تظاهرات وقطع طرقات في العاصمة ومحتجّون يُغلقون دوائرَ حكومية في النجف.. والبرلمان يفشل في عقد جلسته الاعتيادية بغداد للصفدي: العراق ركيزة لجمع شمل الأشقاء ولن نكون ساحة للصراع في المنطقة
جدّد الرئيس العراقي برهم صالح، حرص بلاده لتكون الركيزة الأساس لجمع شمل الأشقاء والأصدقاء بما يحقق المصالح المشتركة، مشيراً إلى أن «العراق لن يكون منطلقاً للاعتداء على دول الجوار».
وذكر المكتب الإعلامي لرئاسة الجمهورية، أن «الرئيس أكد لوزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي والوفد المرافق له، ضرورة ترسيخ أسس السلام والاستقرار في المنطقة وتجنيبها عبث الحروب والنزاعات التي تستنزف الطاقات البشرية والمادية، والركون إلى لغة الحوار الجاد والصريح لمعالجة الأزمات».
وأضاف أن «العراق لن يكون منطلقاً للاعتداء على أية دولة من دول الجوار أو يكون ساحة حرب لتصفية الحسابات».
وأشار إلى «أهمية تطوير العلاقات الثنائية بين بغداد وعمان وتوسيع آفاق التعاون بما يعزّز التكامل الاقتصادي للبلدين».
من جهته، نقل وزير الخارجية الأردني تحيات الملك الأردني عبد الله الثاني وتأكيده دعم أمن واستقرار العراق باعتباره ركيزة أمن المنطقة، كما استفسر عن صحة المرجع الديني الأعلى علي السيستاني وتمنّى له موفور الصحة والعافية.
وكان وزير الخارجية العراقي، محمد علي الحكيم، أكد مجدداً رفض بلاده أن تكون ساحة للصراع في الشرق الأوسط، لافتاً إلى أن التوتر الذي تعانيه المنطقة ناجم عن انسحاب الولايات المتحدة الأميركية الأحادي من الاتفاق الذي وقعته القوى الكبرى مع إيران عام 2015 بشأن برنامجها النووي.
وقال الحكيم، في مؤتمر صحافي مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في العاصمة العراقية بغداد، السبت، «إلغاء الاتفاق النووي من الجانب الأميركي أدى إلى حدوث توتر في المنطقة».
وأضاف «نؤكد على أهمية العمل لتخفيف التوتر بين واشنطن وطهران»، محذراً من أن «الإرهاب لم ينته وعناصر تنظيم داعش (الإرهابي المحظور في روسيا وعدد كبير من الدول) لا تزال متمركزة في شرق الفرات وموضوع الإرهاب أخذ حيزاً كبيراً من المباحثات».
وتابع «أي تصعيد في المنطقة سيعزّز من قدرة الإرهابيين»، لافتاً إلى أن اجتماعه مع وزير الخارجية الأردني «كان مثمراً وركزنا على أن العراق لن يكون ساحة للصراع».
وثمّن وزير خارجية العراق «دور عاهل الأردن الملك عبد الله الثاني بن الحسين في دعم العراق».
وفي سياق آخر، أكد الناطق باسم القائد العام للقوات المسلحة العراقية اللواء عبد الكريم خلف أن بلاده تمتلك قوة جوية قادرة على تأمين أجوائها وحمايتها بعد انسحاب القوات الأميركيّة.
وفي مقابلة له مع وكالة الأنباء العراقية لفت خلف إلى أن الحشد الشعبي جزء مهم من المنظومة الدفاعية، مشدداً على أن قرار إخراج القوات الأجنبية قرار سيادي، ويشمل جميع الأراضي العراقية بما فيها إقليم كردستان.
قيادة عمليات بغداد حذّرت من مجموعات تمارس العنف، قالت إنها تقترب من الحاجز الفاصل بين المتظاهرين والقوات الأمنيّة في السنك، وساحة الوثبة في بغداد.
إلى ذلك، استمرت التظاهرات في عدد من المناطق العراقية بينها العاصمة بغداد أمس.
وعمد المحتجون إلى إغلاق عدد من الطرق المؤدية إلى ساحة الطيران، وسط العاصمة بالإطارات المشتعلة، وذلك وسط مخاوف من دخول مندسّين على خط التظاهرات المطلبية.
وأفاد مراسلون بأن مسلحين كانوا يرتدون زيّاً مدنياً هاجموا بالرصاص الحي متظاهرين قرب بناية المنتجات النفطية في محافظة الديوانية، حيث تدخلت قوة من الجيش لحماية المتظاهرين واعتقال المسلحين.
وفي محافظة ذي قار قطع متظاهرون جسر القيارة وسط الناصرية مركز المحافظة حيث أُخليت جامعةُ سومر في محافظة ذي قار من الطلبة والأكاديميين بعد التهديد بإحراقها.
وفي الكوفة في محافظة النجف أحرق متظاهرون مقر حركة الوفاء.
وأفيد عن قطع طريق محمد القاسم السريع شرق العاصمة العراقية بالإطارات المشتعلة، وأيضاً عن اتخاذ إجراءات قانونية بحق المعتدين على الأملاك العامة والخاصة.
يأتي ذلك وسط مخاوف من وجود أطراف مندسّة تريد التأثير على التظاهرة المليونية المقرّرة السبت المقبل.
وشهدت المنطقة الخضراء وسط العاصمة بغداد افتتاحاً جزئياً بعد إغلاق دام أكثر من 3 أشهر.
وكان متظاهرون قد قطعوا عدداً من الطرق في محافظة النجف جنوب العراق، وأغلقوا أبواب الدوائر الحكومية في المحافظة، وقطع الطرق التي تربطها مع باقي المحافظات العراقية.
وكان مجلس النواب العراقي، فشل أمس، في عقد جلسته الاعتيادية، التي كان من المقرّر مناقشة عدد من القرارات والتصويت على إجراءات عدة أخرى خلالها، بحسب جدول الأعمال المعلن مسبقًا.
وأرجعت وسائل الإعلام تعذّر حضور العديد من النواب للجلسة، إلى قطع الطرق من قبل المتظاهرين مع تصاعد وتيرة الاحتجاجات في البلاد اليوم، وإطلاق النار على المحتجين.