– سمتان رئيسيتان لأسبوع سبق التحضير الإعلامي والنفسي له ببيانات ومقدّمات نشرات أخبار وتغريدات وحملات على وسائل التواصل لتكون مليونية الغضب، الأولى هي غياب الحشود المرتقبة باعتراف المنظمين والثانية هي انقسام الحراك إلى مجموعات منظمة تولت أعمال شغب نصفها استهدف قطع الطرقات ونظر لها بصفتها عملاً ثورياً ونصفها الثاني استهدف تفجير غضب الناس والمودعون منهم خصوصاً بوجه المصارف والمصرف المركزي وانتهى بأعمال شغب.
– الانقسام يظهر للمرة الأولى باتهامات سياسية بين القوى المنظمة. فخرج قاطعو الطرق يتهمون حزب الله بالوقوف وراء الحملة على مصرف لبنان ومنحوه فرصة نيل تصفيق الناس الموجوعة من سياسات المصارف ومصرف لبنان وتصفيق الذين قهرهم قطع الطرقات وتبنت القنوات التلفزيونية التي واكبت بصورة موحدة الحراك مشهد الانقسام بشن قناة أم تي في حملة على مهاجمي مصرف لبنان والمصارف، بينما دافعت الجديد عنهم ووقفت ال بي سي في منتصف الطريق.
– الناس في مكان مختلف كانت عملياً رغم وجودها القريب عاطفياً ونفسياً من الذين اعتصموا أمام مصرف لبنان لولا أحداث الشغب وتكسير المحال التجارية، لكن الناس فعلياً لم تعد تثق بأن الشارع سيجلب حلاً وصارت تخشى الانزلاق الى الفوضى والتوظيف السياسي. واكتشفت أن القوى السياسية الطائفية ليست في السلطة فقط، بل هي قادرة على ركب موجة الشارع والنجاح بدفعه للانقسام والتموضع على ضفاف الانقسام وفي حال الفوضى يصير الانقسام الطائفي مصدراً للقلق والخوف.
– الناس بغالبها تريد تسريع مساعي تشكيل الحكومة وتتمنى أن يكون غضبها حاضراً في هذا التسريع لتتخطى قوى الغالبية والرئيس المكلف التناقضات والتعقيدات لتولد حكومة مقبولة قادرة على ملء الفراغ وفعل أفضل ما يمكن لمواجهة الأزمة، ولهذا لم تلق الدعوة للاعتصام أمام منزل الرئيس المكلف قبولاً ولا حماسة من الناس. فجاءت الحشود هزيلة وكان الهتاف والخطاب متدنياً.
– أسبوع الغضب الحقيقي كان صامتاً وفي المنازل.