سباق سلحفاة الشارع وأرانب الحكومة…؟
} علي بدر الدين
لم يعد تأخير تشكيل الحكومة وحده مصدر قلق اللبنانيين، مع أنه بمثابة حجر الرحى لإنقاذ الوطن وفكّ أسره من براثن الطبقة السياسية القابضة عليه منذ عقود والممسكة بكلّ مفاصل الدولة ومقدراتها، وبالشعب وحقوقه من دون ان يرفّ لها جفن أو تصحو ضمائرها وإنّ متأخرة… بل
انّ الخشية هي من تمدّد كرة نار الشارع التي التهبت في بيروت، وإذا لم ينجح الإطفائيون من أهل السياسة في إخمادها فإنها ستلتهم الأخضر واليابس وتنفث شرار الفتن والدسائس لاصطياد الاستقرار ونشر الفوضى وربما العودة الى صراعات الشوارع والأزقة بشعارات حقوق الطوائف والمذاهب وستطيح بالحكومات والسلطات والمناصب، بل أكثر ستزيد من سعير النار في هشيم الخلافات المتراكمة والمزمنة، ولم يعد ينفع الندم ولا نداءات الاستغاثة ودعوات الاحتكام إلى العقل والوعي وتجنيب البلاد المزيد من الخضّات والأزمات ولا تبادل الاتهامات وتحميل المسوؤليات واحتدام المواقف لأن لا جدوى منها بعد خراب البصرة وسقوط هيبة الدولة.
انّ مسوؤلية هذا السقوط المدمّر تقع على الطبقة السياسية وحكوماتها المتعاقبة التي تخلت عن أمانة هذه المسؤولية وتفرّغت لبناء ذاتها بدلاً من بناء وطن العدالة والمؤسسات ومن أجل طغيان نفوذها وتراكم ثرواتها واستمرار إمساكها بالسلطة وتطويع الأنظمة والقوانين لخدمة مصالحها.
ما يعانيه اللبنانيون من أوضاع اقتصادية ومالية وخدمية ومعيشية هي من صناعة هذه الطبقة الفاجرة التي انتهجت قاعدة «أنا أو لا أحد» و»من بعدي الطوفان» وليغرق الشعب في فقره وجوعه وضياع مستقبل أبنائه، والشعب يتحمّل أيضاً مسؤولية إعادة إنتاجه لهذه الطبقة، ويبدو انه لا يزال يعشق جلاديه على الرغم من إمعانهم في سلب حقوقه ومن أهمّها حقه في حياة حرة وكريمة.
إنّ مشهد المواجهات الأمنية في شوارع بيروت وبعض المناطق مرعب ولا يمكن القبول به بأي شكل شكل من الأشكال، ولا يليق أبداً بشعبنا اللبناني في الألفية الثالثة…!