حفتر لا يقبل التفاوض بحضور الأتراك والسراج سيشارك في مؤتمر برلين باريس وبرلين تعوّلان على حل سياسي حاسم وليس هدنة فقط
ذكر وزير الخارجية الفرنسي جان إيف لو دريان أمس، أن «الجهود التي تبذلها روسيا للتوسط في وقف لإطلاق النار بين الأطراف المتحاربة في ليبيا لم تكن حاسمة»، وحثّ جميع الأطراف، بمن فيها الداعمون الأجانب، إلى «دعم وقف لإطلاق النار قبيل محادثات رئيسية يوم الأحد المقبل».
وقال لو دريان أمام جلسة برلمانية أمس، «لا يمكن الخروج من هذا المأزق سوى بعملية سياسية، ولن يكون هناك حل عسكري… أُعلن وقف لإطلاق النار. ساد الهدوء، لكن المناقشات في موسكو لم تكن حاسمة وعلى كل طرف احترام الهدنة لأن ذلك ضروري لمؤتمر برلين يوم الأحد».
وأنحى باللائمة على «تركيا»خاصة في خطواتها العسكرية الحديثة مع السلطات في ليبيا، قائلاً إنها «انتهاك واضح لحظر السلاح الذي تفرضه الأمم المتحدة». بدوره، قال المتحدث باسم الخارجية الألمانية راينر برويل أمس، إن بلاده تأمل أن تجعل «كل اللاعبين الدوليين يستخدمون نفوذهم للدفع من أجل إحراز تقدم في محادثات السلام الليبية»، واضعاً «طموحات لمؤتمر سلام تستضيفه برلين يوم الأحد».
وأضاف المتحدث أن «الهدف أوسع من مؤتمر موسكو، الذي كان يهدف إلى التوصل إلى وقف لإطلاق النار».
وأحجم المتحدث الألماني عن تقديم قائمة محددة بالمشاركين في مؤتمر برلين، ولم يستطع تأكيد ما إذا كان فائز السراج رئيس حكومة الوفاق الوطني وخليفة حفتر قائد قوات شرق ليبيا (الجيش الوطني الليبي) سيحضران القمة يوم الأحد، لكنه قال إن «الدعوات وجدت أصداء جيدة لدى المدعوين».
فيما ذكرت الرئاسة التركية أمس، أن «الرئيس رجب طيب أردوغان بحث في اتصال هاتفي مع نظيره الأميركي دونالد ترامب التطوّرات في ليبيا»، وذلك قبل أيام من قمة في برلين ستتناول الصراع الليبي.
وفي الداخل الليبي، أكد مصدر عسكري مقرب من قائد «الجيش الوطني الليبي»، المشير خليفة حفتر، أنه لا يقبل التفاوض مع حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج، «بحضور الأتراك والأجسام غير الشرعية».
وقال المصدر، في تصريحاته أمس، إن «الهدنة لوقف إطلاق النار مقبولة من حيث المبدأ لدى قيادة الجيش الليبي، لكن ليس التفاهمات والمفاوضات بحضور الأتراك والأجسام غير الشرعية المتمثلة في مجلس نواب طرابلس (الموازي لمثيله في طبرق) والمجلس الأعلى للدولة».
وأضاف المصدر: «الحراك الجديد الذي أشاهده هو أن الجيش والشعب الليبيين يملكان أوراق اللعبة والاتجاه لغلق الحقول النفطية ووقف تصدير النفط حتى إيجاد آلية لحكم ليبيا وعدم استعمال أموال النفط في قتل أبناء الليبيين وجلب مرتزقة بأموال النفط، وهذه الورقة ستلعب في الأيام المقبلة».
ورداً على سؤال حول المهلة التي أعلنت عنها وزارة الدفاع الروسية وطلبها حفتر، أي 48 ساعة للتشاور مع القبائل الليبية حول اتفاق وقف إطلاق النار في طرابلس، قال المصدر: «لن يكون هناك اجتماع مع القبائل، فشيوخ القبائل فوّضوا القيادة العامة للجيش بالعمل العسكري».
وأعلن كل من «الجيش الوطني الليبي»، الذي يشنّ عملية للسيطرة على العاصمة طرابلس منذ 4 نيسان 2019 لـ»تطهيرها من الإرهابيين»، وحكومة الوفاق، المتمركزة في المدينة، التزامهما بوقف إطلاق النار اعتباراً من منتصف ليل 12 كانون الثاني الحالي، استجابة لمبادرة تقدم بها الرئيسان الروسي فلاديمير بوتين، والتركي رجب طيب أردوغان.
في حين أكد حسن الهوني، المستشار الإعلامي لرئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، فايز السراج، أنه «سيشارك في مؤتمر برلين حول تسوية الأزمة في ليبيا». وقال الهوني أمس، «رئيس الحكومة تسلّم الدعوة من ألمانيا للمشاركة في مؤتمر برلين. وهو سيشارك. وقد بحث الموضوع صباح أمس مع وزير الخارجية الألماني».
وأعلنت الحكومة الألمانية، الثلاثاء الماضي، أنها وجهت دعوتين لكل من رئيس حكومة الوفاق الوطني الليبية، وقائد «الجيش الوطني الليبي»، المشير خليفة حفتر، للمشاركة في مؤتمر برلين الدولي حول ليبيا، الذي سينعقد يوم 19 كانون الثاني.
وأكد مصدر في «الجيش الوطني الليبي»تلقي حفتر دعوة رسمية من ألمانيا للمشاركة في مؤتمر برلين، مشيراً إلى أنه لم يرد عليها بعد.
ولاحقاً، استضافت موسكو، يوم 13 كانون الثاني الحالي، محادثات مكثفة بمشاركة وزراء الخارجية والدفاع لروسيا وتركيا وكل من حفتر ورئيس حكومة الوفاق الوطني المعترف بها دولياً، فايز السراج، حول اتفاق يحدّد شروط الهدنة.
ووقع السراج على الوثيقة، فيما طلب حفتر وقتاً إضافياً لدراسة الوثيقة، مصرّاً على عدم انسحاب قواته من ضواحي طرابلس ووقف دور تركيا في المفاوضات نظراً لدعمها الطرف الآخر.