الجعفري يرى انتصارات سورية على الإرهاب ستُسهم في تراجع تهديده عالمياً.. وشويغو يثمّن دور القوات الروسية في إعادة الحياة السلمية صدقي المقت: أنا جنديّ للدفاع عن سورية وفلسطين.. وكما تحرّرت بدون شروط سيتحرّر الجولان
شكل خروج الأسير الجولاني الأسطورة، صدقي المقت، من سجون الاحتلال حراً ومن غير شروط العدو، حدثاً مهماً في وقت تعيش سورية والمنطقة لحظة تحول تاريخية، لحظة أربكت قوات الاحتلال الأميركي، وهي إذ تتهيأ الآن للانسحاب من أرضنا والمنطقة مكسورة بهيبتها وجبروتها وإجرامها.
والأسير الجولاني السوري المحرر، صدقي المقت، يعتبر واحداً من جنرالات الصبر، الذين أمضوا 32 عاماً في سجون الاحتلال، وها هو يقول لحظة خروجه إلى الحرية: إن فلسطين والجولان السوري أرض عربية واحدة يجب تحريرها، مشيراً إلى أن «كل ذرة من تراب الجولان غالية عليه» لكن شوقه الأكبر لقبر والدته.
وخلال توجّهه إلى مسقط رأسه مجدل شمس في الجولان السوري المحتل لفت المقت إلى أن والدته رحلت قبل أن تعيش هذه اللحظة و»كل الطرقات التي مشيناها تسأل عنها اليوم»، مضيفاً «مشتاق للذهاب إلى قبر والدتي لأقول لها أمي أنا تحرّرت».
وأكّد الأسير المحرر أن منذ هذه اللحظة هو منخرط في المسيرة النضالية للجولان المحتل، وهو «جندي في الجيش العربي السوري للدفاع عن سورية وفلسطين».
كما توجّه الأسير المحرّر إلى كل الشرفاء والأحرار في العالم بالالتفات إلى قضية الأسرى.
وأوضح أن «معاناتنا كأسرى فداء للجولان وسورية وفلسطين والشرفاء في هذه الأمة»، مشدداً على أنه رفض إعطاء أي مقابلة لإعلام العدو لأنه إعلام معادٍ نحاربه.
وتابع المقت قائلاً «لحظة تحرّري هي ملك للإعلام العربي والسوري»، و»آن الأوان لنروي الحكاية السورية للجولان المحتل».
كما رأى المقت في حديثه أن «الاحتلال لا يفهم إلا لغة القوة وأنا حرّ بفضل الجيش السوري ورسوخ موقف الرئيس بشار الأسد».
كذلك وجّه تحية للمقاومين اللبنانيين وعلى رأسهم الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
وقدّم العزاء للشعب الإيراني باستشهاد الفريق قاسم سليماني، قائلاً «نحن مدينون لدمائه».
وكان العدو الصهيوني الإسرائيلي قد أطلق صباح أمس، سراح عميد الأسرى السوريين في السجون الصهيونية، صدقي المقت، بعد 32 عاماً من الاعتقال ليعود إلى مسقط رأسه في بلدة مجدل شمس في الجولان المحتل.
وقال الأسير المحرّر في تصريح نقلته وكالة «سانا» السورية: «كما تحرّرت بدون شروط سيتحرّر الجولان بدون شروط وسأتابع مشوار النضال حتى تحرير كامل الجولان المحتل».
ووجّه الأسير المحرّر التحية لـ»أحرار الجولان العربي السوري» مشدداً على أنه عائد إلى الجولان بإرادة سورية حرة: «أهل الجولان كانوا في القلب طيلة فترة السجن ونتطلع للتحرير بهمة جميع السوريين… كنّا والأسرى الفلسطينيون معاً في معركة النضال ضد الاحتلال… ونطالب بإطلاق سراحهم فوراً».
يذكر أن المقت رفض سابقاً إطلاق سراحه المشروط من قبل سلطات الاحتلال والقاضي بإبعاده عن «الجولان السوري المحتل» ومسقط رأسه بلدة مجدل شمس، مشدداً على انتمائه لوطنه سورية وتمسّكه بالهوية السورية وحقه بالحياة في منزله وفي بلدته.
وكان الاحتلال أطلق سراح الأسير المقت في آب/ أغسطس من عام 2012 بعد 27 عاماً قضاها في معتقلات العدو الصهيوني، ولكنه أعاد اعتقاله في الـ25 من شباط/ فبراير عام 2015 إثر اقتحام منزل عائلته في بلدة مجدل شمس بالجولان السوري المحتلّ وأصدر في الـ16 من أيار/ مايو عام 2017 حكماً بسجنه 14 عاماً بعد تأجيل محاكمته الصورية عشرات المرات.
على صعيد آخر، أكد مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، أن بلاده حققت انتصارات على الإرهاب رغم الثمن الذي دفعه الشعب جراء مواصلة دول بعضها دائمة العضوية في مجلس الأمن، في دعم الإرهاب.
وصرّح الجعفري أمس، خلال جلسة نقاش لمجلس الأمن اليوم تحت عنوان «التمسك بميثاق الأمم المتحدة في سبيل صون السلم والأمن الدوليين»، بأن «الانتصارات السورية ستكون لها انعكاسات مهمة في تراجع تهديد الإرهاب على المستوى العالمي».
وأوضح أن «المجلس لا يزال رهينة لبعض الدول وبعضها دائمة العضوية فيه والتي حاولت إسقاط الحكومة الشرعية في سورية عبر الإرهاب، وسخرت آليات الأمم المتحدة لتحقيق هدفها بكل السبل بما في ذلك تزوير الحقائق على غرار ما قامت به في العراق وليبيا وفنزويلا وغيرها… وهي تحاول عرقلة عمليات الجيش السوري وحلفائه ضد تنظيم جبهة النصرة المصنف على قائمة مجلس الأمن للكيانات الإرهابية والذي يحتلّ محافظة إدلب ويعمل على جعلها مركزاً للإرهاب والتطرف».
ووجّه الدبلوماسي السوري سؤالاً للمجلس حيث قال: «لماذا يتقاعس المجلس عن تنفيذ قراراته ذات الصلة بمكافحة الإرهاب ويمتنع عن محاسبة دول تستمرّ بدعم وتمويل تنظيم «جبهة النصرة» في سورية؟ وكيف يصمت عن جريمة اغتيال الولايات المتحدة قادة عراقيين وإيرانيين كانوا يحاربون تنظيمي داعش وجبهة النصرة؟».
واستغرب الجعفري «صمت مجلس الأمن عن ممارسات العدوان والاحتلال العسكري التي ترتكبها القوات الأميركية والتركية والفرنسية والبريطانية في سورية، وصمته أيضاً عن احتلال تركيا أجزاء في شمال سورية وتهجيرها مئات الآلاف من سكانه وعدوانها على ليبيا ونقلها إرهابيين من إدلب إليها إضافة إلى تجاهل المجلس رفض عدد من الدول وفي مقدّمتها دول الاتحاد الأوروبي استعادة إرهابييها الأجانب وعائلاتهم الذين عاثوا قتلاً وتدميراً في سورية».
وبيّن مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة أن «العالم يعيش اليوم حالة استقطاب نتيجة تبني بعض الدول سياسات وممارسات باتت تهدد السلم والأمن الدوليين وتقوّض أحكام الميثاق واعتقادها أن نفوذها السياسي والعسكري والاقتصادي يمنحها حق تقرير مصائر دول أعضاء»، لافتاً إلى أن «مصداقية ومركز الأمم المتحدة وصلا إلى حالة من التشكيك قد تهدّد هذه المنظمة بمصير مماثل لعصبة الأمم التي انهارت حين لجأت تحت ضغط قوى دولية كبرى إلى شرعنة الاحتلال والعدوان وكان يُفترض بها آنذاك الدفاع عن أمن العالم واستقراره والسلام فيه».
من جهة أخرى، أعلن وزير الدفاع الروسي، أن الحياة السلمية في سورية تتحسّن تدريجياً، وأن الفضل في ذلك يعود بدرجة كبيرة إلى القوات الروسية التي تشارك في الحرب ضد الإرهاب.
وأضاف شويغو، خلال مؤتمر عبر الهاتف، أمس، أن الرئيس فلاديمير بوتين، شكر خلال الزيارة التي قام بها إلى سورية، القوات الروسية على دورها في الحرب ضد الإرهاب الدولي، ما ساهم في تحسّن الحياة السلمية في سورية تدريجياً.
وقال شويغو: «خلال المباحثات بين الجانبين الروسي والسوري، تمّ التنويه إلى أن الحياة السلمية في البلاد تتحسّن تدريجياً. وفي العديد من النواحي، تم تسهيل ذلك من خلال أعمال مجموعة قواتنا. وشكر الرئيس العسكريين الروس على الإنجاز المثالي للمهام في مكافحة الإرهاب الدولي».وأشار وزير الدفاع الروسي، أنه في 7 يناير، قام القائد الأعلى للقوات المسلحة، فلاديمير بوتين، بزيارة إلى دمشق، حيث زار، مع الرئيس السوري بشار الأسد موقع قيادة المجموعة العسكرية الروسية، ثم أجرى في دمشق محادثات مع الرئيس السوري.