حذّرت من تحوّل الحراكات إلى أداة استنزاف «رابطة الشغيلة»: لتحركات سلمية للقوى الوطنية لمواكبة تشكيل الحكومة والتعجيل بولادتها
نبّهت «رابطة الشغيلة» إلى أنّ خطف الإحتجاج الشعبي لتوظيفه في عرقلة تشكيل حكومة جديدة يعني إطالة أمد الفراغ الحكومي، داعيةً القوى والشخصيات الوطنية إلى بلورة برنامج واضح والضغط بتحركات سلمية لمواكبة مسيرة تشكيل الحكومة والتعجيل بولادتها. وأكدت أن «طرد الوجود الاستعماري الأميركي من المنطقة هو نقطة بداية لتاريخ جديد سيبدّل في واقعنا الاقتصادي والسياسي جذرياً».
جاء ذلك في بيان للرابطة بعد اجتماعها برئاسة أمينها العام النائب السابق زاهر الخطيب، واستهلته بالقول «إن دماء الشهداء القادة لاتذهب هدراً بل هي تروي وترسّخ القيم الثورية التحرّرية التي استشهدوا في سبيلها وهذا هو المعنى الذي نعيشه باستمرار في ذكرى استشهاد القائد ظافر الخطيب وسائر رفاقنا الشهداء وهو ما برهنت عليه الوقائع والتطورات في البلدين الشقيقين إيران والعراق منذ استشهاد بطل محور المقاومة وحركة التحرر الوطني في المنطقة القائد الفريق قاسم سليماني والقائد أبومهدي المهندس نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي في العراق».
واعتبرت أنّ «الأحداث التي يشهدها لبنان ومع تحول الاحتجاج الشعبي إلى حراكات متعددة بعضها مخطوف سياسيا يستدعي منا التشديد على خطورة غياب البرنامج والقيادة المعلنة لأي نضال جدي لإنقاذ الوطن»، محذرةً «من تحوّل الحراكات إلى أداة استنزاف مع تكرار قطع الطرقات وتعطيل الدورة الاقتصادية وشلّ الحياة العامة في البلاد وفي ظل الاستغلال السياسي الذي تقوده قوى حزبية وسياسية معروفة كانت شريكة في السلطة ونهجها وخصوصاً من خلال حواجز قاطعي الطرقات وعبر جماعات الشغب المنظّم التي تمارس أعمالاً عنفية عابثة من خلال تدمير المحلات والمصارف وإشعال الحرائق «.
ودانت «كلّ عمل قمعي أوقع الضحايا في صفوف الشباب الذين ما زالوا يتواجدون في الساحات ويعبرون عن الطموح إلى التغيير الذي نؤكد مجدداً أن جوهره هو التحرر من الوصاية الأميركية وقيودها لأنّ الخروج الفعلي من الإنهيار الحاصل مشروط بالإنتقال إلى بناء اقتصاد منتج وشبك لبنان بالشرق العربي وبالإنفتاح على الشرق الواسع بشراكات جديدة لإخراج بلدنا من قبضة الهيمنة الغربية التي استنزفته».
وأضافت «لقد خبرت أجيال لبنانية متلاحقة كلفة العنف العبثي المدمر والأفعال التي تقع ضمن هذه الحلقة مدانة ومرفوضة وغير مجدية فكل خراب يقع هو خسارة لجميع اللبنانيين بدون استثناء ومفاقمة للأزمة الخطيرة الراهنة التي تسبّب بها النموذج الريعي التابع والحصار الأميركي والغربي لكسر إرادة المقاومة ودورها ويكفي النظر إلى كلفة تعطيل الاقتصاد التي يدفع ثمنها المواطن من قدرته الشرائية المتدهورة».
ولفتت إلى أنّ «خطف الإحتجاج الشعبي لتوظيفه في عرقلة تشكيل حكومة جديدة يعني إطالة أمد الفراغ الحكومي الذي فاقم معاناة الفقراء ومتوسطي الحال وسرّع وتائر الإنهيار المالي والاقتصادي والنقدي منذ استقالة رئيس الحكومة السابقة وامتناعه عن واجب تصريف الأعمال الذي كان يمكن أن يلجم التداعيات الخطيرة للأزمة ويحد من انعكاساتها على الواقع المعيشي الصعب».
ودعت « القوى والشخصيات الوطنية وسائر المجموعات الجادة في تلمس سبل الخلاص إلى بلورة برنامج واضح والعمل لبناء قوة شعبية قادرة على حمله والضغط بتحركات سلمية وبجميع وسائل التأثير والتفاعل الممكن لمواكبة مسيرة تشكيل الحكومة والتعجيل بولادتها، للشروع في اتخاذ التدابير التي تحتوي نتائج الأزمة وتحد من خسائرها الجسيمة والتفاعل والتعاون مع قيادة المقاومة للتأثير في السياسات والخيارات المعتمدة رسمياً».
ولفتت «انتباه شعبنا وسائر القوى الوطنية اللبنانية إلى أن المنطقة دخلت فصلاً حاسماً بعد اغتيال القائدين الكبيرين سليماني والمهندس وهي الجريمة الأميركية التي حسمت استحالة التعايش بين محور المقاومة والتحرر والاستقلال ومحور الهيمنة الاستعمارية الصهيونية الرجعية». ورأت أن تداعيات ما بعد الجريمة الآثمة أثبتت «أن دماء القائد سليماني جددت قوة الثورة الإيرانية وهويتها التحررية ورسخت دورها الكبير والحاسم في دعم النضال التحرري العربي وتمسكها بالأخوة العربية الإيرانية كما برهنت على أن تحرير المنطقة من الوجود العسكري الأميركي هو طريق التحرر والتكامل الاقتصادي لجميع بلدان المشرق كما جاء في كلمة القائد السيد علي الخامنئي».
وتابعت « إنّ هذه المعركة المصيرية التي تعهّد قادة محور المقاومة بخوضها تعني كل مناضل وطني تحرري في المنطقة ولاسيما في لبنان الذي يعاني من الحصار الأميركي بالعقوبات الضارية وبمنع الحكومات المتعاقبة من أي تطوير لعلاقة لبنان مع سورية والعراق وإيران ومن البحث عن الشراكات الممكنة مع دول الشرق ولاسيما روسيا والصين وفيها فرص كبيرة وواعدة لإنقاذ لبنان ولإحياء قطاعاته المنتجة وتوفير حاجاته في مجالات عديدة لحق بها الخراب نتيجة التبعية للغرب ونظام التقاسم الريعي الطائفي».
ورأت أن «المعركة تتطلب زمناً ضرورياً وتضحيات لا بدّ منها، من جميع أبناء منطقة الشرق العربي لا سيما في العراق وسورية ولبنان واليمن وهي ستكون معقودة اللواء لمحور المقاومة القادر على تحقيق هذا التحول العظيم في منطقتنا وتدشين مرحلة جديدة تفتح أبواب الفرص الثمينة للتنمية ولإعادة البناء الوطني وللتشابك الأخوي المجدي بين بلداننا في الإنتاج والتكامل الاقتصادي والاستقلال السياسي، فطرد الوجود الاستعماري الأميركي من المنطقة هو نقطة بداية لتاريخ جديد سيبدّل في واقعنا الاقتصادي والسياسي جذرياً ومن جميع ظروف العيش في بلداننا».