في استعراض حصيلة عمل الخارجية الروسية.. لافروف: العقوبات الأميركية منافسة غير عادلة.. وعلى إيران ودول الخليج الجلوس إلى طاولة المفاوضات
عبّر القائم بأعمال وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف عن اعتقاده بأن «الوثائق الختاميّة لمؤتمر برلين بشأن ليبيا، المقرّر غداً، قد جرى التوافق حولها عملياً.
وقال لافروف في مؤتمر صحافي موسّع عقده أمس، في موسكو لاستعراض حصيلة عمل الخارجية الروسية خلال عام 2019:
«لقد دعمنا مبادرة عقد مؤتمر برلين من البداية. فكلما زاد عدد الدول التي تريد مساعدة الليبيين على تهيئة الظروف لحل أزمتهم، كان ذلك أفضل … شاركنا في جميع الاجتماعات التحضيرية الخمسة. وفي اعتقادي، فإن الوثائق الختامية الآن متفق عليها عملياً».
وشدّد على أن هذه الوثائق «تتماشى بشكل كامل مع قرارات مجلس الأمن الدولي بشأن التسوية الليبية».
وتابع لافروف: «الشيء الأهم في مرحلة ما بعد مؤتمر برلين، إذا سارت الأمور على النحو المخطّط له، ودعم مجلس الأمن في نهاية المطاف مؤتمر برلين، هو ألا تكرّر الأطراف الليبية أخطاءها الماضية ولا تبدأ في طرح شروط إضافية، وإلقاء اللوم على بعضها البعض».
وقال: «حتى الآن تبقى العلاقات بينهم متوترة جداً، وهم يرفضون حتى الحضور في غرفة واحدة، ناهيك عن محاورة أو مقابلة بعضهم».
وشدّد لافروف على «أهمية أن تستمر الأطراف الليبية في الالتزام بالهدنة التي تم التوصل إليها، وأكد مشاركته في مؤتمر برلين»، مضيفاً أنه «يعتزم عقد اجتماع مع نظيره الإيطالي لويجي دي مايو قبل انطلاق أعمال المؤتمر».
وتطرّق لافروف خلال مؤتمره الصحافي إلى عدد من الملفات الإقليمية، بينها الأزمة السورية والتوتر حول إيران، إضافة إلى قضايا الأمن العالمي.
واعتبر الدبلوماسي الروسي، أن «العقوبات الأميركية ضد خط الغاز (التيار الشمالي 2) بأنها مثال صارخ على المنافسة غير العادلة».
وقال لافروف: «إن عدم الثقة في السياسة العالمية والاقتصاد يتفاقم بسبب الاستخدام الواسع النطاق لأساليب المنافسة غير العادلة مثل العقوبات الأحادية الجانب والحمائية والحروب التجارية. ومن بين الأمثلة الفظيعة الأخيرة، سأذكر المحاولات الأميركية لإعاقة تنفيذ مشروع (التيار الشمالي 2)، وهذا على عكس رأي دول الاتحاد الأوروبي الرائدة». واعتبر أن «الولايات المتحدة وروسيا لم تحققا النتائج المرجوة في اجتماع فيينا حول الاستقرار الاستراتيجي، لكن الحوار مستمر».
وأضاف لافروف «سنعمل جاهدين لضمان عدم بقاء عالمنا دون اتفاقات، خصوصاً في ما يتعلق بالسيطرة على الأسلحة وخاصة النووية، وقضايا عدم انتشار أسلحة الدمار الشامل».
كما دعا لافروف، إيران ودول الخليج إلى «الجلوس إلى طاولة المفاوضات»، مشيراً إلى أن «هذه الدول تتفهم الحاجة لذلك».
وقال لافروف: «مع الأسف، التناقضات عميقة جداً بين بعض دول الخليج وإيران. خلال اتصالاتنا مع المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ومع الإيرانيين أنفسهم، أيّدنا بدء الحوار بينهم».
وأشار لافروف لـ»وجود تفهّم لدى جميع الأطراف لضرورة حدوث ذلك»، قائلاً: «هناك تفهّم لذلك، لكننا لم نستطع حتى الآن إقناع أصدقائنا ببدء العمل».
وأتت تصريحات لافروف خلال المؤتمر الصحافي السنوي لوزارة الخارجية الروسية الذي يقيمه الوزير لافروف في موسكو.
وتطرّق لافروف في تصريحاته إلى عدد من القضايا الدولية والعالمية، كقضية العلاقات الإيرانية الخليجية، والملف النووي الإيراني والدور الروسي بشأن الاتفاق النووي، والتصعيد الأخير بين إيران وأميركا، ومعاهدة «ستارت» مع الولايات المتحدة، والعلاقات الهنديّة الروسيّة، وعن الأزمات الليبية والسورية واللبنانية وغيرها من القضايا.