بوتين وكونتي يؤكدان أهمية التزام طرفي النزاع بوقف إطلاق النار وتبادل الاتهامات بين السراج وحفتر بخرق الاتفاق
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ورئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي، في اتصال هاتفي، «أهمية التزام طرفي النزاع في ليبيا بوقف إطلاق النار»، حسبما أفاد الكرملين، أمس.
وجاء في بيان صدر عن الرئاسة الروسية أن الاتصال، الذي بادر إليه الجانب الإيطالي، تناول «تبادل آراء معمقاً» حول الوضع في ليبيا، وأن الزعيمين بحثا خلاله الجهود الرامية إلى تسوية الأزمة الليبية.
وأشار البيان إلى أن «كونتي قيّم عالياً الاتفاقات التي تمّ التوصل إليها خلال لقاء عقده الرئيسان الروسي والتركي في اسطنبول، في 8 كانون الثاني، حول وقف الأعمال القتالية في ليبيا».
وذكر الكرملين أن الطرفين شدّدا على «أهمية التزام كلا طرفي النزاع بوقف إطلاق النار المعلن اعتباراً من 12 كانون الثاني»، معربين عن استعدادهما لـ»المساهمة في التحضير لمؤتمر دولي حول ليبيا»، يزمع عقده في العاصمة الألمانية برلين.
في هذه الأثناء، اتهمت القوات العسكرية بقيادة المشير خليفة حفتر قوات حكومة الوفاق بـ»خرق وقف إطلاق النار المعلن في المنطقة الغربية بدءاً من منتصف الليلة الماضية».
لكن «الوفاق» نشرت على حسابها على فايسبوك موافقتها صباح أمس، على وقف إطلاق النار، استجابة لدعوات الرئيسين الروسي والتركي فلاديمير بوتين ورجب طيب إردوغان.
وأكد البيان الصادر عن المجلس الرئاسي لـ»الوفاق» على أربع نقاط رئيسية:
أولا: الشروع فوراً بوقف إرسال اللجان العسكرية المقترحة من الطرفين لإعداد الإجراءات الكفيلة لوقف إطلاق النار تحت رعاية وإشراف الأمم المتحدة.
ثانياً: تدعم حكومة الوفاق الوطني المسار السياسي عبر مؤتمر برلين من خلال مؤتمر وطني ليبي يضمّ جميع الأطراف والتوجّهات السياسية.
ثالثاً: تدعو حكومة الوفاق الوطني جميع الدول المعنية بالملف الليبي إلى دعم مسار الحل السلمي.
رابعاً: حقنا المشروع بالدفاع عن النفس بالردّ على أي هجوم أو عدوان قد يحدث من الطرف الآخر.
من جهتها، رحبت الأمم المتحدة بالإعلان، ودعت كلّ الأطراف إلى «الالتزام وإفساح المجال للحوار».
وكان رئيس حكومة الوفاق الليبية فايز السراج قد اشترط تراجع قوات المشير خليفة حفتر قبل وقف إطلاق النار. موقف السراج جاء خلال مؤتمر صحافيّ مع رئيس الوزراء الايطاليّ جوزيبي كونتي في روما، بعدما أعلن ترحيبه بالمبادرة الروسية التركية المشتركة للتوصل إلى هدنة.
بموازاة ذلك، دعا الرئيس التركيّ رجب طيب أردوغان ورئيس المجلس الأوروبيّ شارل ميشال إلى «خفض حدة التوتر في الشرق الأوسط». وعقب اجتماعهما في إسطنبول عبّر ميشال عن تقديره لدعوة موسكو وأنقرة إلى وقف إطلاق النار في ليبيا.
وحضرت الأزمة الليبية في زيارة المستشارة الألمانية انجيلا ميركل موسكو. ميركل والرئيس الروسيّ فلاديمير بوتين اتفقا على توحيد جهود موسكو وبرلين لتسوية الأزمة، كما أبديا توافقاً على ضرورة الحفاظ على الاتفاق النوويّ لخفض التوتر بين واشنطن وطهران.
وفي السياق نفسه، نشرت السفارة الأميركية في ليبيا بياناً كشفت فيه أنّ وفداً من كبار المسؤولين الأميركيين، التقى على نحو منفصل وزير داخلية حكومة الوفاق الليبية فتحي باشاغا والمشير خليفة حفتر في روما.
وأضاف البيان أنّ «جميع الأطراف الليبيين أكدوا أهمية التوصل إلى حلّ سياسيّ دائم للأزمة من شأنه الحدّ من الأعمال العسكرية، ورسم مسار نحو مستقبل أفضل لكلّ الليبيين».