الطائرة الأوكرانية المنكوبة.. ما بين اتهام غربي واستبعاد روسي
تقرير إخباري
قال الرئيس الأوكراني فلاديمير زيلينسكي، أمس، بعد اتصال هاتفي مع وزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو إن «الولايات المتحدة قدمت معلومات ستساعد التحقيق في تحطم طائرة الركاب الأوكرانية في إيران».
وقالت أوكرانيا في وقت سابق إن «البيانات التي تلقتها من الولايات المتحدة سيعكف على تقييمها خبراء»، دون تقديم تفاصيل عن طبيعة المعلومات.
وكتب زيلينسكي على «تويتر» «ممتنّ لتعازي الشعب الأميركي والدعم القيّم من الولايات المتحدة في التحقيق في أسباب تحطم الطائرة… المعلومات التي حصلنا عليها من الولايات المتحدة ستساعد التحقيق»، وقال مكتب زيلينسكي في بيان منفصل إن بومبيو سيزور أوكرانيا في وقت لاحق من الشهر الحالي. كذلك، ذكر وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، في تغريدة نشرها أمس، على حسابه الرسمي في موقع «تويتر»، أنه أجرى محادثات هاتفية مع الرئيس الأوكراني، فلاديمير زيلينسكي «للإعراب عن خالص التعازي بضحايا» الكارثة الجوية.
وأضاف بومبيو: «نقف مع أوكرانيا ونحن مستعدون لتقديم دعمنا ومساعدتنا في التحقيق الجاري».
فيما اعتبرت روسيا أنه «لا أساس حالياً لتحميل إيران المسؤولية عن كارثة تحطم الطائرة الأوكرانية قرب طهران»، مشددة على أن «أيّ محاولات لحصد مكاسب سياسية عبر هذه القضية أمر غير لائق».
وقال سيرغي ريابكوف، نائب وزير الخارجية الروسي، في تصريح صحافي أدلى به، أمس، من طوكيو، إنه «لا أساس في المرحلة الحالية للتقدّم بتصريحات صارخة» عن مسؤولية إيران عن تحطم طائرة الركاب الأوكرانية.
وأوضح ريابكوف: «أنا مقتنع بصورة عميقة أن محاولة حصد مكاسب سياسية استفادة من هذه المأساة الإنسانية المرعبة أمر ممنوع. يجب إعطاء الخبراء فرصة لتحليل الوضع والتوصل إلى استنتاجات، لكن بدء ألاعيب معينة في هذه الحالة شيء أقل ما يُوصف به أنه غير لائق».
كما أكد رئيس هيئة الطيران المدني الإيراني، علي عابد زادة، في مؤتمر صحافي أمس، أن «الطائرة الأوكرانية المنكوبة لم تُصَب بصاروخ، والطيار كان ينوي العودة للمطار».
وأضاف زادة أن «الصندوق الأسود للطائرة تضرّر، وقد نطلب المساعدة من روسيا وفرنسا وكندا»، كما دعا شركة «بوينغ» لـ»المشاركة في التحقيق بحادثة سقوط الطائرة الأوكرانية».
وقال زادة إنه «إذا كانت لدى واشنطن أو كندا دلائل تثبت إسقاط الطائرة بصاروخ فلتقدّمها».
ونفى زادة الحديث عن إسقاط الطائرة الأوكرانية بصاروخ، مشيراً إلى أن «الزعم الأميركي أو الكندي في هذا الشأن هو حرب نفسية ودعاية ضد إيران ولأجل تحقيق أهداف سياسية».
وأشار إلى أن «الطائرة تعرّضت لخلل فني قبل انطلاقها، وبعد ساعة من إصلاح الخلل أقلعت من المطار، حيث اشتعلت النيران في المحرّك بعد قرابة دقيقة ونصف».
وأضاف أن «الطيار اتصل ببرج المراقبة وطلب المساعدة، وانقطع بعدها الاتصال، وبعد ذلك انخفض ارتفاع الطائرة وانفجرت بعد اصطدامها بالأرض».
وكان فريق تحقيق من أوكرانيا وصل أمس، إلى طهران للمشاركة في التحقيقات بأسباب سقوط الطائرة.
وقال زادة إن الأمر قد يستغرق «عاماً أو عامين» لاستكمال التحقيق بشأن تحطّم طائرة شركة الخطوط الدولية الأوكرانية بالقرب من طهران مما أودى بحياة جميع من كانوا على متنها وعددهم 176 شخصاً.
واقترحت الولايات المتحدة المساعدة على أوكرانيا للتحقيق في كارثة طائرة «بوينغ» الأوكرانية التي تحطمت قرب طهران، يوم 8 كانون الثاني الحالي.
من جهته، قال رئيس حلف شمال الأطلسي (الناتو) ينس ستولتنبرغ، أمس، إن «الدفاع الجوي الإيراني ربما أسقط طائرة الركاب الأوكرانية»، وأضاف ستولتنبيرغ للصحافيين عند الدخول في اجتماع استثنائي لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي أن «من المهم أن نثبت كل الحقائق هناك… أدعو إيران إلى المشاركة الكاملة والمساهمة في تحقيق شفاف وشامل».
وتابع قائلاً «ليس لدينا سبب لعدم تصديق التقارير التي رأيناها من مختلف حلفاء الناتو، والتي أفادت بأن الطائرة ربما أسقطتها أنظمة الدفاع الجوي الإيراني».
وأوضح «لهذا السبب بالتحديد نحتاج إلى تحقيق شامل لإثبات كل الحقائق. وهذا هو بالضبط السبب في أننا يجب أن نتعاون بشكل كامل من الجانب الإيراني في مثل هذا التحقيق»، بحسب «رويترز».
وتحطّمت طائرة الركاب من طراز «Boeing 737-800» التابعة لشركة «خطوط الطيران الدولي الأوكرانية»، فجر 7 كانون الثاني الحالي، خلال تنفيذها رحلة من طهران إلى كييف عقب إقلاعها بدقائق.
ومن بين القتلى 11 مواطناً أوكرانيا (9 من أعضاء الطاقم) و82 إيرانياً و63 كندياً و10 سويديين و4 أفغانيين و3 ألمان و3 بريطانيين.ومساء أول أمس، ذكر رئيس الوزراء الكندي، جاستين ترودو، أن ثمّة معلومات استخباريّة تفيد بإسقاط الرحلة بصاروخ إيراني، ليؤكد لاحقاً رئيس الوزراء البريطاني، بوريس جونسون، إمكانية تحطّم الطائرة بسبب تعرّضها لإطلاق نار من منظومة إيرانية للدفاع الجوي عن طريق الخطأ، بينما قال وزير الخارجية الهولندي، ستيف بلوك، أمس، إن هذا الأمر «مرجّح جداً»، في الوقت الذي تنفي فيه إيران قطعياً هذه الرواية.