ورد وشوك
هنا تفلت وهناك انضباط… هنا فوضى وهناك انتظام… هنا محاسبة وهناك انتشر فن إيجاد الغطاء… بين هنا وهناك تباين لا يُطاق وكأن للمسموح والممنوع جداول أعدّت وكتبت بسطور يراد إحقاق ما وراءها سواء كان حقاً أو كان افتراء.
والدائرة مازالت باتساع تتزاحم داخلها دوائر ترسم بأيدي مبتدئين اعتمدوا مبدأ اللف والدوران وقلب الأدوار تيمناً بمن سبقهم في هذا المضمار…
غريب ما يحصل في هذا الزمان. فالمسموح والممنوع على كل الأصعدة وفي مختلف الساحات مفهومان ما عاد يحكمهما مبدأ الثواب والعقاب، بل مَن امتلك القدرة على الإقناع بصحة مبدأ تبادل الأدوار وذلك نظراً للضرورات التي غالباً ما تكون رهينة للعرض والطلب بعيداً عن المبادئ والأعراف التي سادت في يوم من الأيام. رحمه الله وطيب ثراه
هنا بالذات تذكرت قصة دبّ عاطل عن العمل تقدم في إحدى الغابات لشغل وظيفة أرنب. وبعد قبوله بأيام لاحظ أن في الغابة أرنباً تعين بدرجة دب ويحصل على راتب ومخصصات وعلاوة دب بينما يحصل هو على مخصصات أرنب…. على إثرها تقدم الدب بشكوى إلى مدير الإدارة التي شكلت بدورها لجنة من النمور للنظر في الشكوى. طلبت اللجنة من كل من الدب والأرنب التقدّم بأوراقه ووثائقه وبعد الفحص والتمحيص جاء قرار اللجنة بعدم إحداث أي تغيير لأن الدب أرنب والأرنب دب بكل المقاييس والدلائل… الغريب أن الدب لم يعترض على القرار ولما سئل عن السبب أجاب: كيف أعترض على قرار لجنة النمور التي تشكلت من مجموعة حمير وكل أوراقهم تقول إنهم نمور!….
قصة من الأدب الغربي تفيد أن الإنسان مذ بدء الخليقة وباختلاف الزمان والمكان هو بحرب دائمة مع مجتمعه ومحيطه المدني تفوق بحدتها وتأثيراتها الحروب العسكرية والسياسية والاقتصادية. والغلبة فيها دائماً لمن كانت لديه القدرة على تقدير خسائره مقابل بلوغ وتحقيق الانتصار ومدى استعداده لتقديم التنازلات وتبنيه مبدأ قلب المعادلة مع الذات.
رشا المارديني