إذا حلَّ البلاء فالصبر خير دواء…
أمر عرفناه… عهدناه… التزمنا به يقيناً بأن حلاوة الظفر تمحو مرارة الصبر ومن السماء ننال الأجر والثواب…
وجعلنا أيوب عليه السلام قدوة لنا ومرشداً بالعمل والدعاء:
أن يا رب مسَّنا الضُّر وأنت أرحم الراحمين…. اكشف ما بنا من ضرٍّ وعافنا من كل مارق متحكم في البلاد والعباد وممسك بالأرزاق…
من جعلوا أنفسهم للإله خلفاء ينازعونه سلطته بالإمساك والعطاء…
صبرنا وتصابرنا حتى ضاق الصبر بنا وبتنا نتجه للكفر بكل المعتقدات التي جعلتنا نستكين لخنوع وصل حدّ انتزاع اللقمة من أفواه المحتاجين والفقراء…
أمر لو كان أيوب معاصرنا عليه السلام لتنكر لصبره وما طاق له احتمال..
في الحياة المعاصرة ما نحن عليه يقال إنه حصار اقتصادي لأسباب سياسية…
حرب من نوع آخر… المستهدف فيها المواطن العادي البسيط بشكل عام، والمتنفذ استثناء… لا يناله التعب من أي نوع من أنواع العقاب ولا يُنصح بالصبر بعد أن ظهر أخيراً أنه دواء لمن لا يملك ثمن الدواء…
لكننا لن نعدم الرجاء بأن فوق تقديرنا لله تقدير سيلهم أولي الأمر سواء السبيل..
واليوم لعل بريق الأمل قد لاح ليصحّ الإيمان بمبدأ أن بعد الصبر تيسير وكل أمر من عند المولى له وقت وتدبير…
سأل الماء الزيت: كيف تعلو عليّ وقد أنبت شجرتك! أين الأدب؟
رد الزيت: أنت نشأت في الأنهار رضراضاً…. وأنا على العصر والقهر صبرت…
فبالصبر يعلو القدر.
رشا المارديني