عروسةُ الفجر … قانا
} جهاد الحنفي
تفتّحَ الجرحُ قبل الوردِ يا قانا
وفاحَ فوق رُبانا السمرِ ريحانا
قانا ونيسانُ والنسيانُ ليس لنا
فنحن من يقتلُ النسيانَ نسيانا
الأبجديةُ كانت أحرفاً عدماً
على الرمالِ بليل التيهِ أزمانا
فأشرقتْ لغةً لمَّا وهبتِ لها
من روحِ أحرفِكِ الخضراءِ شريانا
قانا تنام بروحِ الله أغنيةً
وتستفيقُ حياةً في مرايانا
وتستظلُّ بعينيه فيسكبُها
رسالةَ النور: إنجيلاً وقرآنا
قانا نفتّشُ عنَّا حين نفقدُنا
فتبزغين بعتمِ الدربِ عنوانا
قانا يرتِّلُكِ الجوريُّ مبتسماً
ويستحمُّ نداه فيك جذلانا
عروسةَ الفجرِ زفِّي الضّوءَ في دمِنا
لنبصرَ اللهَ أنقى في حنايانا
حنَّاؤكِ الأبديُّ الحلْمُ لا تسَلي
من يصنعون لهذا الحلْمِ أكفانا
نراكِ في كفِّ عيسى آيةً ومدىً
وهم يرونك مُدْياتٍ وميدانا
من ذا سيقنعُ شيطانَ الظَّلامِ بأنَّا…
لا نرى الحبَّ من إحدى خطايانا
كنَّا بقانا وكانَ الموتُ يرصدُنا
من الأعالي لئيمَ النارِ غضبانا
لم نعتذرْ وكما الأيامُ تعرفُنا
أعلى من الشَّمسِ في الآفاقِ أدنانا
أرواحُنا بذرةُ الضَّوءِ الجميلِ ومَن
يعطي الحياةَ حياةَ الحرِّ إلاَّنا
لن يكسرونا فهذي العينُ شامخةٌ
تحطّمُ المخرزَ المجنونَ إيمانا
هم يعصرون عناقيداً لحقدِهمِ
ونعصرُ المجدَ في الراياتِ ألوانا
كانوا يظنون أنَّا عزَّلٌ خسئوا
أشلاءُ أطفالِنا أقوى شظايانا
قانا شقيقةَ صبرا… كفر قاسمنا
ودير ياسيننا… فلتصرخي الآنا
عدوُّنا واحدٌ وحشُ الوجودِ كفى
نردُّ سطوتَه صمتاً وخذلانا
لا تعشقُ الأرضُ إلا كفَّ ثائرِها
أن تصفعِ الموتَ هبَّ الموتُ بركانا
قانا قد انتصرت… لكنّ فرحتَها
بالنصرِ تبلغُ أقصاها بأقصانا