طائرات الجيش الأميركي تنتهك أجواء الحسكة بتحليق استعراضي، ونشر مدرّعاته بالقرب من تل تمر بيدرسون يتوقع اجتماعاً جديداً للجنة الدستورية إما في فبراير أو مارس.. والجعفري يؤكد أولوية استعادة الجولان السوري المحتلّ
صرّح مبعوث الأمم المتحدة الخاص إلى سورية غير بيدرسون، بأنه يتوقع عقد اجتماع جديد للجنة الدستورية إما في فبراير/ شباط، أو مارس/ آذار.
وقال بيدرسون في دافوس، حيث يعقد المنتدى الاقتصادي: «آمل أن تكون هناك فرصة لعقد اجتماع جديد للجنة الدستورية السورية في فبراير أو مارس، لكن في أقرب وقت ممكن».
وأعلنت جينيفر فينتون، المتحدثة باسم المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى سورية، غير بيدرسون، أمس، عن نيته زيارة موسكو في نهاية الأسبوع الجاري وعقد مباحثات مع وزيري الخارجية والدفاع الروسيين، سيرغي لافروف وسيرغي شويغو.
وتمهيداً لعملية سياسية طال انتظارها، انطلقت أعمال اللجنة الدستورية السورية في جنيف، في الـ 30 من تشرين الأول/ أكتوبر، تحت رعاية الأمم المتحدة.
وتتكوّن اللجنة الدستورية من 150 عضواً، 50 عضواً لكل فئة من الفئات المشاركة (الحكومة السورية، المعارضة والمجتمع المدني).
إلى ذلك، جدّدت دمشق تأكيد رفضها لمزاعم استخدام السلاح الكيماوي في دوما عام ألفين وثمانية عشر، مشيرة إلى تصريحات الخبير في منظمة حظر الأسلحة الكيميائية إيان هندرسون.
وشددت دمشق على وجود تناقضات في تقرير رئيس مكتب المدير العام لمنظمة حظر الأسلحة الكيميائية. وكان هندرسون قد أوضح أن نتائج تقرير المنظمة لا تتوافق مع الواقع وتتناقض مع الخبرة الهندسية، مشككاً في مصداقية التقرير النهائي.
وكان مندوب سورية الدائم لدى الأمم المتحدة بشار الجعفري، أكد أن استعادة الجولان المحتل بكل السبل التي يكفلها القانون الدولي، «ستبقى أولوية لسورية والبوصلة التي لن تحيد عنها».
وطالب الجعفري خلال اجتماع مجلس الأمن الثلاثاء حول الشرق الأوسط، المجلس للقيام بدوره بـ»إلزام سلطات الاحتلال الإسرائيلي بوقف ممارساتها العدوانية الاستيطانية في الجولان السوري المحتل».
وأشار إلى قيام الكيان الصهيوني «بسرقة آثار الجولان ونهب ثرواته بما فيها النفط السوري الذي تسعى لاستخراجه ونهبه بالتعاون مع شركات أميركية إضافة إلى الاستيلاء على ممتلكات الأهالي وأراضيهم وإقامة مخططات احتلالية جديدة عليها».
وشدد الجعفري على أن إجراءات «إسرائيل» الاستيطانية «تنتهك بشكل جسيم القانون الدولي والقانون الدولي الإنساني الذي يتعامل معه البعض بازدواجية فاضحة في المعايير وبنفاق فاق كل الحدود».
واتهم الجعفري منسق الأمم المتحدة لعملية السلام نيقولاي ملادينوف، بـ»انتهاك التزامات ولايته وتجاهله الحديث عن الاحتلال الإسرائيلي للجولان السوري في إحاطاته بهدف التعتيم على الجرائم الإسرائيلية الخطيرة فيه».
وقال الجعفري: «تصادف هذا العام الذكرى الخامسة والسبعون لإنشاء الأمم المتحدة التي رافقتها القضية الفلسطينية على مدى 73 عاماً من عمرها، إلا أنها لم تلق من هذه المنظمة إلا مواقف لم تجد طريقها للتطبيق».
وأضاف: «ألم يحن الوقت بعد مرور عشرات السنين على الاحتلال الإسرائيلي للأراضي العربية لأن يضطلع مجلس الأمن بمسؤولياته لحفظ السلم والأمن الدوليين ووضع قرارات الأمم المتحدة موضع التنفيذ لينعم أهلنا في الجولان السوري المحتل وفلسطين ولبنان بالحرية وكذلك إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة التي أكد عليها قرار الجمعية العامة رقم 181 لعام 1947 المعتمد قبل ثلاثة وسبعين عاماً؟».
ميدانياً، ووسط تصاعد حدة الرفض الشعبي ضد استمراره بالسطو على حقول النفط السورية شمال شرقي البلاد، قام جيش الاحتلال الأميركي باستعراض جديد عبر تسيير مروحياته على علو منخفض في سماء مدينة الحسكة، تبعها تحليق طائرة حربية ونشر مدرعاته بالقرب من تل تمر، وهي المرة الأولى التي يقوم بمثل هذه الاستعراضات منذ احتلاله اللاشرعي لأجزاء من الأراضي السورية شرقاً.
وقال مصدر في محافظة الحسكة إن طائرات الاحتلال الأميركي حلقت فوق المدينة على علو منخفض وبشكل دائري ولمدة تجاوزت الساعة تقريباً ظهر أمس، قبل أن تجدد تحليقها المستمر منذ قليل وحتى لحظة إعداد هذا التقرير.
وأكد بأن الطائرات الأميركية أجرت للمرة الأولى خلال تحليقها في سماء المدينة التي تضم مراكز ومواقع مدنية وعسكرية سورية، مناورات بشكل دائري، وحلقت على جميع الجهات ضمن المدينة.
وأكدت مصادر، أن مدرعات ترفع العلم الأميركي، انتشرت عند مداخل ومخارج بلدة تل تمر الاستراتيجية (35 كم غربي الحسكة)، فيما يقوم الجيش الأميركي بتسيير دوريات بالمنطقة على مدار الساعة، وسط تحليق مكثف للطائرات الحربية التابعة لما يسمى (التحالف الدولي) اللاشرعي، فوق سماء المنطقة.
وتشير الحركات الاستعراضية التي يقوم بها جيش الاحتلال الأميركي في شمال شرقي سورية، بما فيها تحليق أمس، إلى محاولته المحمومة للتخفيف من وطأة الصورة التي ظهر عليها جنوده كلصوص نفط وقطاع طرق بعدما أكدت الولايات المتحدة اقتصار نشاطها في سورية على سرقة حقول النفط واستثمارها، وذلك من خلال استعادة بعض حضوره العسكري الاستعراضي في مناطق خارج حقول النفط، عبر التمدد في سماء المنطقة التي باتت أجزاء واسعة منها تحت سيطرة الجيش العربي السوري بدعم من القوات الروسية.