احتفالان تأبينيان للشهيدين سليماني والمهندس ورفاقهما: هذا عصر نهاية الوجود الأميركي في المنطقة
أقام «تجمّع العلماء المسلمين» حفل تأبين للشهيدين اللواء قاسم سليماني وأبو مهدي المهندس في مركزه في حارة حريك، في حضور السفير الإيراني محمد جلال فيروزنيا، وزير الدولة لشؤون مجلس النواب في حكومة تصريف الأعمال محمود قماطي، رئيس المجلس السياسي في حزب الله السيد إبراهيم أمين السيد، رئيس «الإتحاد العالمي لعلماء المقاومة» الشيخ ماهر حمّود، رئيس مجلس الأمناء في التجمّع الشيخ أحمد الزين، مسؤول «حركة حماس» الدكتور أحمد عبد الهادي، ممثلين عن الأحزاب اللبنانية والفصائل الفلسطينية وعدد كبير من الشخصيات الروحية.
بداية، تحدث أمين السيد، فاعتبر أن «هذه الشهادة هي دفع ورفع عظيم إلينا جميعاً، لنتحمّل المسؤولية الكبرى في المعركة الكبرى التي هي معركة مواجهة الأصيل بعد الانتصارات على الوكيل، على الأدوات التي زرعهم العدو الأميركي في أكثر من ساحة أو أكثر من جبهة، وها هو الآن يعلن الحرب على نفسه بنفسه من خلال استشهاد الحاج قاسم والحاج أبو مهدي والشهداء الآخرين».
وقال “نحن الآن أمام هذا الفاصل التاريخي وهذه المسؤولية العظيمة والكبرى جداً، ومشروعنا على هذا الأساس كان ولا يزال، لكن كانت هناك محطة فاصلة فيه وهي إنهاء السيطرة الاستعمارية الاستكبارية الأميركية وهيمنتها على منطقتنا، وبهذا المعنى مهما كان الكيان الصهيوني عظيماً، فيبقى تفصيلاً من تفصيلات هذه الحرب الكبرى”.
وختم “هذا العصر ليس عصر الولايات المتحدة الأميركية، بل عصر نهاية الوجود الأميركي في المنطقة”، مشدداً على أن “كل ما حصل في فلسطين ولبنان وسورية والعراق واليمن يأتي في سياق هذه المعركة الكبرى”.
بدوره، قال حمّود “قلنا مرات ومرات، من لم يستطع بعد 41 عاما من تجارب الثورة الإيرانية المتراكمة أن يرى فيها الإيجابيات التي يستحق أن نحترمها وأن نكون معها أو إلى جانبها بالحد الأدنى، من لم يستطع أن يرى ذلك عليه أن يعود إلى الكتاب من جديد ليدرس الإسلام من ألفه وبائه إلى يائه».
وأكد الدكتور عبد الهادي أن “المقاومة في فلسطين استطاعت ولأول مرة في تاريخ الصراع مع هذا العدو، رسم معادلات رادعة لهذا الكيان الغاصب”، متحدثاً عن دور سليماني “في دعم المقاومة في فلسطين المحتلة».
ثم القى الزين كلمة التجمّع، توجه فيها الى مرشد الجمهورية الاسلامية الإيرانية السيد علي الخامنئي والقيادات الإيرانية وإلى عائلة الشهيد سليماني والشهداء المرافقين بـ”أسمى آيات العزاء”، متقدماً من الشعب العراقي ومن المرجع الديني السيد علي السيستاني وعائلة الشهيد أبو مهدي المهندس بـ”التعازي الحارة”، وحيّا “البرلمان العراقي الذي اتخذ القرار الصائب بإخراج القوات الأميركية والأجنبية من أراضي العراق المقدسة، والتي ستتحول إلى قوات احتلال فيما لو رفضت الخروج وستكون مقاومة أسطورية تنهي وجودهم لينسحبوا أفقياً لا كما جاؤوا عامودياً”.
وقال “ننتظر القرارات التي ستتخذها قيادة محور المقاومة ونضع أنفسنا بتصرفها ونبدي استعدادنا لبذل كل التضحيات الممكنة لتحقيق هذه القرارات”. وطالب الأمة “بالتوقف عن الخلافات الداخلية والدخول في أجواء المعركة صفاً واحداً كالبنيان المرصوص”.
صور
وأقام حزب الله مراسم تأبينية ومجلس فاتحة لسليماني والمهندس ورفاقهما، في مجمع الإمام الحسين في مدينة صور، بحضور عضوي كتلة الوفاء للمقاومة النائبين حسن عز الدين وحسين جشي، القائم بأعمال السفارة الإيرانية في لبنان أحمد حسيني، وفد من الحزب السوري القومي الاجتماعي برئاسة عضو المكتب السياسي منفذ عام صور الدكتور محمود أبو خليل وقيادات من حزب الله وحركة أمل ووفود من الأحزاب والقوى والفصائل الوطنية اللبنانية والفلسطينية.
وأشار عز الدين في كلمة له إلى أنّ دماء الشهيدين سليماني والمهندس ومن كان معهما «استطاعت أن تعيد إحياء هذه الأمة مجدداً حول نهج المقاومة والقضية الفلسطينية، لأن الحاج قاسم كان لفلسطين وللعرب وللإنسانية».
بدوره، توجه جشي إلى الأميركي بالقول «لقد مضى الزمن الذي يعتدي فيه على شعبنا وقياداتنا ويفلت هذا العدو من العقاب، وبالتالي عيله أن يعلم بأن جنوده سيذوقون مرارة الهزيمة».
ورأى المسؤول التنظيمي لإقليم جبل عامل في حركة أمل علي إسماعيل أنّ «هذه الشهادة هي تأكيد على استمرار خط المقاومة، الذي سيستمر وبقوة أكبر، لأن العدو مشترك ومتمثل بالعدو الإسرائيلي والإدارة الأميركية التي اغتالت هؤلاء الشهداء القادة».
وتوجه عضو قيادة لبنان في حركة “الجهاد الإسلامي” أبو سامر موسى، إلى “الكيان الصهيوني وأميركا، بالقول “إنّ قتل الأبطال والقادة، أنتج ثورة جديدة”.
أضاف: “إننا في حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين وفصائل المقاومة في فلسطين، وقفنا مع المقاومة وسنبقى معها، وسندفع ما نستطيع من دماء حتى تحرير كل الأراضي الفلسطينية المحتلة”.
أما مفتي صور وجبل عامل الشيخ حسن عبد الله فقال “خسرنا قائداً فذاً في مواجهة الاحتلال والكيان الإسرائيلي، فالمعركة مع العدو الإسرائيلي لن تنتهي إلاّ بتحرير فلسطين والقدس”.وأخيراً، قال رئيس جمعية “منتدى الوحدة للتعاون الاجتماعي” الشيخ عادل التركي “جئنا لنؤكد أن نهج المقاومة والشهداء هو الذي أنبت وينبت نصراً وعزاً وكرامة. ونقول لهؤلاء الطغاة والإستكبار العالمي الذي استهدف كوكبة من الشهداء وعلى رأسهم القائد سليماني، بأنكم لن تفلتوا من العقاب، وأن النصر سيكون قريباً”.