انتشار روسي على خطوط التماس بين الجيشين السوري والتركي في الحسكة.. خروج عشرات المدنيين من مناطق الإرهابيين بريفي حلب وإدلب لافروف: الإرهابيون ينتقلون من سورية إلى ليبيا
قال وزير الخارجية الروسي في مؤتمر صحافي مشترك عقب محادثاته مع نظيره السريلانكي دينيش جوناديفاردن: «حوالي 90 % من أراضي الجمهورية العربية السورية خاضعة لسيطرة الحكومة الشرعية، وما تبقى هي بؤر للنشاط الإرهابي، في المقام الأول إدلب، حيث يفقد المتطرفون مواقعهم تدريجياً، لكن لسوء الحظ، يتحدثون مجدداً عن توجه الإرهابيين، من سورية إلى ليبيا ليواصلوا إثارة المشاكل في هذا البلد».
وكان وزير الخارجية الروسي قد وصل أمس إلى سريلانكا، وسيقوم بعدها بزيارة عمل إلى الهند وأوزبكستان.
وفي سياق متصل، ذكر المرصد السوري أن عدد القتلى في صفوف من وصفهم بالمرتزقة من فصائل «الجيش الوطني» من السوريين العملاء لتركيا، المقاتلين في ليبيا، ارتفع إلى 14 شخصاً، بعد مقتل 3 من هؤلاء مؤخراً.
وأوضح المصدر أن الثلاثة القتلى ينتمون إلى فصيل «الحمزات»، مشيرة إلى ورود معلومات عن قتلى آخرين.
وأفاد المرصد السوري بأن «المسلحين السوريين» القتلى في ليبيا وعددهم حتى الآن 14 ينتمون إلى «لواء المعتصم وفرقة السلطان مراد ولواء صقور الشمال والحمزات».
ويقول المصدر ذاته إنه حصل على معلومات مفادها أن مسلحي الفصائل الموالية لتركيا ينفذون عمليات إعدام ميدانيّة بحق الأسرى الذين يسقطون في قبضتهم خلال المعارك التي جرت قرب العاصمة الليبية طرابلس.
إلى ذلك، انتشرت عناصر من الشرطة العسكرية الروسية، على طول المنطقة الممتدة بين بلدتي تل تمر وأبو راسين في ريف الحسكة الشمالي بالتزامن مع تنفيذها دوريات عدة على طول خطوط التماس، في ريفي حلب والرقة.
وقال مصدر في الحسكة إن قافلة عسكرية روسية مكوّنة من 12 مدرعة رافقتها مدرعات تابعة للجيش السوري انطلقت من مدينة القامشلي، قبل أن تنتشر على الطريق الواصل بين بلدتي تل تمر غربي الحسكة وأبو راسين جنوب شرقي مدينة رأس العين شمالي الحسكة ولمسافة تمتد لـ 25 كم.
وأضاف المصدر أن هذا الانتشار للشرطة العسكرية الروسية يشكل حداً فاصلاً بين مواقع سيطرة الجيش العربي السوري في بلدة أبو راسين ومواقع سيطرة جيش الاحتلال التركي والمرتزقة التركمانية التابعة له في ريف أبو راسين المتصل مع ريف رأس العين.
وأوضح المصدر أن الانتشار الروسي تزامن مع خروج الدّوريّة المشتركة الثامنة بين روسيا وتركيا في مدينة عين العرب (كوباني) في ريف حلب، كما خرجت دوريّتان روسيّتان بين عين عيسى وصوامع شركراك حتّى بلدة الجلبية في ريف تل أبيض شمال الرقة يرافقها تحليق مكثف للطيران المروحي الروسي على طول خط عملها.
ويُشار إلى أن القوات الروسية تهدف من خلال هذه الإجراءات العسكرية المكثفة إلى ضمان استمرار اتفاق سوتشي، وإنهاء أي تحركات عسكرية خارج الاتفاقات والتفاهمات المبرمة مع الجانب التركي بما في ذلك الميليشيات التابعة له، وزيادة حالة الاستقرار في الشمال السوري، وضبط حالة الأمان والسلامة على طول الطريق الدولي (الحسكة – الرقة – حلب) المعروف باسم (M4).
واحتضنت موسكو، الاثنين، اجتماعاً ثلاثياً روسياً سورياً تركيا، لمناقشة الوضع في سورية، حيث مثل الجانب السوري رئيس مكتب الأمن الوطني اللواء علي مملوك.
وطالب اللواء مملوك الجانب التركي خلال الاجتماع بالالتزام الكامل بسيادة سورية واستقلالها وسلامة أراضيها ووحدتها أرضاً وشعباً، والانسحاب الفوري من الأراضي السورية كافة.
كما دعا اللواء مملوك الجانب التركي الذي مثله في الاجتماع رئيس جهاز المخابرات حقان فيدان، إلى ضرورة وفاء تركيا بالتزاماتها بموجب اتفاق سوتشي بشأن إدلب الذي توصل إليه الرئيسان الروسي والتركي منتصف شهر سبتمبر/ أيلول 2018.
من جهة أخرى، شهد ممرا أبو الضهور والحاضر أمس، خروج عشرات المدنيين قادمين من مناطق انتشار الإرهابيين بريفي إدلب وحلب إلى المناطق الآمنة التي طهرها الجيش السوري من الإرهاب.
وذكرت سانا في حماة أن عشرات المدنيين وصلوا إلى ممر أبو الضهور جنوب شرق إدلب قادمين من مناطق انتشار المجموعات الإرهابية في المحافظة حيث كان في استقبالهم الجهات المعنيّة وقدّمت النقطة الطبية خدماتها للمرضى وتمّ نقلهم بعد ذلك عبر حافلات إلى المناطق المحررة من الإرهاب بعد تأمينها بالخدمات الأساسية.
ومن جنوب حلب أفادت سانا بأنه لليوم الثاني يستمرّ توافد المدنيين إلى ممر الحاضر قادمين من مناطق انتشار المجموعات الإرهابية بريفي حلب وإدلب، حيث استقبلت الجهات المعنية العشرات منهم اليوم وأمّنت لهم حافلات لنقلهم باتجاه المناطق الآمنة.
وأقامت الجهات المعنية بإشراف الجيش السوري 3 ممرات إنسانية في منطقة أبو الضهور جنوب شرق إدلب وبلدة الهبيط بالريف الجنوبي ومنطقة الحاضر بريف حلب الجنوبي لاستقبال المدنيين الراغبين بالخروج من مناطق انتشار الإرهابيين في إدلب وريف حلب إلى المناطق التي حرّرها الجيش منالإرهاب.
واستهدفت التنظيمات الإرهابية ظهر أمس، محيط ممر الحاضر بالقذائف في محاولة يائسة لدبّ الذعر في نفوس المدنيين الراغبين في الخروج من مناطق انتشار الإرهابيين ومنعهم من الوصول إلى الممرّ لاستمرار اتخاذهم دروعاً بشرية.