناني والحاجة إلى تجنيبه أي أضرار إضافية».
وقد رجّحت أوساط مطلعة أن تعلن مراسيم تشكيل الحكومة الثلاثاء المقبل، مشيرة الى أنه لم يعد هناك أي مانع لإعلان ولادة الحكومة بعد تذليل آخر العقد المتمثلة بالحصة السنية والدرزية وبعض الأسماء التي ستتولى الحقائب السيادية كالداخلية والدفاع والخارجية. وتوقعت مصادر نيابية في التيار الوطني الحر أن تولد الحكومة هذا الأسبوع، مشيرة لـ»البناء» إلى أن لا مشكلة مع الرئيس المكلف حسان دياب في حصة التيار الوطني الحر. فيما تحدث وزير المال علي حسن خليل عن «تقدم كبير» كاشفاً أننا «قاب قوسين او أدنى من إعلان الحكومة«، لافتاً الى أنه «لا يعنينا اسم وشكل الحكومة إنما يعنينا مشروعها القادر على بناء الثقة مع الناس، نريد حكومة تترجم الإصلاح إصلاحاً حقيقياً ولا تعتمد على الشعارات انما على الأفعال».
إلا أن التساؤلات كثرت حول تداعيات التصعيد الاقليمي على لبنان والمواجهة بين حزب الله و»إسرائيل»، وفي السياق، يؤكد الخبير العسكري والاستراتيجي الدكتور هشام جابر في حديث لـ»البناء» بأن «جبهة جنوب لبنان لن تتحرّك في الوقت الراهن لأنها الجبهة الأخطر والاكثر حساسية وهي عقدة محور المقاومة لقربها الجغرافي من فلسطين المحتلة ولأنها تشكل خطراً كبيراً استراتيجياً على أمن ووجود الكيان الصهيوني»، لكنه أكد بأن «حزب الله سيرد على أي عدوان إسرائيلي على لبنان ولن يسمح بأن تستغل إسرائيل الضربة الأميركية لتغيير قواعد الاشتباك وفرض معادلات جديدة مع لبنان»، ويرجح جابر أن يقوم الحزب بضربة للمصالح الأميركية من الارض السورية، أما سورية فلن تردّ كدولة لكن في حال توسّعت رقعة الحرب ستدخلها دمشق حتماً. ويضيف جابر بأن «لا وجود عسكري أميركي في لبنان ليقوم حزب الله باستهدافه»، مشيراً الى أن «الحزب يمتلك منظومة صواريخ متطورة ودقيقة تنتشر من البقاع والحدود السورية في القصير والقلمون امتداداً الى الجنوب اللبناني ما يمنع إسرائيل من شن حرب على لبنان».أما العميد وليد سكرية فيرى أن لبنان لن يدخل في الحرب في الوقت الحالي، لكن إذا ما توسّعت رقعة الحرب في المنطقة وبدأت عملية الردّ والردّ على الردّ سيكون جزءاً من هذه الحرب، مشيراً الى أن «فتح المعركة في العراق ستؤجّل المعركة في لبنان»، موضحاً لـ»البناء» أن العراق حسم قراره بالوقوف مع إيران بوجه العدوان الأميركي، ولهذا السبب سيركز الأميركيون على العراق واستخدام كافة أدواتهم للبقاء العسكري فيه، لكن إذا ما فشل الأميركيون في الحفاظ على مكتسباتهم في العراق فسيعودون الى الساحة اللبنانية للعبث فيها وإثارة الفوضى لحصار حزب الله».