الأمير قاسيون..

وضعوه على رصيفٍ وانتظروا..

مرّت غابة سنديان في طريقها إلى التّسوق،

تسلّلت سنديانةٌ منها..

نظرت إليه،

ورَجِعَت به إلى جبل السنديان!!

وكان حوار..

الجبل: هل أنت ممّن تطلق عليهم كلمة بشر؟

هو: نعم ولكن سرقوا حرف الباء منها..

الجبل: إذا أنت شرٌّ علينا..

كأنك اليوم ممن يحرثون الغابات في العالم!!

هو: لا. لا لست كما تصفون،

ثم لاتصدّقوا أن الغابة تحترق تلقائيّاً،

وإنما الانسان يمنع عن نفسه الغابة كأحد أرحام الطبيعة التي بفقدانها يفقدون إحدى مقوّمات الحياة

(مصانع الحياة من الأوكسجين)

فما كانت تتكاثر به الكائنات إلى ماوَسِعَتْه الغابة فصارت تتقالل بفقدانه إل ماوَسِع العدم!!

الجبل: أأنت إذا من الحكماء؟

هلاّ أرشدتنا مايجب علينا فعله لكي نسلم من احتراق الحياة.

إنّنا نحن السنديانيّين من آباء وأمهات وأبناء وبنات كنا ومنذ الأزل أصدقاءكم،

فبيوتكم الأولى كانت تَتَسقَّف منّا، ومعظم أدواتكم ومن البيت إلى الأرض كانت منّا..

وحتى كنتم تتفاخرون أنكم أقوياء وصامدون كسنديان.

هو: أيها الجبل عمت صباحاً وجمالاً..

آسف أن أقول إن مجتمعي في طريقه إلى العدم وأرجو ألاّ تعيدوني إلى آكلة لحوم البشر الذين هم من كوارث فطرة الطبيعة،

ولَعلّي اليوم عندكم أكون آدم لسلالة سنديانية جديدة مما لايأكل بعضه بعضا،

الجبل: لاتكن إذاً لدينا كما كنت لدى الأمير قاسيون،

فمغارة الدم تشهد بذلك..

هلاَّ محوتَ الدّم وجعلت من المغارة سلالة إكسيرٍ وماءٍ وخلود لدمشق ومع معها؟!

هو: بلى سأكون ذلك ثم سأطير إلى الأمير قاسيون لأردد معه ومنه أغنية الزمان:

من قاسيون أطلُّ ياوطني

فأرى دمشق تعانق السُّحبا

د. سحر أحمد علي الحاره