«القومي» أقام احتفالاً تأبينياً للمناضل الراحل يوسف خميس في حبوش مهدي: ثبت أنّ اتهام حزبنا بعرقلة تشكيل الحكومة اندرج في سياق حملات التجنّي والافتراء
أقامت منفذية النبطية في الحزب السوري القومي الاجتماعي احتفالاً تأبينياً بمناسبة مرور ثلاثة أيام على وفاة المناضل القومي يوسف خميس.
حضر التأبين الذي أقيم في حسينية بلدة حبوش/ قضاء النبطية كلّ من عضو المجلس الأعلى سماح مهدي، وكيل عميد شؤون عبر الحدود محمد فرحات، منفذ عام النبطية د. وسام قانصو وأعضاء هيئة المنفذية، عدد من أعضاء المجلس القومي ومسؤولي الوحدات الحزبية، وفود من حزب الله وحركة أمل والحزب الشيوعي اللبناني وحزب البعث، ورجال دين.
بداية تليت آيات من القرآن الكريم، ثم كانت كلمة لإمام بلدة حبوش السيد علي مكي.
مهدي
وألقى كلمة مركز الحزب السوري القومي الاجتماعي عضو المجلس الأعلى سماح مهدي، وجاء فيها:
«كعادته يجمعنا أبو معتز على أرض جنوب لبنان من حيث ارتقت إلى عليائها الاستشهادية سناء محيدلي، فهو في حياته الطبيعية كان يجمعنا حوله لا كرفقائه فقط، بل كأولاده.
يجمعنا اليوم في ذكرى مرور ثلاثة أيام على انتقاله بالوفاة من هذه الدنيا التي كان فيها واحداً من أبناء الحياة. انتمى إلى صفوف الحزب السوري القومي الاجتماعي في بداية ثمانينيات القرن الماضي، ناضل في صفوف الحزب متولياً العديد من المسؤوليات من ضمنها منفذ عام النبطية ووكيل عميد الداخلية.
كان واحداً من المشاركين الأساسيين في مجموعة من عمليات جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية، الأمر الذي أدّى إلى قصف منزله غير مرة من قبل قوات الاحتلال، فنجا وحُرم الشهادة التي كان يسعى إليها. لكن نجاته كانت عوناً له على نشر فكر سعاده في الوطن وعبر الحدود.
أسمح لنفسي أن أستعين بحادثة حصلت معنا عندما أتينا من بيروت مجموعة من الرفقاء للسلام على ابن الفقيد قبل أن يغادر لبنان ليلتحق بعمله خارج الكيان، حيث استأذنا الراحل أن يسمح لنا باصطحاب الرفيق معتز في جولة.
توزّعنا على السيارات، ولدى وصولنا إلى حاجز القوة المشتركة، طلب منا العسكري التوقف جانباً وتسليمه الهويات، فامتثلنا.
لدى اطلاعه عليها تبسّم وسألنا (يا شباب، كم لكم في الحزب القومي)، استغربنا السؤال وبادرناه بدورنا (هل مكتوب على جباهنا أننا قوميون؟ كيف عرفتنا؟) كان جوابه مفاجأة لنا زادتنا فخراً بانتمائنا إلى الحزب عندما قال (شيعي من مشغرة، سني من شبعا، درزي من الشوف، كاثوليكي من القاع وأرثوذكسي من الكورة، ما الذي يجمعكم سوى الحزب القومي؟).
أردت من هذه الحادثة أن أدخل إلى حديث الساعة المتعلق بتشكيل الحكومة اللبنانية.
لقد تعرّض الحزب السوري القومي الاجتماعي إلى مجموعة من الافتراءات كان أبسطها اتهامه بعرقلة تشكيل الحكومة بحجة تمسكه بحقيبة دون أخرى، أو باسم دون آخر أو بطائفة دون سواها.
معاذ الله، فالحادثة التي ذكرتها قبل قليل تؤكد أنّ في الحزب القومي رفقاء من كلّ المذاهب والطوائف. فنحن لسنا ملزمين بطائفة دون سواها، خاصة أنّ الجميع يعلم أنّ المبدأ الإصلاحي الأول من مبادئ الحزب ينص على فصل الدين عن الدولة.
أما تمسكنا بطرح اسم النقيبة السابقة للمحامين الأستاذة أمل حداد إنما جاء بعدما طرحه الرئيس المكلف بتشكيل الحكومة كواحدة من أصحاب الاختصاص. هذا من جهة، ومن جهة أخرى، فنحن رأينا فيها شخصية وطنية مرموقة مشهود لها بمواقفها، هذا فضلاً عن أنها انتخبت نقيبة للمحامين. فجاءت تزكية الحزب لاسم النقيبة حداد من باب تسهيل تشكيل الحكومة لا من باب العرقلة. ونحن في مطلق الأحوال شكلنا دفعاً للتسريع في تشكيل الحكومة في ظلّ تقاعس لا نرضى أن يستمرّ تعطيل العمل الحكومي في البلاد خاصة مع دخول الشهر الرابع دون حكومة في الوقت الذي تتقاعس حكومة تصريف الأعمال عن القيام بواجباتها.
وهنا أؤكد على موقف الحزب الواضح لجهة الوقوف مع مطالب الناس وحاجاتهم على مختلف فئاتهم ومشاربهم ونرفض في الوقت عينه أن يستغل أيّ كان أيّ حراك مطلبي لمآرب شخصية.
نحن مع المطالب، ومع أن يحيا أبناء شعبنا كلهم حياة كريمة هانئة، تتأمّن لهم فيها كلّ مقومات الحياة العزيزة.
وأنا أقف بينكم اليوم، وأنتم أبناء شعبنا الصامدين على أرض جنوب لبنان، أشكركم فرداً فرداً باسم قيادة الحزب السوري القومي الاجتماعي لا لتقديمكم العزاء لنا بمصابنا، بل لأنكم تقبّلتم معنا هذا العزاء. فأنتم مثلنا أهل المصاب.
وتوجه مهدي إلى الرفيق معتز – ابن الراحل قائلاً:
الرفيق يوسف سلمك الراية وأنت أهل لها، وسلم عائلتكم علم الزوبعة الذي يحمي أرز لبنان، ونحن نثق بأنكم أهل لهذا الحمل مثلكم مثل كلّ أبناء شعبنا في حبوش والنبطية وكلّ جنوب لبنان.
بهذا الإيمان نحن ما نحن، وبهذا الإيمان نحن ما سنكون، وبما نحن وبما سنكون سيظلّ هتافنا في العالم يدوي لتحي سورية وليحي سعاده.
ثم توجه المشاركون إلى ضريح الراحل المناضل القومي يوسف حيدر خميس وأدّوا هناك التحية الحزبية تكريماً له.