«عشق الصباح»
ذات ليل كابدني الحنين إليك..
كنت أقف في الشرفة الشمالية المطلة على حاكورة الليمون أرقب القمر وهو يلقي فضته على زرقة البحر..
شاغلني طيفك، لبرهة،توهمت ان بريق لاح من الشرق حتى أنار وهجه الغرب على اتساع البحر..
وتبين وجهك عن:»لون خمري لا سمار، ولا،بياض «..
رحت كناسك متعبد مرتلاً:»وجدي قديم وغرامي أولُ».
تركت فنجانها المقلوب على حواف الشرفة وقالت:ما الغرام..وما الوجد الأولُ..؟
قلت:لستُ من زمن «العرافات والمنجمين «..ولكن لي بعض قراءاتي:
– الغرام والوجد هما:العشق النقي «يلي «أشف من قطرات الندى على ورق الورد الجوري في الصباح..
والشوق أشف من الأرجوان حين تلقيه الشمس على وجه البحر فيهدأ بسكينة الغروب..!
– «العشق أصل..والشوق فرعهُ «..
وكي يتصل المتشوق كحالي بالمعشوق كما هو..على المشتاق أن يُنقي نفسه ويتخلص من
– الداء الدفين..الشك والحقد والأنانية «واغتياب الآخرين» ويخرج من داخله كل «الأدران السيئة»
فيرى وجه «الحبيب» كما يحب أن يراه..!
قالت: وما أنا…؟
للحظة ظننت ان ريح الخريف فجأة داهمت الحاكورة..ارتعشت أغصان الأشجار وبدت أشجار الرمان عارية كغريب في أرض قفرة. في تلك اللحظة من زمن الصمت،كان سرب حمام يمرّ على الشرفة حيث
«لا قمر في جهة الشمال ألاك « وتضاحكت نجمتين من تهيؤاتي وخيالاتي..ظننت ثغرك فتر عن ابتسامة توسعت حتى صار وجهك يشبه بدر الليالي المقمرات..سجدت كلماتي في «محبرو ذاكرة الأيام»..
سبع من العشق ظمآن لرشفة من بنت عنقود…؟!.
حسن إبراهيم الناصر