مفوضية الثعلة في «القومي» نظمت بالتعاون مع المركز الثقافي في الثعلة محاضرة بعنوان: «الأحزاب السياسية ودورها في التنمية ومناهضة المشاريع المعادية» الأحمد: صمود سورية في وجد الهجمة الإرهابية قلَب الموازين وأفشلَ أضخم مخطط أميركي هدفه إيقاف عجلة التطوّر في العالم
المجتمع السوري المتطوّر يحمل في طياته كلّ الحيوية السياسية
حيث استطاع أن يظهر وجهه الحضاري في مقابل الهجمة التي أراد المتآمرون أن يجعلوها طائفية
نظمت مفوضية الثعلة التابعة لمنفذية السويداء في الحزب السوري القومي الاجتماعي، بالتعاون مع المركز الثقافي في الثعلة محاضرة بعنوان: «الأحزاب السياسية ودورها في التنمية ومناهضة المشاريع المعادية»، ألقاها عضو المكتب السياسي في الحزب السوري القومي الاجتماعي طارق الأحمد، بحضور منفذ عام السويداء سمير الملحم وأعضاء هيئة المنفذية: معين مزهر، ماجد الباروكي، عفيف المهنا، نجيب الأطرش، مفوض مفوضية الثعلة رافع رحال مفوض مفوضية شقا رفعت بو حسون وفاعليات حزبية واجتماعية وجمع من القوميين والمواطنين.
استعرض الأحمد في محاضرته مجمل التحديات الدولية القائمة حالياً على الصعيد الجيواستراتيجي، وهيمنة الولايات المتحدة الأميركية على العالم، لافتاً إلى أنّ حجم اقتصاد الولايات المتحدة في أعقاب الحرب العالمية الثانية كان يقارب نصف الاقتصاد العالمي، ولكن الآن ونحن في مطلع العام 2020 يقترب اقتصادها من 15% من الاقتصاد العالمي وهذا ما رتب على الولايات المتحدة تحدّياً كبيراً جداً في مجمل صراعاتها الجيوسياسية وخاصة مع بروز قوى وأقطاب كبرى جديدة في العالم بالأخصّ الصين التي تقترب بحجم اقتصادها من حجم الاقتصاد الأميركي حالياً، لكن تسارع نمو الاقتصاد الصيني يفوق سرعة نمو الاقتصاد الأميركي وهو ما ينذر بتفوّقها قريباً على الولايات المتحدة.
أضاف: تحاول الولايات المتحدة خلق الصراعات المتنوّعة على مسارات طريق الحرير وخطة الحزام والطريق التي تعمل الصين على إنشائه وقد بدأت فعلياً بمدّه، إنْ كان في اتجاه الغرب الصيني ومنطقة شين جيانغ، أو المناطق الأخرى التي تمتدّ حتى باكستان، وهناك مشاريع إقامة مرفأ كبير في منطقة جوادر الباكستانية ينافس مرفأ دبي، إضافة إلى مدّ طريق الحرير باتجاه سورية والبحر السوري أيّ البحر المتوسط ومناطق آخرى في العالم، كلّ هذا الأمر من أجل تجنّب الاستمرار في الاعتماد على الممرات البحرية في مضيق ملقا والبحر الصيني الجنوبي الذي تتعمّد الولايات المتحدة خلق صراعات حوله لقطع الطريق على الصين ومنعها من النمو.
وتابع الأحمد قائلاً: الولايات المتحدة تدرك أنّ هذا المشروع الضخم سيحدّد مستقبل العالم، ولذلك فهي تعمل لقطع الطريق على الصين وروسيا، ومن هنا نفهم سعي واشنطن لخلق قلاقل في منطقة غرب الصين.
وبّين أنّ التكليف الأميركي لتركيا بالاستثمار بمسلحي الايغور التركستان الصينيين واستغلال التطرف الديني من أجل خلق نزاعات سواء في غرب الصين أو في منطقة إدلب وتغذيتهم وتدريبهم هو دليل على وجود سورية في قلب الصراع العالمي الكبير وعلى محوريتها في هذا الأمر، وأنّ صمود سورية أيضاً في المقابل واستطاعتها قلب الموازين كاملةً وصدّ الهجمة الإرهابية عليها كان له الدور الكبير في اعتماد الدول العظمى في العالم والحليفة مثل روسيا والصين على هذا الصمود والتحالف معها، وعندما نقرأ الأسباب الحقيقية والعملانية وليس من الناحية العاطفية لرفع الفيتو الصيني في وجه المخططات الأميركية والمشاريع الأميركية في مجلس الأمن، إضافةً إلى الفيتو الروسي والوقوف الروسي وهذا التحالف الروسي الصيني يمكن أن نفهمه من خلال هذه المقاربة لأنّ سورية تشكل عامل أساسي في إفشال أضخم مخطط أميركي يريد إيقاف عجلة التطور في العالم، وأنّ سورية تقع في قلب هذا المخطط، وأنّ سورية أيضاً هي صامدة وتستطيع الصمود وأثبتت بأنها صمدت خلال كلّ الفترة السابقة.
وأما عن دور الأحزاب في سورية فقد بيّن الأحمد أنّ المجتمع السوري المتطور والذي يحمل في طياته كلّ الحيوية السياسية حيث أنّ الأحزاب فيه قد نشأت مع بداية القرن الماضي فتأسّس الحزب السوري القومي الاجتماعي عام 1932 وثم حزب البعث العربي الاشتراكي عام 1947 إضافةً إلى الأحزاب الوطنية الأخرى، هذا المجتمع المتطور والذي تمّ تأسيس الجبهة الوطنية التقدمية عام 1972 فيه استطاع أن يظهر وجهه الحضاري في مقابل الهجمة التي أراد المتآمرون أن يجعلوها طائفية، وبالتالي انّ هذه الأحزاب ومنها الحزب السوري القومي الاجتماعي بفصيله «نسور الزوبعة» تصدّت للهجمة الإرهابية وقد قاوم الحزب السوري القومي الاجتماعي بفكره وبأدائه المدني هذه الهجمة، وبالتالي أفشل المجتمع السوري كلّ المخطط الذي رُسِم من أجل استهداف سورية، فالمجتمع السوري بنفس الوقت الذي قاوم فيها الهجمة كان يعمل من أجل التنمية التي ستحصّن المجتمع وستجعله قادراً على إفشال المشاريع المستقبلية الأخرى.
وفي نهاية الندوة كانت مداخلات لعدد من الحضور تناولت محتلف المواضيع التي تمّ التطرق اليها، وقد أجاب الأحمد على المداخلات وتحدث عن دور الحزب في سورية بالعموم وفي محافظة السويداء خصوصاً وعن «نسور الزوبعة» كفصيل رديف للجيش السوري.
كما كانت هناك مداخلة لمنفذ عام السويداء سمير الملحم تحدث فيها عن مفهوم التنمية بمفهومها العام الاقتصادي والاجتماعي والسياسي والعلمي والحاجة الى إعادة النظر في التشريعات القائمة وسنّ قوانين جديدة ومن أهمّها الدستور.
وتحدث عن دور أفراد المجتمع ومؤسساته في التطوير كمشروع وورشة عمل وطنية، وقال ما أحوجنا اليوم إلى تطبيق مبادئ الحزب القومي الإصلاحية من فصل الدين عن الدولة ومنع رجال الدين من التدخل في الشأن السياسي والقضاء وفصل السلطات واستقلال القضاء وتنظيم الاقتصاد القومي على أساس الإنتاج وإنصاف العمل لمصلحة الأمة والدولة ولتعيد لها حيويتها وجيش قوي يحميها.
وفي نهاية المحاضرة قلد المنفذ العام المواطن اسماعيل الياسين رئيس لجنة وقف البلدة وسام الصداقة الذي تمّ منحه له من قبل رئيس الحزب.