… و«صار الوقت» أن نتصارح يا شيخ سامي !
يكتبها الياس عشي
تابعت ليلة أول أمس برنامج «صار الوقت» للإعلامي مارسيل غانم، فتخيّلت نفسي، وأنا لا أبالغ، أنني في محكمة عُقدت خصّيصاً لمحاكمة الجيش السوري وحزب الله، وإعادة الاعتبار للكيان الصهيوني والتكفيريين، لا سيما عندما تناول النائب سامي الجميّل هذين الموضوعين!
اسمح لي يا حضرة النائب أن أعود بك إلى الوراء بضع عشرات من السنين…
أولاً: يا أستاذ سامي، قبل ولادتك بخمس سنوات توجه جدّك الشيخ پيار الجميّل برفقة الرئيسين كميل شمعون وسليمان فرنجية إلى دمشق، والتمسوا من الرئيس حافظ الأسد إرسال الجيش السوري إلى لبنان ليفكّ الحصار عن بعض المدن والقرى اللبنانية (حدث ذلك قبل تشكيل قوات الردع العربية). ولن أدخل في التفاصيل… عد إلى من عاش تلك المرحلة، واسأل.
ثانياً: قلت إنّ الجيش السوري قتل اللبنانيين. بالله عليك اخرج من هذه العناوين.
إنّ عدد الضحايا الذين قُتلوا في إهدن، وفي الصفرا، وفوق جسر المعاملتين، وفي قانا، وفي جبيل، وفي الجنوب، وفي… وفي… هم أضعاف أضعاف من قتلوا في حرب مواجهة مع جيش كانت مَهمّته إعادة النظام إلى دولة كانت تقف على حافة الهاوية.
ثالثاً: متى شهَر حزب الله سلاحه في وجه اللبنانيين؟ اللهمّ إلا إذا كنت تعتقد أنّ الصهاينة هم لبنانيون أو أصدقاء للبنان! حتى العملاء الذين تركتهم «إسرائيل» وراءها عند هروبها من لبنان، سلّمتهم المقاومة إلى السلطات اللبنانية.
رابعاً: ولا أظنّك عاتباً على حزب الله لمواجهته التكفيريين الذين كانوا يخططون للقضاء على كلّ معالم المجتمع المدني الذي تتحدثون عنه ليلَ نهار، وتبتلعون حبوب الطائفية في الغرف المغلقة.
خامساً: ثمة شيء قلتَه وأعادني للثمانينات من القرن الماضي، السنوات التي كان فيها والدك الشيخ أمين الجميّل رئيساً للجمهورية، قلتَ لطارقَ أحدِ المشاركين في البرنامج: لماذا لا يسلّم حزب الله السلاح إلى الجيش اللبناني؟ سؤال كان في محله لولا ما حدث عندما تسلم الجيش اللبناني صفقة أسلحة، وكان قائد الجيش العماد ابراهيم طنوس، وذهبت الصفقة إلى مكان آخر.
وأخيراً… المشكلة الرئيسة لدى هذا البرنامج، في نوعية الحضور: أصوات عالية، منابر خطابية، معلومات فيسبوكية، ضحالة في التاريخ، انتقائية، طغيان الجماهيرية الطائفية…