وتر المـاء
}مردوك الشامي
ما زالَ في البئــرِ..
ذاكَ الخـارجُ الحلــــــمُ
والذئـبُ خـــطّ المــدى
لم يكتبِ القلــمُ
أوحى إليه وفاءُ الماءِ سـورتَـهُ
وقطّـعَ الحبـلَ إخـوانٌ له ودمُ
أيُّ الصــلاتِ كمثلِ الوهـمِ تجمعُنـــا
لا يجمعُ الناسَ إلا الحـزن والألــــمُ
مـرّتْ على البئـرِ أحوالٌ وقافلــةٌ
من شــاهقِ الغيــمِ
في أمطارها نِعَـمُ
وأنبتَ العتــمُ لبلابــاً غدا درجــاً
لتصعدَ الروحُ
لكنْ زلّـتِ القـدمُ
فعادَ للبئـرِ محمولاً على وترٍ
تقمّصَ النايَ فيه الدمعُ والنغمُ
يا غربةَ المـاءِ عن كفيّ شاربه
كم راودَ الـذئبَ
حتى تشـربَ الغنــــمُ
وكم تعلّـلَ بالصفصافِ يســألهُ
عن يوســفَ الطفلِ
قبل الوحـي ينفطــمُ
وكـم تداعى إلى حقلٍ وسنبلــةٍ
قبلَ العجــافِ التي قد جرّهــا السَّــــقمُ
كـلُّ الميادينِ عميــاءٌ وقاحلــــةٌ
وأيَّ أفـقٍ نرى مـُذْ برعمَ الصنمُ
كانتْ زليــخةُ قبل الوحـي راهبــةً
شــقّتْ قميصي أنــا لكنّـهم وَهِمــوا
كان العزيزُ يـريدُ الكأسَ
خاتلنــي
وتشـهدُ النســوةُ الأخيارُ والهــرمُ
قد بـاعَ قلبي إلى سمسار من ورقٍ
وقالَ للريحِ قولي الذئبُ ينتقــــمُ
زارتْ زليخةُ عتمَ الســــجنِ تسـألني
ما زلتَ في البئرِ
أم لم يولدِ الرحـــمُ؟
فقلـتُ والبئرُ أوراقي ومحبرتي
ما زلتِ عذراءَ
هذا المشتهى حلـــمُ
عـودي إلى النومِ من في البئرِ بادلنــي
بكذبةِ الذئبِ
والسّــارون قد زعمـوا.