أساسيّات اللوحة والبنية والخصوصية بين الحضور والمغزى في معرضٍ تشكيليّ جماعيّ في دمشق
} لورا محمود
يضع الفنان مجد الحناوي اللون جانباً ليعبّر بالأبيض عن أمل الروح التواقة للبحث والتجريب ويُركب الرمادي والأسود بمأساة من عاش حرباً طويلة في بلد الفنّ الجميل علّه يُصلح ما أفسدته الحرب، بينما نجد لوحات خزيمة العايد الفنان الذي يعطي للوحة قيمة غرافيكية جديدة تحتوي بعداً بصرياً مختلفاً بألوانه الترابية التي تقول هنا الأرض فقط والهواء بقايا ذاكرة. بدوره الفنان التشكيلي صلاح حريب قدّم لوحات عبّرت عن الرمزيّة في رسمه للنعوش والأرقام الدالة على الموت والدمار الذي جسّده باللون الأحمر الصارخ في لوحاته. أما الفنان أحمد طلاع اعتمد الخفّة والحركة إضافةً إلى شعور الخوف وعدم الاستقرار الواضح في تشكيلة لوحاته.
هذه المواضيع وغيرها مثلت في لوحات الفنانين التشكيليين الأربعة الذين عرضوا أعمالهم في مساحة كبيرة مفتوحة بمعرض واحد أقيم في المركز الوطني للفنون البصرية في دمشق، وهو نتاج ورشة عمل احتضنها المركز لمدة سبعة أشهر.
وعن المعرض ونظرته لأعمال الفنانين الأربعة قال مدير المركز الوطني للفنون البصرية غياث الأخرس لـ«البناء»: الفنانون الأربعة هم روّاد المركز من حوالي الأربع سنوات وهم نشيطون في الوسط الفنّي التشكيلي، تجمعنا علاقة جيدة فهم يعملون بشكل جديّ في المجال التشكيلي وحواراتنا دائماً كانت فعّالة وبناءة تخدم الفنّ التشكيلي.
تابع: منذ حوالي سنة تقريباً طرحنا فكرة المعرض وكنت دائماً أرى أعمال الفنانين الأربعة في الورشة التي أقيمت في المركز وطريقة بنائهم للوحة، وكلما كنت أرى لوحاتهم كنت انبهر بها لذا أردت أن أرى اللوحات بمكان آخر يكون أوسع وأكثر مساحة ليرى الجميع اللوحات بطريقة أفضل، فكان المعرض الذي نراه اليوم.
وأضاف: لقد تعبنا بطريقة ترتيب اللوحات فعندما نضع لوحات فنان بجانب لوحات فنان آخر نكون قد عملنا على خنق أعمال كلٍّ منهما، لذلك أبعدنا اللوحات عن بعضها لنخلق توازناً بين اللون الغامق والفاتح، وأيضاً ليشاهد المشاهد اللوحة بشكل أفضل لذا عملنا على مسألة التوازن والإضاءة فهناك لوحات بألوان فاتحة وغامقة. يجب أن يمتلك الفنان مهنية الخيال ليرى كيف ستكون اللوحة في النهاية، لذا رأيتها في خيالي لوحة مدهشة هي واللوحات الأخرى. لذلك قرّرنا أن تعرض هذه اللوحات بهذا الشكل وقد عمل الفنانون الأربعة بشكل كبير وأضافوا فكرة جديدة على اللوحة وهي رسم لوحة صغيرة مطابقة للوحة الكبيرة.
وأضاف: إن الحوار مع الفنانين الشباب المشاركين اليوم في المعرض كان عن البناء المعماري للوحة وليس على تفاصيل اللون مثلاً، وهذا ليس موجوداً عند جميع التشكيليين.
والتقت «البناء» مع الفنان التشكيلي مجد الحناوي الذي أشار إلى أن اللوحات المعروضة اليوم هي لوحات جديدة له. وهي نتاج الورشة التي أقيمت في المركز الوطني منذ حوالي السبعة أشهر. وهذه التجربة الجماعية مع فنانين تشكيليين تجربة غنية وجميلة تغني روح المكان وتعطيه روح الشباب الذين يعملون معاً لإخراج لوحات بقيمة فنية عالية.
وعن أحجام اللوحات أشار الحناوي لم يُقَم سابقاً معرضٌ لفنانين شباب يعرضون لوحات كبيرة بهذا الحجم، لكن المركز الوطني هو مكان يخدم هذا الحجم من اللوحات لأنه مجهّز بكل ما يلزم خاصة المساحة الواسعة.
وأضاف الحناوي: كلّ فنان كان له خطّ معين من حيث مواضيع لوحاته وتقنياته، لكننا نلتقي بروح الشباب وبالواقع الذي نعيشه جميعنا وبكل ما حدث في سورية. فالحرب أثّرت على الحركة التشكيلية السورية، وكلنا يجب أن نعمل لأجل الفنّ وأن يكون لنا دور في الحركة الفنية التشكيلية لعلّ الفنّ يصلح ما أفسدته الحرب ونوصل رسالة فنية تدعو للسلام.