الوطن

جريمة اغتيال سليماني والمهندس إرهاب دولة تمارسه أميركا عامر التل: الردّ سيكون مؤلماً واستراتيجياً

 اعتبر رئيس تحرير شبكة الوحدة الإخبارية في الأردن عامر التل إنّ جريمة اغتيال الفريق قاسم سليماني ونائب قائد الحشد الشعبي أبو مهدي المهندس إرهاب دولة تمارسه الولايات المتحدة الأميركية منذ سنوات طويلة. وأضاف في لقاءات مع عدد من الفضائيات والمواقع الإخبارية انّ هذه الجريمة تأتي رداً على دور القائدَين في التصدّي للتنظيمات الإرهابية التي احتلت مساحات كبيرة من الأراضي العراقية والانتصار على الإرهابيين، وبالتالي إفشال المشروع الأميركي الصهيوني في المنطقة، حيث انّ المعادلة الإقليمية والدولية تغيّرت ولم تبق الولايات المتحدة هي صاحبة الكلمة العليا في المنطقة والعالم. فالمعادلة الدولية تغيّرت وأصبحت هناك دول صاعدة ومنافسة لواشنطن في العالم مثل روسيا والصين وفي الإقليم مثل إيران.

وأكد التل أنّ جريمة الاغتيال تأتي أيضاً تزامناً مع صفقة القرن التي تعمل واشنطن والعدو الصهيونيّ وحلفاؤهما من العرب على تمريرها، حيث إنها قامت بعمليات اغتيال لقيادات في فصائل المقاومة الفلسطينية في غزة ودمشق، والآن جاء دور اغتيال رئيس هيئة أركان محور المقاومة الفريق سليماني الذي يقوم بدور فعّال في الربط والتنسيق بين كلّ أطراف محور المقاومة وتلبية احتياجات فصائل المقاومة.

وشدّد التل على أنّ جريمة الاغتيال لن تمرّ بدون ردّ مؤلم، مبيّناً أنّ علينا ان لا نستعجل الردّ وترك الأمر للقيادتين العسكرية والسياسية لتقرّرا توقيت ومكان الردّ ليكون الردّ استراتيجياً بمستوى الجريمة وأهدافها.

 وأشار إلى أنّ محور المقاومة يمتلك بنك أهداف كبيراً ليوجّه ضربته كردّ على الجريمة. فالقواعد الأميركية في العراق والخليج والأساطيل في البحار كلها في مرمى صواريخ محور المقاومة، إضافة الى أنّ «إسرائيل» أصبحت رهينة لمحور المقاومة، وأنّ هذا المحور قادر على تدمير العديد من المواقع الاستراتيجية الصهيونية وأن يدفع هذا الكيان الصهيوني تكلفة كبيرة جراء الخطوة الغبية التي قام بها ترامب بالجريمة باغتيال القائدين سليماني والمهندس.

وقال التل إنّ واشنطن لجأت الى طريقتين في تعاملها مع المنطقة بعد هزيمة مشروعها بتصنيع التنظيمات الإرهابية وشنّ الحرب على عدد من دول محور المقاومة في محاولة منها لإجبار هذه الدول على السير بنهج واشنطن نفسه، ويتجلى في نهجين: – الأول الحصار الاقتصادي لخصومها من محور المقاومة ومحور مكافحة الإرهاب، والثاني السلام الاقتصادي لحلفائها وذلك لإدماج «إسرائيل» في المنطقة من خلال المشاريع الاقتصادية المشتركة بين «إسرائيل» ودول عربية عدة، وعلى سبيل المثال لا الحصر كالتخطيط لإقامة مدينة «نيوم» في شمال السعودية ومدّ خطوط الغاز والتحالف العلني بين عدد من الدول العربية و»إسرائيل».وعن التوقعات بنشوب حرب شاملة أو محدودة، قال التل إن لا أحد يريد الحرب لأنها ستكون مدمّرة للجميع وإنّ المنطقة تتأرجح بين خيارين إما الحرب الكبرى او التسوية الكبرى التي تضع حداً للنفوذ الأميركي في المنطقة، مبيّناً أنّ محور المقاومة ومعه الحليفان الروسي والصيني غير مستعجلين حيث إنّ ترامب يسعى لتسوية ليوظفها في الانتخابات الأميركية، مشيراً إلى أنّ واشنطن أرسلت العديد من الرسائل للدخول في مفاوضات مع إيران لتجنّب الحرب، لأنّ أميركا تعرف انّ كلفة الحرب ستكون كبيرة عليها وعلى حلفائها في المنطقة، لذلك نرى الرعب عند حلفاء أميركا في المنطقة وهم في جميع الأحوال سيدفعون الثمن سواء كان هذا الثمن حرباً او تسوية، لأنّ أميركا ستدفعهم فاتورة الحرب وستبيعهم عند أيّ تسوية في حال حصولها.

مقالات ذات صلة

زر الذهاب إلى الأعلى