لافروف: الجيش السوري استعاد معظم المناطق الحدودية مع تركيا والعراق
شويغو يطالب بانسحاب القوات الأجنبية.. والجيش يستعيد قرية السمكة بريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد امتصاص هجوم الإرهابيين
أعلن وزير الخارجية الروسي، سيرغي لافروف، أن الجيش السوري، استعاد السيطرة على معظم المناطق الحدودية مع تركيا والعراق.
وقال الوزير الروسي في مستهل لقائه مع المبعوث الأممي إلى سورية، غير بيدرسون، أمس: «الوضع يتحسّن على أرض الواقع، فالمنطقة التي يسيطر عليها الإرهابيون تتقلّص. واستعادت الحكومة السورية السيطرة على جزء كبير من الحدود مع العراق وتركيا».
وأضاف لافروف: «وبالطبع، يستمرّ العمل للتغلب على فلول الجماعات الإرهابية في كل من منطقة إدلب وشمال شرقي البلاد».
وشدّد لافروف على ضرورة تقديم المساعدات الإنسانية إلى مستحقيها في سورية دون تسييس، مبيناً أنه «يجب إدخال المساعدات الإنسانية تحت إشراف أممي بأقرب وقت ممكن.. نحن نراقب الانحياز وازدواجية المعايير لدى بعض الدول الغربية التي لا تريد إدخال المساعدات إلا إلى المناطق التي ينتشر فيها إرهابيّون».
ولفت لافروف إلى أن الإرهابيين يعيقون إدخال المساعدات الإنسانية إلى سورية ويستحوذون عليها عند إدخالها. وهذا أمر غير مقبول.
ودعا لافروف المجتمع الدولي إلى تسهيل عودة المهجّرين السوريين إلى بلدهم والمساهمة الفعالة بإعادة الإعمار في سورية.
واعتبر لافروف أن إطلاق عمل لجنة مناقشة الدستور خطوة مهمة في إطار العملية السياسية لحل الأزمة في سورية، لافتاً إلى أن روسيا ستواصل تقديم الدعم لجهود الأمم المتحدة في هذا الإطار.
من جهته أكد بيدرسون ضرورة مكافحة الإرهاب في إدلب وتهيئة الظروف لعودة المهجرين السوريين وإعادة الإعمار في سورية.
ولفت بيدرسون إلى أن عمل لجنة مناقشة الدستور يتم بقيادة سورية بالكامل، وأن مهمة الأمم المتحدة هي تيسير وتسهيل عملها معرباً عن أمله بتجاوز المعوقات التي تعترض استئناف اجتماعاتها.
ولم تتمكّن اللجنة المصغرة المنبثقة عن الهيئة الموسعة للجنة مناقشة الدستور من عقد أي جلسة خلال الجولة الثانية أواخر تشرين الثاني الماضي في جنيف بسبب رفض وفد مجموعة النظام التركي مناقشة جدول الأعمال الذي قدمه الوفد الوطني تحت عنوان «ركائز وطنية تهمّ الشعب السوري» والمتعلق برفض الاحتلال بشكل مطلق وتجريم التعامل مع المحتل ومكافحة الإرهاب.
وكان المبعوث الأممي أعلن أنه يشاطر وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو قلقه إزاء تواجد قوات أجنبية في سورية لم تدعها سلطاتها الرسمية.
وخلال لقاء ثنائي جمع بين شويغو وبيدرسن، في موسكو، الخميس، اقترح الوزير الروسي على المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة مناقشة عدد من القضايا الملحّة المتعلقة بالوضع في سورية.
وقال شويغو: «بالطبع هناك قضايا يجب علينا حلها، ومنها تواجد قوات أجنبية في أراضي سورية لم تدعها السلطات السورية».
كما أعرب كل من شويغو وبيدرسن عن ارتياحهما لنتائج عمل اللجنة الدستورية في سورية. وأعرب الوزير الروسي بهذا الصدد عن قناعته بأن لدى اللجنة فرصاً جيدة في ظل التعاون المستمرّ بين الأمم المتحدة وروسيا.
يُذكَر أن الجيش السوري دخل مناطق شرق الفرات في شهر أكتوبر/تشرين الأول في العام الماضي، بعد اتفاق مع الوحدات الكردية على إثر العملية التي قامت بها تركيا في الشمال السوري للقضاء على الوحدات الكردية التي تصفها أنقرة بأنها «جماعات إرهابية»، ونتيجة لذلك انتشر الجيش السوري على الحدود الشمالية الشرقية للبلاد باستثناء المنطقة بين رأس العين وتل أبيض التي احتلتها القوات التركية، حيث أوقفت تركيا عمليتها في المناطق التي انتشر فيها الجيش السوري.
ميدانياً، استعادت وحدات من الجيش السوري قرية السمكة بريف إدلب الجنوبي الشرقي بعد امتصاص هجوم إرهابيي تنظيم جبهة النصرة وتكبيدهم خسائر بالأفراد والعتاد.
وذكر مصدر من مناطق العمليات أن وحدات الجيش العاملة في ريف معرة النعمان وبعد امتصاصها الهجوم الكبير الذي شنّه إرهابيّو «جبهة النصرة» والمجموعات التي تتبع لهم أمس، على محور التح – أبو جريف – السمكة قامت بإعادة الانتشار والتجميع على اتجاه قرية السمكة وطهّرتها من الإرهابيين.
وأشار المصدر إلى أن وحدات الجيش تتابع عملياتها على محور التح – أبو جريف لتطهيرهما من الإرهابيين.
وشنّت التنظيمات الإرهابية أول أمس، هجوماً عنيفاً على اتجاه «التح أبو جريف السمكة» عبر الزج بأعداد كبيرة واستخدام مختلف أنواع الأسلحة والعربات المفخخة.
وفي السياق، نشرت وكالة «أسوشيتد برس» الخميس فيديو يظهر قصف الجيش السوري لمواقع الإرهابيين في معرة النعمان في ريف إدلب، وذلك رداً على هجمات المسلحين.
يُذكَر أن المسلحين تمكّنوا في وقت سابق من اختراق نقاط تمركز الجيش السوري، عبر استخدام مختلف أنواع الأسلحة ومن ضمنها العربات المفخخة، وتحت غطاء ناري كثيف، وتمكن الجيش السوري من امتصاص الهجوم ومنع الإرهابيين من التقدّم أكثر.
وأفاد مصدر عسكري سوري، الخميس، بأن الاشتباكات لا زالت مستمرّة مع مسلحي جبهة النصرة وبقية التنظيمات المسلحة على امتداد خطوط التماس في جنوب وجنوب شرق إدلب.