لقى فينيقية في حفريات علمية حول الأهرام عمرها 4500 عام
جرى دراسات عدة في موقع الجيزة حيق تقع الأهرام، بينها دراسة قام بها فريق من علماء الآثار من بولندا على مدار الثلاثين عاماً الماضية، على أصغر الأهرامات الثلاثة، وهو هرم منقرع، الذي بني كمكان للراحة الأبدية للفرعون منقرع.
وكان فريق العلماء مفتوناً بحياة الطبقة العاملة في مصر القديمة، والتي رفعت الهرم منذ نحو 4500 عام.
ففي ذلك الوقت، كانت المناطق المحيطة بالهرم تعجّ بالنشاطات والمنشآت والمجمعات السكنية لآلاف البنائين والعمال المكلفين بإنشاء الهرم.
وأسفرت الاكتشافات الأثرية في المنطقة عن كنوز من المعلومات حول الهندسة المعمارية لمصر القديمة وكذلك عن الحياة اليومية والكشف عن أسرار الحياة المصرية.
ومن بين هذه الاكتشافات، على وجه الخصوص، تلك التي ألقت الضوء على كيفية تفاعل التسلسلات الهرمية في المجتمع المصري مع بعضها البعض منذ آلاف السنين.
ووفقاً لآنّا وودزينسكا، من معهد الآثار في جامعة وارسو، فقد ظل العلماء يبحثون لسنوات عديدة عن شظايا من الأواني الخزفية والأطباق المصنوعة في مصر.
وعلى الرغم من أن القطع الأثرية بحد ذاتها قد لا تبدو مهمة، فقد وجد الفريق أنها صنعت على بعد آلاف الأميال، في فينيقيا.
وأوضحت وودزينسكا: «بفضل التحليل المتخصص للمواد الخام المستخدمة في صنعها، توصلنا إلى أنها لم تكن محلية، ما يعني أنه تم استيراد الأطباق».
وبحسب عالمة الآثار، فإنه حتى قبل 4500 عام، كان الفراعنة يستوردون العديد من المواد الخام والسلع الفاخرة من الخارج.
وكان لدى المصريين القدماء إعجاب تجاه خشب الأرز الفينيقي الذي كان يستخدم لبناء قوارب مصرية، وأشارت الدكتورة وودزينسكا إلى أنه: «من ناحية أخرى، فإن هذه السفن التي اكتشفت أيضاً في الجيزة، كانت تستخدم لنقل زيت الزيتون أو الصمغ أو النبيذ أو زيوت الأرز إلى مصر».
لكن الأطباق والأواني الفخارية المستوردة من فينيقيا إلى مصر كانت على الأرجح بعيدة عن متناول الطبقات العاملة في مصر، حيث أوضحت وودزينسكا: «هذه الأنواع من المنتجات ذهبت إلى كبار المسؤولين والمواطنين الأثرياء، وبعد استخدام المنتج الذي تحتويه (الزيت أو النبيذ)، تكتسب الأواني حياة جديدة.. لقد دخلت في دورة حياة ثانوية، وبالتالي، فإن هذا يفسر وجودها بيد أدنى القوى العاملة».
وتابعت وودزينسكا: «لقد كانت ببساطة أطباقاً جيدة الصنع يمكن استخدامها في شؤون يومية متنوّعة».
(إكسبرس)